أبدى محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، استغرابه للتصريحات التي صدرت عن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، التي اعتبر فيها أن الحوار والتفاوض مع حركة "حماس" حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قد وصل إلى "طريق مسدود". وأشار نزال، في بيان صحفي، إلى أن هذه التصريحات جاءت بعد لقاء عباس وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية غونداليزا رايس. ولفت القيادي الفلسطيني النظر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عباس وصول التفاوض إلى طريق مسدود بعد لقائه مسؤولين أمريكيين، فقد سبق له الإعلان عن ذلك بعد لقائه مع رايس نفسها خلال زيارته نيويورك لإلقاء كلمة في الأممالمتحدة، "مما يؤكد على عدم استقلالية القرار الوطني الفلسطيني الرسمي، وأنّ هناك تدخلاً إقليمياً ودولياً سافريْن". وأبدى نزّال استغرابه من حالة التبرّم واليأس المتواصل الذي يعبّر عنه بعض المسؤولين في السلطة من إطالة زمن التفاوض لتشكيل الحكومة، "علماً أنهم أنفسهم لم يبدوا أي ملل أو يأس خلال تفاوضهم مع الكيان الصهيوني على الرغم من مضي أكثر من خمسة عشر عاماً على البدء بالتفاوض معه، ورغم استمرار هذا الكيان بالاعتداء والانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني". واستهجن المتحدث الانتقادات التي وجهها البعض لمطالبة حركة حماس بوزارتيْ الداخلية والمالية، مشيراً إلى أنّ حماس أبدت مرونة عالية، وقدمت تنازلات عديدة سعياً منها لتسهيل الوصول إلى توافق حول حكومة الوحدة الوطنية، موضحاً أنّ "حماس وافقت على استقالة رئيس الحكومة الأخ إسماعيل هنية، ووزير الخارجية الدكتور محمود الزهار، ووزير الداخلية الأخ سعيد صيام، علماً أنهم من الرموز القيادية في حركة حماس". وأكد نزّال أنّ الأصل هو أن تبلغ حصة حماس في الحكومة ست عشرة حقيبة وزارية من أصل أربع وعشرين حقيبة، وليس تسع حقائب كما ارتضت، نظراً لنيل الحركة نسبة 60 في المائة من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني. كما أشار إلى تنازل "حماس" عن حقيبتيْ الخارجية والإعلام رغم أنهما من الحقائب السيادية، متسائلاً عن معنى "الديمقراطية التي يتشدّق بها البعض، إذا لم تتم ترجمة التفويض الذي أولاه الشعب الفلسطيني لحركة حماس من خلال الانتخابات التشريعية".