يتعرض بول ولفويتز رئيس البنك الدولي لضغوط متزايدة كي يقدم استقالته بعد استقالة موظف بالبنك من المقربين منه. وكان احد موظفي البنك الدولي ممن يعدون محل ثقة رئيسه بول وولفويتز قد قدم استقالته من منصبه. وقال كيفن كيليمز إن الأجواء الراهنة المحيطة بقيادة البنك تصعب كثيرا من إنجاح مهمة البنك. وقد عمل كيليم سابقا مع وولفويتز في وزارة الخارجية الأمريكية وعندما عينه ولفويتز في البنك الدولي واجه انتقادات بأنه يحاول إحاطة نفسه ببطانة تشاطره نفس الآراء. وتوصلت لجنة من مدراء البنك في اجتماع عقدته إلى أن وولفويتز قد تجاوز قوانين البنك حين قام بزيادة راتب صديقته. وأفادت تقارير أن المسئولين في البنك ما زالوا لم يقرروا ماهية الإجراءات الممكن اتخاذها بسبب مخالفة وولفويتز القوانين. ولم يحدث منذ تأسيسه قبل أكثر من 60 عاما أن فصل البنك الدولي رئيسه. بيد أن هذا الوضع قد يتغير في الأسبوع الحالي. فوفقا لمصادر في مجلس الدول المساهمة في البنك الدولي فإن المجلس سيجتمع اليوم الثلاثاء وربما يعقب ذلك اجتماع ثان لتقرير ما إذا كان سيطرد بول ولفويتز أم سيمنحه الفرصة للتفاوض على شروط الاستقالة. وقالت مصادر داخل المجلس طلبت عدم الكشف عن أسمائها- بحسب رويترز- إنه من المستحيل فعليا أن يبقى ولفويتز في منصبه كرئيس للبنك خلال الفترة الباقية من مدة عمله وذلك بسبب الضرر الذي لحق بمصداقية البنك وقدرته على أداء مهمته في تخفيف الفقر العالمي. وتسبب الجدل الذي أحاط بدور ولفويتز في ترقية رفيقته شاها رضا وهي خبيرة شؤون الشرق الأوسط في البنك الدولي في إصابة المؤسسة بالشلل طوال أكثر من شهر. وقالت رابطة موظفي البنك إن الترقية والعلاوة التي حصلت عليها رضا تمثل خرقا لقواعد العمل وتظهر سوء استغلال ولفويتز لمنصبه. تجدر الإشارة إلى أن مدير منظمة التضامن الدولية "اوكسفام"، جيريمي هوبز، اعتبر أن جهود مكافحة الفقر تواجه "خطرا كبيرا" نتيجة فضيحة المحسوبية التي تطاول ولفويتز. وقال المدير التنفيذي لمنظمة اوكسفام ردا على أسئلة صحيفة فاينانشل تايمز: "نرى أن قدرة البنك الدولي على التصرف كمؤسسة إنمائية من الطراز الأول تضررت إلى حد بات معه بقاء ولفويتز في منصب الرئاسة فيها أمرا غير محتمل". وكان البرلمان الأوروبي قد أصدر قرارا اعتبر فيه أن "استقالة (ولفويتز) ستكون إجراء ملائما لتجنب وقوع سياسة مكافحة الفساد التي ينتهجها البنك الدولي في مأزق". وولفويتز هو نائب سابق لوزير الحرب الأمريكي وأحد كبار مخططي الغزو الأمريكي للعراق و رشحه البيت الأبيض لتبوأ هذا المنصب الدولي قبل أكثر من عامين، حيث صدرت الموافقة على تعيينه يوم 31 مارس 2005.