انتقد وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس أمس حكومة نوري المالكي – الموالية للاحتلال - معبرا عن خيبة أمل لدى واشنطن تجاه جهود تحقيق المصالحة بين مختلف الأطراف السياسية في العراق. ولم تصدر أي تفاصيل عن اجتماع غيتس مع المالكي وزعماء عراقيين آخرين غير أن صحفيين مرافقين للوزير قالوا إنه سيوجه رسالة واضحة مفادها أن قوات الاحتلال الأمريكي توفر لهم الوقت لمواصلة المصالحة.. وإننا بصراحة نشعر بخيبة أمل تجاه التقدم الذي تحقق حتى الآن. وعلى نفس السياق قال قائد القوات البرية للاحتلال الأمريكي بالعراق الجنرال ريموند أوديرنو إن الطريق مازال طويلاً لبسط الهيمنة والاستيلاء على المدينة من المليشيات الطائفية وتنظيم القاعدة. وأضاف أن 40 في المائة فقط من المدينة آمن للغاية - و30 في المائة منها خارج السيطرة فيما تعاني الثلاثين في المائة المتبقية من عنف طاحن. وأوضح أوديرنو أن قوات الاحتلال بدأت حملة عسكرية جديدة في وقت متأخر الجمعة ولأول مرة منذ ثلاث سنوات في منطقتي "عرب الجبور" و"سلمان بك"، حيث يُصنع تنظيم القاعدة السيارات المفخخة ويشن من هناك هجمات صاروخية على القواعد الأمريكية. وكانت مجلة نيوزويك نقلت عن رئيس المالكي قوله إن حكومته ترفض الضغط وتعتبر الجداول الزمنية شيئا غير مفيد. وأطلع قادة أمريكيون غيتس -الذي وصل فجأة إلى بغداد مساء الجمعة- على تعزيز القوات الأمريكية الذي يهدف إعطاء حكومة المالكي مزيدا من الوقت للتوصل إلى تسوية سياسية مع السنة. من جهة ثانية، قال قائد القوات الأميركية بالعراق الجنرال ديفد بتراوس إن الجيش أكمل تعزيز قواته في العراق لتصل إلى 160 ألف جندي بعد أن أرسل الرئيس جورج بوش نحو 28 ألف جندي إضافي معظمهم إلى بغداد للمشاركة في حملة أمنية كبيرة تهدف إلى الحد من العنف الطائفي المتصاعد هناك. ومن المقرر أن يرفع بتراوس والسفير الأميركي رايان كروكر تقريرا في سبتمبر المقبل عن مدى نجاح الإستراتيجية الجديدة ويقدما توصيات بشأن كيفية تطويرها. ميدانيا أعلن جيش الاحتلال مقتل اثنين من جنوده الجمعة أحدهما في انفجار عبوة ناسفة جنوب بغداد والآخر إثر سقوط طائرة من طراز أف16 شمال العاصمة. وقد أعلن الجيش الإسلامي بالعراق في بيان على الإنترنت مسؤوليته عن إسقاط الطائرة وقتل من فيها. وسقطت على الأقل تسع مروحيات في العراق منذ مطلع عام 2007 مما أدى إلى مصرع 30 شخصا معظمهم جنود أميركيون. ويرتفع بذلك إلى 38 عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا حتفهم في العراق منذ بداية الشهر الجاري فقط وبحسب الإحصائيات الأمريكية . من ناحيتها أعلنت وزارة الحرب البريطانية في بيان مقتل أحد جنودها في حادث سير جنوب مدينة البصرة جنوب العراق. كما قال الجيش الأميركي إنه عثر على بطاقة هوية لاثنين من جنوده من أصل ثلاثة خطفوا جنوب غرب بغداد في مايو الماضي داخل أحد المخابئ الآمنة للقاعدة شمال العاصمة. وكان "تنظيم دولة العراق" أكد قبل عشرة أيام في شريط فيديو أنه قتل ثلاثة جنود اختطفهم خلال كمين نصبه مقاتلوه لدورية أميركية جنوب غرب العاصمة أسفر أيضا عن مقتل أربعة جنود ومترجم عراقي. وأبرز التنظيم في الشريط بطاقات هوية اثنين من المختطفين قال إنه قتلهما في حين وجد الثالث في نهر الفرات دون أن يعثر حتى الآن على جثتي الجنديين الآخرين.