أعلن جيش الاحتلال الأمريكي في العراق مقتل ثمانية من جنوده وجرح عشرة آخرين في خمس هجمات بمناطق متفرقة على مدى الأيام الأربعة الماضية ليرتفع عدد القتلى الأمريكيين منذ مطلع مايو الحالي فقط إلى نحو مائة قتيل – بحسب إحصائيات الاحتلال . وأوضح الجيش – بحسب وكالة فرانس برس – أن ثلاثة من جنوده لقوا مصرعهم فيما أصيب اثنان آخران في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد أمس السبت. وقتل جندي أمريكي وجرح اثنان آخران ومترجم عراقي في انفجار استهدفهم جنوبي العاصمة العراقية في اليوم نفسه . وأشار جيش الاحتلال إلى أن هؤلاء الجنود كانوا يشاركون في عمليات بحث عن مخابئ لأسلحة وعن مسلحين. أما في محافظة الأنبار غربي العراق فقد قُتل أحد جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) خلال قتال بحسب الجيش. وكشف الجيش أن جنديًا آخر لقي مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجوم استُخدمت فيه متفجرات وأسلحة خفيفة ليلة السبت قرب التاجي شمال بغداد. كما أعلن الجيش الأمريكي مقتل جنديين الأربعاء في انفجار قنبلة كانت موضوعة على حافة طريق شرق العاصمة. وقد تبنت جماعة جيش المجاهدين التابعة لجبهة الجهاد والإصلاح بالعراق في تسجيل مصور بث على الإنترنت قنص ثلاثة جنود أمريكيين في منطقة الفلوجة غربي العراق أثناء تجمعهم عند أحد مداخل المدينة. ويظهر التسجيل لحظة إطلاق النار ولحظة سقوط الجنود على الأرض. أما على الصعيد الميداني فقد سقط عشرات العراقيين بين قتيل وجريح في هجمات متفرقة أمس السبت. ففي البياع جنوبي بغداد لقي ستة أشخاص مصرعهم وأصيب أربعة وثلاثون آخرون في هجوم بسيارة مفخخة وقذائف هاون. كما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 15 آخرون عندما سقطت قذائف هاون على منازلهم شرق العاصمة. ولقي ثمانية أشخاص مصرعهم فيما أصيب 22 آخرون في غارة لقوات الاحتلال البريطاني على البصرة وفق ما أعلنته مصادر بالتيار الصدري وذلك عقب هجوم تعرضت له قاعدة عسكرية بريطانية بالمدينة أدى لإصابة ثلاثة جنود، فيما يبدو أنه عملية انتقامية بعد قتل هذه القوات قائد جيش المهدي هناك. من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن الرئيس جورج بوش يأخذ بجدية مقتل كل جندي بالإضافة إلى حياة المدنيين الأبرياء الذين يحاول هؤلاء الجنود حمايتهم مشيرة إلى أن بوش أوضح أن القوات الأمريكية ستواجه تضحيات إضافية أثناء عملها في العراق. وأوضحت أنه من السابق لأوانه الكلام عن خفض عدد القوات الأمريكية في العراق عام 2008 وذلك ردا على ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز من أن مسؤولين في الإدارة الأميركية يدرسون خيارات مختلفة بهدف تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق بمعدل قد يصل إلى 50%. كما حذَّر ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي من مغبة الإخفاق في العراق زاعما أن الولاياتالمتحدة تقاتل في العراق لأنه المأوى الذي يجتمع فيه أعداء أمريكا. واستغل تشيني - بحسب صحيفة لوس أنجيليس تايمز - الكلمة التي ألقاها خلال حفل تخرج بالأكاديمية العسكرية الأمريكية بويست بوينت في نيويورك من أجل نقل تحذير صارم حول أهمية العدوان الذي تقوده بلاده في العراق. وقال تشيني إن قيادة تنظيم القاعدة قالت إن لها الحق في قتل أربعة ملايين أمريكي بينهم 2 مليون طفل وأن تقوم بإبعاد ضعف ذلك العدد وأن تصيب وتعجز الآلاف. وتطرق "تشيني" خلال كلمته أمام الخريجين إلى تفاصيل مألوفة بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي ضربت نيويورك وواشنطن عام 2001 زاعمًا أنّ العملية الأمريكية في العراق لها صلة مباشرة بتلك الهجمات. وأضاف تشيني أن أمريكا تقاتل هذا العدو في العراق لأنه المكان الذي تمركزوا فيه ... ونحن هناك حيث إن أمن هذه الأمة يتوقف على تحقيق نتيجة ناجحة. وحول نفس الموضوع قالت مصادر نيابية بالبرلمان العراقي إن النواب فشلوا في إقرار مشروع لجدولة عملية انسحاب قوات الاحتلال الدولية بالعراق والذي وقعه نحو 144 برلمانيًا عراقيًا. وأضافت المصادر النيابية – بحسب وكالة الأنباء الكويتية- أن المناقشات البرلمانية التي دارت حول المشروع الذي طرحه رئيس مجلس النواب محمود المشهداني خلال الجلسة أدت إلى انسحاب عدد من الكتل البرلمانية من الجلسة. وأوضحت المصادر البرلمانية العراقية أن كتلتي التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد من أبرز الكتل البرلمانية التي انسحبت من الجلسة على خلفية مشادة كلامية بين أحد الأعضاء من التحالف الكردستاني مع هيئة الرئاسة. وكان مشروع المشهداني قد تباينت حوله ردود الفعل بين البرلمانيين العراقيين حيث وصف رئيس الكتلة الصدرية النائب نصار الربيعي وضع وثيقة لجدولة الانسحاب "بالحدث التاريخي". يأتي ذلك متزامنا مع الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي – الموالي للاحتلال - لمحافظة الأنبار للمرة الثانية برفقة عدد من الوزراء وسفير الاحتلال الأمريكي في بغداد ريان كروكر وقائد قوات الاحتلال الأمريكي الجنرال ديفد بتراوس لإجراء محادثات تتعلق بالأمن في المحافظة التي يقول الأمريكيون إنها معقل كبير للجماعات المسلحة. وقد أعاق تدني الرؤية في الجو رحلة للمالكي مع المسؤولين الأميركيين إلى مدينة القائم على الحدود السورية للقاء زعماء العشائر ومعاينة أعمال البناء في معبر حدودي تبلغ تكلفته 20 مليون دولار. ولم يتمكنوا من الوصول إليه سوى قاعدة الأسد العسكرية. وقد استمع كروكر وبتراوس إلى شرح للأوضاع من قادة الجيش الأميركي في القاعدة العسكرية. من ناحية أخرى كشفت مصادر عراقية أن وزير الصحة السابق علي الشمري الذي ينتمي إلى التيار الصدري طلب اللجوء إلى الولاياتالمتحدة بعد تلقيه تهديدًا بالقتل من مئات "الموظفين الفاسدين" في وزارته على حد قوله . وقالت صحيفة الصباح الحكومية العراقية إن دائرة الهجرة الأمريكية منحت الشمري حق اللجوء المؤقت ضمن برنامج حديث التطبيق يسمح لها بتجاوز المعوقات الروتينية المعروفة ومنح اللجوء المؤقت للعراقيين. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي رفض الكشف عن اسمه انه اصطحب الشمري من العراق إلى أحد مطارات نيويورك الأسبوع الماضي وأنه الآن يتمتع بحق البقاء المؤقت لحين البت بطلبه البقاء بشكل دائم كلاجئ سياسي. ورغم أن الصحيفة العراقية تكتمت على أسباب فرار الشمري إلى الولاياتالمتحدة إلا أن رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي إسماعيل حقي أوضح من جهته أن الشمري كان مهددًا بالقتل بعد أن أقصى مئات "الموظفين الفاسدين" في وزارة الصحة. الجدير بالذكر أن الشمري يعد واحدًا من ستة وزراء من التيار الصدري انسحبوا من الحكومة بأمر من الزعيم مقتدى الصدر في 16 أبريل الماضي احتجاجًا على رفض الحكومة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد.