حاول المخرج الصهيوني يارون كفتوري في فيلمه (2048) الذي عرض ضمن (مهرجان القدس السينمائي) تخيل زوال الدولة الصهيونية من خلال قصة مخرج صهيوني مغمور يدعى يويو نيتزر يجول العالم في عام 2048 ليقابل صهاينة الشتات بعدما دمرت الدولة الصهيونية نفسها ذاتيا. وفي الفيلم لن يشهد العالم أي وجود للدولة الصهيونية، وما سيبقى من حلم هرتزل المشئوم مجرد تذكارات في متجر في فلسطين ووثائق يعلوها الغبار في برلين ومقابر مندثرة هنا وهناك.. ويأتي فيلم يويو ليستكمل شريطا وثائقيا كان قد بدأه جده منذ أربعين عاما أي عام 2008 في الذكرى الستين لتأسيس الدولة الصهيونية.
وفي المشاهد، لم يبق من دولة الصهاينة سوى قلة من الناس تروي قصصها بالعبرية واليديش (اللغة التي يتقنها اليهود الأشكيناز).
وتنتقل الكاميرا مع انتقال المخرج من مكان إلى آخر ليصور آخر الرموز الباقية من تلك الحقبة.. مقابر تشهد على وجودهم في ما مضى، وبعض الجرار الفخارية التي تحتفظ برماد موتاهم، وقسمًا مهجورًا للدراسات الصهيونية في مكتبة برلين، ومتجرًا لبيع التذكارات في فلسطين.
ويظهر الفيلم دولة الصهاينة كدولة محتلة وكيانا غاصبا قائما على ارتكاب المجازر يوميا وزرع الموساد في دول العالم ونشاطها في الاغتيال المنظم وتوزيع الأسلحة.. ويخلص إلى أن انتهاء الدولة الصهيونية يعود لأسباب داخلية بحتة، وأن هناك سرطانا ينهشها من الداخل رويدا رويدا.
ويحفز الفيلم المشاهدين الصهاينة على ضرورة تغيير الوضع القائم فى الداخل.. وإلا فإن الوضع الداخلي المتأزم قد يؤدي إلى تسريع انهيار دولتهم.