ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية، أن مخاوف كبيرة تسري في إسرائيل من احتمال وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب، وذلك بعد وصول الصواريخ إلى مدينة بئر السبع القريبة من موقع المفاعل، وقول قادة عسكريين إسرائيليين إن حركة حماس حصلت على صواريخ فجر-3 الإيرانية بعيدة المدى. وتحت عنوان: "صواريخ غزة تضع مفاعل إسرائيل في مرمى نيران المعركة"، والذي تصدر صفحتها الرئيسية، قال مراسل الصحيفة جيمس هايدر في بئر السبع: "إن المخاوف تتزايد في إسرائيل من أن تصيب صواريخ حماس المفاعل النووي في ديمونة". واستدل المراسل على ذلك بأن "حجم ومدى الصواريخ التي تطلقها الفصائل من غزة دفعت ما بين 30 إلى 40% من سكان بئر السبع إلى الفرار باتجاه تل أبيب أو إيلات، كما أن القادة العسكريين أنفسهم أعربوا عن صدمتهم ودهشتهم من حجم وقدرة الترسانة العسكرية الصاروخية التي أظهرتها الفصائل في ردها الصاروخي على العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم السابع على التوالي". ويضيف أن شوارع المدينة بدت خالية تماما، بعد أن أغلقت السلطات المدارس والمتاجر، بينما صفارات الإنذار تدوي من حين لآخر فور ورود أنباء عن قصف صاروخي جديد قادم من غزة، وتحمل تحذيرات إلى السكان (186 ألفا) أن اذهبوا إلى الملاجئ. ونقلت "التايمز" عن مسئولين عسكريين قولهم إن حماس حصلت على صواريخ فجر -3 الإيرانية ذات المدى الطويل، وإن الخوف الآن من أن تسقط تلك الصواريخ على مفاعل ديمونة، المفاعل النووي الوحيد في إسرائيل. ويقول هؤلاء المسئولون إن هدف حملتهم غير المسبوقة على غزة والتي أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 422 شهيدا وألفي جريح، هو القضاء على منصات إطلاق الصواريخ في القطاع، وإبادة الصواريخ الأكثر تطورا من طراز "جراد" بعيدة المدى. وحتى تحقيق هذا الهدف -بتعبير مراسل التايمز- فإن سكان بئر السبع يواصلون حزم حقائبهم باتجاه مدن إسرائيلية أخرى يرونها بعيدة عن مرمى إطلاق الصواريخ. الكابوس الأكبر ويقول مراسل "تايمز": إن "الكابوس الأكبر" الذي تعيشه إسرائيل الآن هو أن تصبح كافة مدنها تحت مرمى الصواريخ. وقد وصلت صواريخ المقاومة في المعركة الجارية بغزة إلى مدن إستراتيجية في إسرائيل مثل أشدود وبئر السبع اللتين تبعدان أكثر من 45 كيلومترا عن قطاع غزة. وأعلنت بلدية "تل أبيب"، التي تعتبر بمثابة العاصمة الفعلية لإسرائيل، بدء تجهيز ملاجئ المدينة؛ خشية وصول الصواريخ الفلسطينية للمدينة. وكجزء من الحرب النفسية التي يشنها جيش الاحتلال -بالتوازي مع العمليات العسكرية- ألقى الجيش بمنشورات على أهالي قطاع غزة يحثونهم على الإبلاغ عن أماكن منصات إطلاق الصواريخ كشرط لإنهاء الحرب على غزة؛ وذلك بعد فشله في قصف أي منها منذ بدء الحرب السبت الماضي. وأطلقت كتائب القسام ما يقارب من 300 صاروخ من طراز "قسام" و"جراد" على المدن والبلدات الإسرائيلية منذ بدء العدوان الإسرائيلي الجديد على القطاع؛ ما أودى بحياة 4 إسرائيليين، وأصاب أكثر من 20 آخرين. وتوقع الهجمات الصاروخية القليل من الخسائر في الأرواح، لكنها تلحق أضرارا بالمباني، وتشيع حالة الذعر والفرار في البلدات الواقعة على حدود غزة، بحسب تعبير "رويترز". ودفعت هذه الحالة وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى زيارة عسقلان ؛ لإظهار التضامن مع سكان البلدة التي نالها نصيب وافر من الصواريخ، منها 7 صواريخ "جراد" اليوم الجمعة.