يكشف المهندس جمال أبو العزم عن الكثير من الكوارث التي حدثت خلال عدوان 1956 وماحدث خلالها من سرقاتوغرق ل42 وحدة بحرية إضافة لنسف الكثير من المنشآت فيقول: أعود لعام 1956 عندما أعلن جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس وبدأت المؤامرة الثلاثية (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) كل له دوافعه، طلب محمود يونس رئيس القناة من جميع موظفي الهيئة الجدد العودة إلى أعمالهم السابقة. تطوع بالبقاء في الإسماعيلية الاميرالاى فؤاد بكر والبكباشى مشهور والصاغ شرطة احمد فؤاد واليوزباشى جمال أبو العزم. حصلت على أسلحة للمقاومة عن طريق القوات المسلحة، وللأسف لم يحضر احد من المتطوعين، ولكني كنت أقابل مجاهدي القناة السابقين ومنهم غريب تومى وكان متصوراً اننى قائداً للدفاع الشعبي، وكان هذا خطأ. الطريف انه شاهدتني زوجة زميلي المرشد جلال ابيارى وهما من طنطا من البلكونة، وصاحت بي " والله لأقول لمامتك!!" للأسف كان هذا مفهوم الكثير من الناس. توقف العدوان بعد إنذار ايزنهاور أمريكا ثم بولجانين روسيا وانتهت الحرب. طلبت من المهندس محمود يونس أن أتسلل إلى بورسعيد أسوة ببعض ضباط الصاعقة والانضمام إليهم، ولكنه لم يوافقني وقال لي: أن دورك في الكفاح قد انتهى ولك دور في قناة السويس . كانت قناة السويس قد غرق فيها 42 وحدة بحرية بالإضافة إلى نسف الكثير من المنشآت وحضررجال الأممالمتحدة للمساعدة في إعادة الملاحة لقناة السويس وذلك بقيادة جنرال مهندس امريكى متقاعد (هويلر).قام المهندس محمود يونس بتعييني كضابط اتصال بين الهيئة والمسئولين بالأممالمتحدة الذين قدموا بصحبتهم وحدات إنقاذ كبيرة من دول عديدة وكان يقودها شركة Smitالهولندية. عندما قدم البريطانيون والفرنسيون فى هجومهم على بورسعيد كان بصحبتهم بعض سفن الإنقاذ من ايطاليا ويوغسلافيا ودول أخرى ، اتفق المسؤلون على ان ترحل هذه السفن مع رحيل المعتدين إلا السفن التي كانت تقوم بعمليات انتشال للسفن الغارقة فتبقى وبحد اقصى زمني محدد وبعدها ترحل . عند مروري فى ميناء بورسعيد قبل رحيل هذه السفن وجدت فوق أحدى السفن الإيطالية بعض الشمندورات والجنازير الخاصة بالهيئة فأخطرت رؤسائى بالاسماعيلية بذلك ،وكانت فضيحة لهم ولرجال الأممالمتحدة عند إنزالها من هذه السفن . كلفتنى الهيئة باستكمال اصلاح احدى كراكات القواديس والتى ازاحتها سفن الانقاذ بعيداً عن مجرى القناة وذلك بمعاونة عمال وغطاسين من ترسانة بورسعيد. . اتصل بى رجال الاممالمتحدة واورونى ثلاث مواقع بالكراكة بها بعض صوابع الجليجنايت ولم تكن انفجرت . اتصلت برؤسائى بالاساعيلية واخبرونى ان اتوجه الى معسكر الجلاء بالاسماعيلية وسيصاحبنى مهندسين متخصصين فى رفع هذه المتفجرات وتمت العملية بسلام واستانفنا عملية الاصلاح