فى تسلسل للاعتداءات الإسرائيلية على غزة استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، بعدد من الصواريخ الليلة الماضية مسجد الفاروق وسط مخيم الشابورة للاجئين الفلسطينيين، فى مدينة رفح جنوبى قطاع غزة، ما أدى لتدميره، وعدد من المنازل المجاورة. وعبر سكان الحى عن سخطهم تجاه هذه "الجريمة النكراء"، بحق المسجد، والاستهداف غير المبرر لمسجد لا يُستخدم سوى للعبادة، ويتردد عليه معظم سكان المخيم، ومُقام بهذا المكان منذ أكثر من 70عامًا. وقال يحيَ صيام (60 عامًا) أحد رواد المسجد، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء: "نُصلى بهذا المسجد منذ الصغر، وكان مُقاما بهذا المكان قبل أن أولد، وحينها لم يكن احتلال إسرائيلى لقطاع غزة، وتمت توسعة المسجد من قِبل أهل الحى، حتى أصبح صرحا كبيرا مكون من طابقين يتسع لمئات المصلين". وأضاف صيام:" لم نكن نتوقع أن يُقصف المسجد فى يوم من الأيام، فهو مكان لم يُشكل أى خطر على إسرائيل، فهو بيت للعبادة فقط، وعلى الرغم من ذلك تم قصفه وبشكل مُتعمد ومباشر، بعد أن تم إنذاره مرتين وقصفه من طائرة بدون طيارة، ومن ثم تم تسويته بالأرض من قبل الطائرات الحربية". بدوره، عبر جار المسجد، أحمد المَشْوَخى (55 عامًا) عن غضبه تجاه "جريمة استهداف المسجد"، وقال : "هذا مكان مدنى يُستخدم للعبادة، والقانون الدولى يُجرم استهدافه، فلا نعلم لماذا استهدف؟ وما الخطر الذى شكله على إسرائيل؟ ولفت المشوخى إلى أن السكان، سيبقوا يصلون فى مكان المسجد رغم تدميره، وسيقومون بتنظيفه والصلاة فوق أنقاضه. وتشن إسرائيل منذ السابع من الشهر الجارى عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد" قبل أن تتوسع فيها وتبدأ توغلا بريا محدودًا الخميس الماضى. ومنذ بداية العملية، وحتى الساعة 16: 10 تغ من اليوم الثلاثاء، قتلت إسرائيل 627 فلسطينيا، وأصابت أكثر من 3700 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وفى المقابل، أسفرت العملية، وفق الرواية الإسرائيلية، عن مقتل 27 جنديًّا إسرائيليًّا ومدنيان، وإصابة نحو 485 معظمهم ب"الهلع"، فضلا عن إصابة 90 جنديًّا، فيما تقول كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس:" إنها قتلت 52 جنديا من الجيش الإسرائيلى".