\r\n يعلم الديموقراطيون والجمهوريون هذا الأمر ولكن لايوجد حزب جاد في حل هذه الأزمة المتزايدة. بالنسبة للديموقراطيين الذين لم يستطيعوا التفرقة بين احد الأيائل في اميركا الشمالية وبين البقرة يشككون في اهمية المحمية القومية للحياة البرية في القطب الشمالي حتى بالرغم من ان 70% من سكان الاسكا سعداء لرؤية عمليات الحفر في ذلك السهل النائي. وبالنسبة للجمهوريين من جانبهم يدعون بأن اغلاق هذه المحمية سوف يحل كل المشكلات. وتوضح دراسة حكومية انه من خلال هذه المحمية سوف تتمكن الولاياتالمتحدة من تقليل اعتمادها على النفط المستورد من 68% إلى 65% عام 2005. \r\n \r\n اذاً كيف يمكننا ذلك؟ ان الذهاب إلى العمل عن طريق الدراجة او استقلال القطار ليس هو الحل. حتى وان قلل الأميركيون من استخدام السيارات فإن الطلب على النفط العالمي سوف يتزايد بسبب التزايد السكاني الخطير في كل من الهند والصين. \r\n \r\n و الشرق الأوسط الذي يحتوي على ثلثي احتياطي العالم من النفط سيظل ذا اهمية استراتيجية وحيوية ان لم نتمكن من تطوير بدائل جديدة او مصادر بديلة لتسيير السيارات وتقليل الطلب العالمي وليس الأميركي فقط على النفط. وقد تم وضع جدول اعمال طموح لتحقيق هذه الأهداف على يد حركة تحرير اميركا وهي جماعة نظمها جيمس وولزي وفرانك جافني وعدد من صقور الأمن القومي. \r\n \r\n انهم يدافعون عن استخدام التقنيات الموجودة مثل خلايا وقود الهيدروجين من اجل تقليل اعتماد صناعة السيارات الكلي على النفط. السيارات الكهربائية المختلطة مثل تويوتا بريوس التي تدور بمحركات الغاز والكهرباء بالفعل تستطيع ان تقطع اكثر من 50 ميلاً للجالون الواحد. وقريباً سوف يتم انتاج المزيد من السيارات المختلطة التي يمكن ان يعاد شحنها من خلال منفذ كهربائي مقداره حوالي 120 فولت تماماً مثل الهاتف الخلوي. وسوف تقطع اميالاً اكبر. \r\n \r\n وهناك ايضاً السيارات التي تستطيع السير من خلال عدة خيارات او مايسمى (بالوقود المرن). وهذا الوقود هو عبارة عن خليط من الوقود النفطي ووقود مثل الإيثانول المستخرج من الذرة والميثانول المستخرج من الغاز الطبيعي او الفحم. وهذا ليس من قبيل الخيال العلمي بل انه امر قد تحقق بالفعل. \r\n \r\n وحركة تحرير اميركا ترى انه اذا تحولنا بالكامل إلى الوقود المرن والسيارات التي تسير بالكهرباء فإن واردات الولاياتالمتحدة من البنزين سوف تنخفض خلال 20 عاماً إلى الثلثين. وبما ان الأميركيين هم اكبر المشترين للسيارات في العالم فإن حق الاختيار سوف يعيد تشكيل صناعة السيارات عالمياً. وسوف يتحول صناع السيارات نحو السيارات الكهربية المختلطة لكل من اوروبا واسيا ايضاً. ويستطيع الرئيس بوش ان يعجل بهذا التحول من خلال اتفاق عالمي لتحويل اقتصاديات كبرى تعتمد اعتماداً كلياً على النفط. وهذا التحول لن يقلل الأهمية الإستراتيجية للشرق الأوسط فقط ولكنه سيقلل الانبعاثات لدرجة تصل إلى معدلات اتفاق كيوتو. \r\n وبالطبع فإن التحول إلى السيارات المختلطة لن يكون رخيصاً بأي حال. حيث يجب على مصنعي السيارات اعادة تزويد السيارات بأجهزة جديدة ولابد لمحطات الغاز ان تضيف مضخات لوقود الكحول الجديد واماكن ركن السيارات لابد وان تزود بأجهزة شحن. \r\n \r\n ان حركة تحرير اميركا ترى ان التكلفة قد تصل إلى حوالي 12 مليار دولار على مدى السنوات الأربع القادمة. قد يبدو المبلغ مكلفاً ولكنه يمكن تمويله بسهولة عن طريق زيادة ضئيلة في نسبة الضرائب المفروضة على البنزين والتي وصلت حتى الآن إلى 43سنتا للبرميل والتي تعد اقل كثيراً عن سعرها في اوروبا واليابان. والضرائب العالية قد تستخدم كذلك في تشجيع اكتشاف المزيد من النفط المحلي وانتاجه مع الوضع في اعتبارنا ان النفط لن ينتهي استخدامه تماماً كمصدر من مصادر الطاقة. \r\n وهناك مصادر للبنزين لم يتم التوصل اليها حتى الآن في اميركا الشمالية, مثل رمال القطران في البرتا بكندا وصخور الطفلة في اوتاوة, وكولورادو. ولكن استخراج النفط من هذه المصادر سوف يتكلف على الأقل ثلاثة اضعافه اذا تم استخراجه من صحراء الجزيرة العربية. ويمكن للكونغرس ان يسهل هذه المهمة عن طريق فرض ضرائب أعلى على النفط الذي لايأتي من اميركا الشمالية. وان لم نفعل ذلك فسوف نظل تحت رحمة منظمة الأوبك. \r\n \r\n ماكس بوت \r\n عضو مجلس العلاقات الخارجية \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز - خاص ب(الوطن) \r\n \r\n