تساءل الكاتب الأمريكى "جيفرى كوهنير" عما إذا كان المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية "ميت رومنى" قادر على منافسة الرئيس "باراك أوباما" أم إنه سيمنى بهزيمة كتلك التى لحقت بالمرشح الجمهورى "جون مكين" فى عام 2008؟ وقال الكاتب فى مقال بصحيفة "واشنطن تايمز" اليوم إن المحافظين فى أمريكا يطرحون سؤالا منطقيا، وهو ما إذا كان التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى. وأوضح الكاتب أنه بعد الفوز الساحق الذى حققه "رومنى" فى الانتخابات التمهيدية بولاية فلوريدا منذ أيام، وتفوقه على المرشح الجمهورى الآخر "نيوت جينجريتش"، أصبح "رومنى" الأقرب للفوز بترشيح الجمهوريين لمنافسة الديمقراطى "أوباما" فى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر المقبل . وأكد الكاتب أن الجمهوريين الذين ساندوا "مكين" بقوة فى عام 2008، يساندون حاليا "رومنى"، إلا أنه مع اقتراب الحسم، تزداد المخاوف من أن يتمكن "أوباما" من إلحاق الهزيمة بالجمهوريين مرة أخرى . ورأى الكاتب أن "رومنى" قد لا يكون المرشح ذو الكفاءة العالية والممتازة، إلا انه لديه مؤهلات يمكن وصفها بالكافية. وأشار الكاتب الى أن المحافظين يدعمون "جينجريتش" بقوة ، وذلك ليس حبا فى رئيس مجلس النواب السابق ، ولكن لأنه االبديل الوحيد القوى القادر على منافسة "رومنى" حاكم ولاية "ماساسيوستش" السابق. وعلى عكس "رومنى" ، فإن "جينجريتش" يشن هجوما عنيفا على الرئيس "باراك اوباما" وعلى سياساته ، وربما ان هذا ما يلقى قبولا عند بعض الامريكيين ، كما ان المحافظين ينظرون الى "رومنى" على انه ليس له ايدلوجية ، وليس له مرجعية محافظة . وينظر الجمهوريون الى "رومنى" على انه مجرد جمهورى معتدل مثله مثل "جون مكين" او "بوب دول" ومن وجهة نظرهم فأن ترشيح "رومنى" ، اشبه بالانتحار بالنسبة للحزب الجمهورى . ويرى هؤلاء ان التخلى عن المبادئ والقيم مقابل القوة والإمكانيات يجعل الجمهوريين يفقدون الاثنين معا، القوة والمبادئ. ومن وجهة نظرهم أنه لابد أن يتم ايقاف "رومنى"، حتى لو كان البديل "جينجريتش" الذى توجد عليه تحفظات، ومن هنا فإن هؤلاء يطالبون "جينجريتش" بالوقوف بقوة فى وجه "رومنى" فى الانتخابات التمهيدية فى الولايات ال46 التى لم تجر فيها الانتخابات بعد. ورغم أوجه التشابه الكثيرة بين "رومنى" و"مكين" ، الا ان الكاتب رأى ان "رومنى" يتميز بالعديد من الأمور ، فهو أول مرشح جمهورى، بعد "رونالد ريجان" ، يمتلك القدرة على الدفاع عن مكانة ومواقع الجمهوريين فى البلاد ، كما أن "رومنى" له خبرة كبيرة فى مجال الأعمال والقطاع الخاص، وعلى عكس "مكين"، فإن "رومنى" اكتسب خبرة كبيرة عن رأسمالية السوق الحر وقادر على التعامل مع القضايا الاقتصادية مثل خفض الانفاق الحكومة وتوفبر فرص العمل، وبرامج الرعاية الصحية، وهى كلها ستكون نقاط خلاف ونقاش مع الرئيس الديمقراطى "باراك أوباما". وختم الكاتب بأنه اذا كان "رومنى" لديه بعض نقاط الضعف كما يراها المحافظون ، مثل انه ليس له كاريزما او شخصية قومية كتلك التى كانت عند الرئيس الاسبق "رونالد ريجان" ، الا ان "رومنى" لدية من المؤهلات التى تجعله قادرا على هزيمة "اوباما"، وعلى المحافظة على ريادة أمريكا للعالم وعدم تراجعها إلى المرتبة الثانية بعد الصين مثلا. كما أنه القادر على قيادة التحول نحو النظام الاجتماعى الاشتراكى الديمقراطى بنجاح، وتحويل المؤسسات والشركات المفلسة إلى شركات ناجحة. وقال الكاتب إن "رومنى" ليس كاملا فالكمال لله وحده كما قال الفيلسوف الفرنسى "فولتير"، ولكنه لديه المؤهلات الكافية، ولذلك فإنه لن يكون "مكين" آخر، وسيهزم "أوباما" فى نوفمبر المقبل، ولذا فهو يستحق دعم المحافظين.