كان قد تم إغراق 48 وحدة بحرية قبل حرب 56 كان أهمها ناقلة الجنود الضخمة عكا وقد أغرقتها الطائرات الفرنسية في مدخل بحيرة التمساح الجنوبي بعد ان فشلت في إغراقها بعيدا عن القناة في الغارة الأولي عليها في اول غارة في هذه الحرب، وكانت بذلك اكبر عائق في القناة . اما الباقي فقد كان منها الكراكة " بول صولانت رمسيس " وقد أغرقت في ميناء بورسعيد القاطرة ادجار بونيه ( عنتر) والعشرات من الوحدات البحرية التابعة للهيئة علي طول القناة وكذلك تم نسف كوبري الفردان شمال الإسماعيلية وبعض منشآت الهيئة. وكما سبق ان ذكرت فقد تم تعييني كضابط اتصال بين هيئة القناة ورجال الأممالمتحدة الذين حضروا علي وجه السرعة لتصبح قناة السويس صالحة للملاحة العالمية . وقد حضر رجال الأممالمتحدة بعد أن انتهت الحرب يوم 8 ديسمبر بقيادة الجنرال هويلر - وهو جنرال متقاعد من سلاح المهندسين الأمريكي - وكان مساعده مستر كونرز . وكان علي رجال الضفادع البشرية من البحرية المصرية القيام بتطهير القناة من الألغام والمتفجرات. وكان يصاحبهم أسطول للإنقاذ مكونا من ( شركة سميت الهولندية ) وهي القائدة لعملية الإنقاذ ومعها شركات من عدة دول أخري . وقد تكلفت عملية الإنقاذ 11 مليون دولار كانت عبارة عن معونة من عدة دول دفعت أمريكا معظمها. كانت اكبر عمليات الانتشال للسفينة عكا وقد تم رفعها بواسطة سفينتي الإنقاذ الألمانيتين من فوق القاع بمسافة مقبولة وتم قطرها الي البحيرات المرة وتركت هناك. وكذلك تم انتشال بقايا كوبري الفردان ، وكان أعمال رجال الأممالمتحدة هو إبعاد الوحدات الغارقة عن المجري الملاحي لامكان عبور السفن للملاحة العالمية، وكذلك اعادة تشغيل شمندورات الاضاءة علي جوانب القناة كهربائيا . ومن الأعمال التي اذكرها المواضيع الآتية: تورط جنرال هويلر في اول الامر بالتصريح بان المصريين هم الذين فجر المنشآت والعائمات - ولم يكن ذلك مسموحا به - وكنت قد أعطيت تصاريح لثاني يوم ذ للتوجه مع رجال الأممالمتحدة لمعاينة بعض منشآت الهيئة ، ولكن أخطرني المهندس عزت عادل بأن اسحب هذه التصاريح - كان موقفا محرجا - ولكنني تمكنت من ذلك، ولم احضر لمصاحبتهم اليوم التالي ، وتفهم هويلر الموقف وتوقف عن إعطاء مثل هذه التصاريح. كان الإنجليز والفرنسيون قد احضروا معهم بعض سفن الانتشال وقاموا فعلا بأعمال الانتشال ولكن المصريين أصروا علي إخراجها مع القوات الغازية مع إعطائهم فترة سماح محددة ، حيث كانوا قد بدأوا في بعض الأعمال . كان قد انتهي هذا الميعاد وعليهم أن يرحلوا وبدأ تجمعهم شمال ميناء بورسعيد (حوض حسين)، لاحظت عند مروري قبل رحيلهم ان بعض سفنهم تحمل معدات من قناة السويس ، وهنا أخطرت رؤسائي بذلك حيث تم إخطار جنرال هويلر، وكانت سقطة وقع فيها رجال الأممالمتحدة لنثبت لهم أنهم غير حريصين علي مراقبة هذه السفن. قامت ورش الهيئة ومنها إحدي الورش الصغيرة بقيادة المهندس النابغة إبراهيم معري بإصلاح إحدي قاطرات الميناء بعد انتشالها في مدة 45 يوما مما أذهل رجال الأممالمتحدة. أوكلت رئاسة الهيئة لي إتمام إصلاح احدي الكراكات بمساعدة الورش العمومية وكان قد تم انتشالها بعيدا عن جوانب القناة ببورسعيد ، وهنا اخبرني رجال الأممالمتحدة أنهم وجدوا عبوتين من الجلجنيت لم تنفجرا فأبعدت طاقم العمل عن هذه المواقع وأخطرت رئاستي بذلك فاخبروني أن احضر الي معسكر الجلاء بالإسماعيلية وسيرافقني مجموعة من المهندسين العسكريين لرفع هذه العبوات. كانت كلما تلكأت إسرائيل في الانسحاب من سيناء كانت الهيئة تتأخر في التصريح بأعمال الانتشال لآخر الوحدات القاطرة ادجار بونية (عنتر) وكانت غارقة أمام مستشفي الهيئة بنمرة 6 بالإسماعيلية.