نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية مقالاً للكاتب البريطاني "روبرت دابسون" تحت عنوان "مصر ليس لديها انقلاب... ولكنه عودة ل1950"، شبَّه ما قام به المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمصر خلال الأيام الأخيرة بما حدث عام 1950، حيث وصف الإجراءات التي قام بها بأنها ردة إلى الوراء. وقال الكاتب: "في الأسبوع الماضي، شاهد المصريون سلسلة مذهلة من اغتصاب السلطة من قبل رجال يرتدون الزي العسكري، في البداية أعلن الجيش عودة الأحكام العرفية بحكم الأمر الواقع، ثم قضت المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان ومحو أول هيئة منتخبة بحرية في البلاد منذ عقود". وأضاف: "لكن جاءت أجرأ خطوة للجيش بعد إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسة، حيث أصدر الجنرالات تعديلاً دستوريًّا مؤقتًا منحوا فيه أنفسهم سلطة واسعة، في حين جرد الرئاسة من صلاحيات كبيرة، وليس كما اعتقد المصريون أن بلادهم ستعاد إلى الحكم المدني، فقد سعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتعزيز موقفه، وهو ما أثار عاصفة انتقادات من كل فئات المجتمع المصري وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، معلنين أن تلك الإجراءات أقل ما توصف به بأنها "انقلاب عسكري"". إلا أنه استدرك قائلاً: "ولكن هذا ليس صحيحًا تمامًا.. فمن أجل أن يكون هناك انقلاب.. كان يجب الاستيلاء على السلطة من شخص آخر... غير أن ما حدث هو أن الجيش المصري هو الذي استولى على الأمور". وقال: "إذا كان هناك أي تسمية تلخص نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل سقوطه، فهي الدكتاتورية العسكرية. بالطبع، كان هناك رئيس، برلمان، ومحاكم، وهو الحزب الحاكم وزخارف الديمقراطية الأخرى، ولكن كان الجيش دائمًا العمود الفقري للنظام، وكان أيضًا المؤسسة الوحيدة في مصر التي تعمل، فقد بنى الجيش ملاعب لكرة القدم عندما كانت البلاد في حاجة إليها في نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2006، وعندما كان هناك نقص في الخبز عام 2008، فإن الجيش هو الذي حل المشكلة، وباعتبارها المؤسسة الأكثر تأثيرًا داخل النظام سمح للقوات المسلحة لبناء إمبراطورية تجارية مثيرة للإعجاب". وتابع: "لقد وضعت أحداث هذا الأسبوع مصر في مكان لم يكن منذ عام 1952، عندما أطاح الضباط الأحرار بالملك فاروق. ثم كما هو الحال الآن، وقفت مصر مع العسكريين في السلطة وجميع المؤسسات الأخرى، لكن بالطبع، هناك فرق حاسم، كان كثير من المصريين يرون أن ما حدث عام 1952 ثورة، انقلاب عسكري كلاسيكي، والناس لم تلعب أي دور في تلك الأحداث، فهذا ليس صحيحًا اليوم، الناس الآن لاعب في الساحة، وسيكون التحدي بالنسبة للجنرالات في الأشهر القادمة هو إيجاد سبل لتهدئتهم. لذا، لم يكن الأمر مفاجأة عندما دعا الجنرالات في مؤتمر صحافي لطمأنة الرأي العام أن نواياهم كما هي وسوف يسلمون السلطة في موعدها، فعلى مدى ستة عشر شهرًا بعد الإطاحة بمبارك ردد العسكر كلمات جوفاء، وهي أن هدفهم هو نقل مصر نحو الديمقراطية". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة