أنهت آخر كتيبة فرنسية في أفغانستان يوم الأربعاء مهمتها، بعد 13 عامًا من الوجود الفرنسي في هذا البلد. وخلال حفل في كابول، انتهت مهمة "بامير" للقوات الفرنسية في أفغانستان التي بدأت في 2001 في محيط مطار كابول الدولي، وسلمت مهامها للقوات التركية، فيما تستعد قوات حلف شمال الأطلسي المقاتلة لإنهاء مهمتها أيضًا في البلاد. وقام الجنود الفرنسيون الذين انتشروا في المطار بتدريب مراقبين جويين وكوماندوس، لضمان الأمن، كما قدموا تدريبًا لرجال إطفاء ولبعض الوحدات الأفغانية. وقال الجنرال في سلاح الجو فيليب لافين: "أغادر بعد إنجاز مهمتنا في خلق الظروف الأمنية التي تتيح تطوير مؤسسات أفغانية، وهي تصب أيضًا عبر أعمال أخرى، في إفساح المجال أمام هذا البلد للتطور، حيث تم فتح مدارس ومستشفيات عدة". وسحبت فرنسا قواتها المقاتلة في 2012، غير أنها أبقت على كتيبة لدعم القوات والمؤسسات الأفغانية. ومع رحيل آخر جنود "بامير" اليوم ينتهي الوجود العسكري الفرنسي على الأراضي الأفغانية الذي استمر 13 عامًا. ومنذ بدء التدخل العسكري الدولي في أفغانستان في 2001 قتل 89 جنديًّا فرنسيًّا، وأصيب 700 آخرون بجروح. وقد خدم إجمالا حوالي 70 ألف جندي فرنسي في هذا البلد. وفي أوج التدخل العسكري لقوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، نشرت فرنسا ما يصل إلى أربعة آلاف جندي في العام 2010. وفي العام 2015، بعد انسحاب القوات القتالية، سيبقى حوالي 12500 جندي من قوات الحلف الأطلسي غالبيتهم من الأميركيين، بينهم ألمان وإيطاليون وأتراك في إطار مهمة تدريب ودعم للقوات الأمنية الأفغانية. ولن تشارك فرنسا في هذه المهمة الجديدة لحلف الأطلسي الهادفة إلى دعم القوات الأفغانية، التي لا تزال تواجه تمرد حركة طالبان الرافضة حتى الآن لبدء مفاوضات سلام مع حكومة كابول بهدف إعادة الاستقرار إلى البلاد. ويعتبر هذا الانسحاب جزء من نجاح حركة المقاومة الإسلامية فى جعل قوى الاستعمار الحديث تهرب من أفغانستان بعد الخسائر الكبيرة التى منيت بها, والتى لم تحقق أى من أهدافها الاستعمارية خلال كل تلك الفترة.