- تعميم نظام المراقبة في كافة الإمارات أقرها بن زايد وتكلفت 600 مليون دولار - (إيه جي تي) الإسرائيلية تقوم بمهام تجارية في دبي وصاحبها "كوتشافي" زائر دائم للإمارات - الشركة الأمنية الصهيونية تتخذ من سويسرا مقرا لها وظفرت بعقود في خمس قارات ب 8 مليار دولار. العلاقات السرية بين الصهاينة والإمارات تسير بأقصى سرعة خرجت من السر إلى العلن بعد أن بدأت برحلات طيران مستترة وبمسميات غربية، وانتهت بتحالف أمني مكثف وبمزيد من الصفقات التي تكلفت المليارات على حساب الشعب الإماراتي. النظام الجديد يضع الشعب الإماراتي كله تحت المراقبة بداية من خروج المواطن من المنزل حتى يعود إليه من خلال نظام أمني محترف تقوده شركة صهيونية متخصصة، وقد كشف تحقيق أجراه موقع "ميدل إيست آي" النقاب عن تفاصيل علاقة أمنية سرية بين إسرائيل والإمارات العربية؛ حيث كُلفت شركة مملوكة لإسرائيل بحماية البنية التحتية الهامة في أبو ظبي. وأفادت التحقيق، استنادا لمصادر مطلعة، كما وصفها، أن السلطات الإماراتية تعاقدت مع شركة أمنية مملوكة لإسرائيل لتقوم بتأمين حماية مرافق النفط والغاز في الإمارات العربية المتحدة، وكذلك لإقامة شبكة مراقبة مدنية فريدة من نوعها على مستوى العالم في أبو ظبي، مما يعني أن "كل شخص سيخضع للرصد والرقابة من اللحظة التي يغادر فيها عتبة بابه إلى اللحظة التي يعود فيها إلى منزله"، كما كشفت هذه المصادر. التطبيع مستمر وبالرجوع إلى الوراء قليلا لمعرفة خفايا القصة وأسرارها، فقد كشفت تقارير في ديسمبر عن تفاصيل طائرة سرية تقوم برحلات بين تل أبيب وأبو ظبي، ولم يكن معلوما حينها من الذي كلف شركة الخطوط الجوية السويسرية برايفيت إير بتشغيل ذلك الخط الجوي، رغم أن صحيفة "هاآرتز" العبرية كانت قد أشارت إلى أن التكليف ربما صدر عن رجل الأعمال "ماتي كوتشافي"؛ حيث يُعرف عن شركته الأمنية المعروفة باسم "إيشيا غلوبال تكنولوجي" (إيه جي تي) الدولية القيام بمهام تجارية في الإمارات. وقد علم موقع "ميدل إيست آي" من مصدر تجاري في أبو ظبي بأن كوتشافي شريك فعال في النشاط التجاري الأمني الإسرائيلي في الإمارات، وأنه هو الذي استأجر الطائرة الخاصة، وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن كوتشافي "أصبح زائرا دائما تقريبا لإمارة أبو ظبي". يقيم كوتشافي في أمريكا؛ حيث جمع ثورة هائلة من نشاطه في السوق العقاري، ثم أصبح نشطًا في مجال الأمن الوطني فيما بعد هجمات سبتمبر 2001، وقيل إنه أقام اتصالات مع أشخاص داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وفي العام 2013 أُشيع بأن "إيه جي تي"، الشركة الأمنية الإلكترونية التي تتخذ من سويسرا مقرا لها، ظفرت بعقود في خمس قارات بما قيمته 8 مليار دولار. . عقود صهيونية في خمس قارات وكان كوتشافي بعد أن أسس شركة إيه جي تي في عام 2007 قد فاز بأول عقد له مع حكومة أبو ظبي في عام 2008، وتقدر قيمته بحوالي 3 مليار درهم إماراتي (ما يعادل 816 مليون دولار)، كُلف بموجبه "بحماية كافة المرافق الحيوية داخل إمارة أبو ظبي". والتزاما بقانون الإمارات، كانت الشركة بحاجة إلى شركاء محليين، ولكن في سرية تامة: مؤسسة محلية اسمها "أدفانسد إنتيغرال سيستيمز" (إيه آي إس)، ومؤسسة محلية أخرى اسمها "أدفانستد تيكنيكال سلوشينز" (إيه تي إس)، وبموجب الصفقة التي أُبرمت في عام 2008 قامت الشركات الثلاث بتوفير "كاميرات المراقبة والسياجات الإلكترونية والمجسات لرصد ومراقبة البنى التحتية الاستراتيجية وحقول النفط"، بما في ذلك تأمين حماية الحدود الإماراتية بالنيابة عن السلطة الوطنية للبنى التحتية الحيوية في أبو ظبي (سي إن آي إيه). والمؤسستان الإماراتيان "إيه آي إس" و"إيه تي إس" تشتركان في استخدام نفس المكتب الواقع في الطابق 23 من بناية "سكاي تاور" في جزيرة الريم داخل أبو ظبي، وهنا يكشف يقول مصدر "ميدل إيست آي" في أبو ظبي، إن شركة "إيه جي تي"، الإسرائيلية، تدير عملياتها في الإمارات انطلاقًا من مكاتب مؤسسة إيه آي إس داخل بناية "سكاي تاور". وأفاد التقرير أن الشراكة ما بين إيه جي تي وكل من إيه آي إس وإيه تي إس آخذة في النمو، وتهيمن الآن على سوق الحماية الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة. نظام مراقبة في كافة الإمارات وقال المقال إنه في فبراير من عام 2011، أُعلن عن مشروع مهم للشراكة الثلاثية ما بين إيه آي إس، إيه تي إس ووإيه جي تي اشتمل على ثلاث صفقات بقيمة 600 مليون دولار لتزويد "أجهزة الأمن المحلية بحلول كاملة وشاملة تتضمن مختلف أنوع المجسات التي تلتقي كلها في نظام سيطرة وتحكم واحد"، وعُرف المشروع باسم "فالكون آي" (أي عين الصقر)، وهذا المشروع (عين الصقر) هو مبادرة لتعميم نظام مراقبة في كافة الإمارات أقرها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. ونقع موقع "ميدل إيست آي" عن مصدر مقرب من مشروع فالكون آي (عين الصقر)، قوله: "في أبو ظبي توجد كاميرات مراقبة في كل الشوارع والطرقات، كما توجد كاميرات في كل مرفق عام أو تجاري، وجميع هذه الكاميرات موصولة بنظام مركزي تجري فيه عملية تحليل شاملة للبيانات". واستنادا للأبحاث التي قامت بها إيه جي تي نفسها، يمكن من خلال آلية تشبيك الأشياء "توليد كم هائل جدًا من البيانات الخام التي ينقصها السياق"، وهنا يأتي دور عملية تحليل البيانات. وبناء على التحليل الذي يجري للبيانات التي تم جمعها يمكن التعرف على أنماط من السلوك، ومن ثم إبلاغ السلطات بما يتشكل من انطباعات حول الأخطار المحتملة، قامت إيه جي تي ببناء هرم يتكون من المفردات التالية: البيانات، المعلومات، المعرفة، الحكمة، القرارات، وذلك لتبيان كيف يمكن للبيانات الموجودة في قاعدة الهرم أن تصل في نهاية المطاف إلى صانع القرار في أعلى الهرم. كاميرا لكل مواطن ويقول مصدر "ميدل إيست آي"، المقرب من مشروع فالكون آي (عين الصقر)، إن حجم المراقبة هائل: "كل إنسان يُرصد من اللحظة التي يغادر فيها عتبة بابه إلى اللحظة التي يعود فيها إلى منزله، وكل ما يقوم به من عمل ومعاملات اجتماعية وتصرفات وسلوكيات يسجل ثم يحلل ثم يحفظ في الأرشيف، يبدو ذلك ضربًا من الخيال العلمي، ولكنه يحدث فعلاً في أبو ظبي". وقال موقع المقرغم إن شركة "إيه جي في"، المملوكة للإسرائيلي كوتشافي، تمارس نشاطها التجاري في أبو ظبي كشركة خاصة، إلا أن محللين سياسيين أبلغوا موقع "ميدل إيست آي" بأن مثل هذا النشاط التجاري لابد أن يحظى بموافقة القيادات الإسرائيلية والإماراتية، وفي هذا السياق يقول إسحاق غال، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة تل أبيب: "العلاقات بين الطرفين على أعلى المستويات ولابد من أن يكون النشاط التجاري بمباركة ومشاركة صناع القرار في الدولتين، ولكن لا يعترف أحد بذلك، بطبيعة الحال". ويُذكر أن "كوتشافي" قد أسس "لوجيك إنداستريز"، التي تنتج برامج الحاسوب الأمنية من مقرها في كيبوتز ياكوم داخل إسرائيل، في العام 2006، رئيس مجلس إدارة شركة لوجيك هو آموس مالكا، ضابط الجيش الإسرائيلي المتقاعد الذي عمل ما بين عام 1998 وعام 2001 رئيسًا لجهاز المخابرات في البلاد، وتنقل مصادر موقع "ميدل إيست آي" أن أهم المناصب في هذه الشركة تشغلها مجموعة من كبار ضباط الجيش وضباط المخابرات المتقاعدين في إسرائيل. .