أعلن تنظيم القاعدة في العراق أنه قتل ثلاثة جنود تابعين لقوات الاحتلال الأمريكي تم خطفهم الشهر الماضي بمنطقة المحمودية. وقال تنظيم دولة العراق الإسلامية وهي تحالف مجموعات مسلحة بزعامة تنظيم القاعدة - بحسب شريط فيديو تم بثه أمس على الإنترنت – إننا قررنا حسم المسألة وأعلنا نبأ مقتلهم لتكون النتيجة مرة على أعداء الله: كانوا أسرى أحياء فصاروا جثثا أمواتا. وأضاف المتحدث أنه خشية من الدولة الإسلامية من أن تتمادى قوات الاحتلال على رعاياها وتستمر في البحث الذي لن يجديها نفعا ولن يكون ضرره إلا على إخواننا المسلمين من نساء وأطفال وشيوخ خشية من هذا قررت حسم المسألة وأعلنت نبأ قتلهم. وعرض الشريط صورة بطاقتي الجنديين الأمريكيين وهما الجندي بايرون فوتي (19 عاما) والعريف ألكس جيمينيز (25 عاما). وقال صوت مسجل على هذا الشريط -الذي عرضه أيضا موقع إلكتروني أمريكي متخصص في دراسة المجموعات المسلحة - إنه لن يتم تسليم جثث الجنود. وكان الجنديان خطفا مع جندي ثالث هو جوزيف أنزاك (20 عاما) من في 12 مايو بالمحمودية جنوب بغداد في مكمن نصب لدوريتهما. وأعلن جيش الاحتلال الأمريكي في 24 مايو أن الشرطة العراقية عثرت على جثة أنزاك في نهر الفرات وأنه يواصل البحث عن الآخرين. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الأمريكي الجنرال كيفين بيرغنر بعيد بث الشريط مازلنا نحلل شريط الفيديو. يبدو مع ذلك أنه لا يحمل أي دليل نهائي حول مصير جنودنا المفقودين. وأضاف في بيان سوف نواصل عمليات البحث ونأمل أن يكون جنودنا المفقودون مازالوا على قيد الحياة وبصحة جيدة. وكان جيش الاحتلال وزع في منتصف مايو منشورات وعد فيها برصد مكافأة بقيمة 200 ألف دولار لكل من يقدم معلومات حول الجنود الثلاثة. وفي المقابل أعلنت الشرطة العراقية أنها قتلت أبو عبد الله الأعضب أحد قادة تنظيم القاعدة - وهو عراقي ويسمى بوالي الأعظمية- خلال مواجهات مع قوات الأمن العراقية. كما قالت الشرطة إن العملية أسفرت كذلك عن اعتقال 11 شخصا من معاونيه بحسب قولها. وأسفرت الهجمات المسلحة الاثنين عن مقتل ثمانية عراقيين. ففي الزعفرانية قتل ثلاثة عراقيين وأصيب ثمانية آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة. وفي الحلة قتل مدنيان وأصيب آخر في هجوم استهدف حافلتهم. وقتل شخص وأصيب ثلاثة بجروح في انفجار عبوة ناسفة في منطقة باب المعظم. كما قتل شخص وأصيب خمسة بجروج جراء اشتباكات في منطقة الفضل وسط بغداد بين القوى الأمنية ومسلحين وفقا للمصدر ذاته. وفي الإسكندرية قتل شخص وأصيب آخر جراء تبادل قذائف الهاون بين عشيرة الجنابات والمسعود صباح أمس الاثنين. وأعلن مصدر طبي في مستشفى الكندي وسط بغداد أن الشرطة جلبت من منطقة الفضل خمس جثث مجهولة الهوية قتل أصحابها بالرصاص بعد تعرضهم للتعذيب. وفي البصرة قالت الشرطة إن آليتين بريطانيتين أعطبتا في هجومين. وفي كربلاء تسلم مستشفى المدينة 317 جثة مجهولة الهوية من بغداد خلال مايو الماضي لدفنها في مقبرة دار السلام في المدينة الشيعية. ووصلت الجثث على أربع دفعات منذ مطلع الشهر الماضي بمعدل لا يقل عن 80 جثة كل مرة. ومع توالي الإخفاقات الأمريكية والعراقية في حفظ الأمن قالت صحيفة نيويورك تايمز إن تقريرا داخليا للجيش الأمريكي كشف بعد ثلاثة أشهر من نشر تعزيزات في بغداد أن العسكريين قادرون على فرض سيطرتهم المؤقتة على أقل من ثلث أحياء العاصمة العراقية. وزعم التقرير الذي أعد الشهر الماضي ونقلته الصحيفة على موقعها على الإنترنت ان قوات الأمن العراقية والأميركية قادرة على حماية السكان والإبقاء على وجود مادي لها في 149 من أحياء بغداد التي يبلغ عددها 457. سياسيا أكد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي – الموالي للاحتلال - إثر لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاثنين في القاهرة أن الطريق لا يزال طويلا أمام تحقيق المصالحة الوطنية في العراق. وقال الهاشمي إن مشروع المصالحة الذي قدمته الحكومة مشروع طيب وكان ينبغي أن يكون صمام الأمان لجميع العراقيين لكنه لم يحقق الآمال المرجوة منه وما زال أمامنا شوط طويل لبناء مصالحة عراقية قوية. واعتبر الهاشمي أن العهد الدولي الذي تم تبنيه في مايو خلال مؤتمر شرم الشيخ يحتاج إلى تعهد وطني عراقي لتطبيقه. ويتضمن العهد خطة تمتد خمس سنوات أطلقتها بغداد مع الأممالمتحدة في 2006 بدعم من البنك الدولي بهدف تعزيز الأمن وإنعاش الاقتصاد العراقي بعد أربع سنوات من العنف.