لا تزال الغارة الجوية التى نفذتها طائرت عسكرية على جنوب السودان فى يناير الماضى، تبحث عمن يعلن مسئوليته بوضوح عن تنفيذ هذه الغارات التى استهدفت شاحنات للأسلحة كانت معدة للتهريب إلى قطاع غزة، كل المؤشرات المطروحة الآن تؤكد أن إسرائيل وراء تنفيذ الهجمات، فهل تعترف تل أبيب قريباً بتنفيذها لهذه العملية العسكرية؟ مسئولية إسرائيل عن قصف السودان لا تزال حتى الآن بين الوهم والحقيقة، فحكومة تل أبيب لم تعلن مسئوليتها حتى الآن، ولكنها لم تنفِ الأمر أيضاً، واكتفت فقط بالإشارة إلى أنها قادرة على ضرب منابع الإرهاب فى أى مكان بالعالم، وهذا ما أعلنه رئيس الوزراء إيهود أولمرت قائلاً "إن إسرائيل تملك قوة ردع أكبر مما كانت تملكها فى أى وقت مضى، وإنها قادرة على ضرب البنى التحتية للإرهاب فى كل مكان". وسائل الإعلام الأجنبية التى أعلنت عن العملية العسكرية التى وقعت فى السودان، ألمحت بشكل مباشر إلى ضلوع إسرائيل فى تنفيذ هذه الهجمات، وذلك لمنع تهريب الأسلحة إلى حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة، واستمرت الصحف الأجنبية بالأيام الماضية فى توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، حتى نقلت اليوم صحيفة صنداى تايمز البريطانية عن مصادر عسكرية ودبلوماسيين غربيين تفاصيل تنفيذ الطيران الإسرائيلى للغارات، لتؤكد أن إسرائيل دمرت شاحنات الأسلحة فى السودان، والتى يرجح أن إيران كانت المسئولة عن وصول هذه الشحنات إلى حركة حماس فى قطاع غزة. وأوضحت الصحيفة، أن إسرائيل استخدمت طائرات بدون طيار من طراز هرمس 450 خلال مهاجمتها لقافلتين إيرانيتين فى صحراء السودان كانتا محملتين بصواريخ من طراز فجر 3 لتهرب إلى غزة، مشيرة إلى أن تل أبيب ومفاعل ديمونة النووى كانا يقعان فى مدى هذه الصواريخ فى حال إطلاقها من القطاع، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن 50 مهرباً سودانياً ومرافقين إيرانيين قتلوا فى الغارة، كما تم تدمير جميع الشاحنات، هذا مع إيضاح أن الشاحنات نقلت قطع الصواريخ المفككة لتسهيل تهريبها إلى غزة عبر أنفاق التهريب فى مصر، وبعد ذلك يتولى تجميعها خبراء فى حماس تلقوا تدريباً فى سوريا وإيران، وأخيراً نقلت الصحيفة نفى مسئولين سودانيين عن مشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الغارات الإسرائيلية. بجانب هذا، اعترفت أمس السبت صحيفتا جيروزاليم بوست وهاآرتس الإسرائيليتان بتورط إسرائيل فى الغارات، حيث نقلت جيروزاليم بوست تصريحات خبير عسكرى مصرى، قال فيها إن الطائرات الإسرائيلية قصفت شاحنات كانت تستعد لنقل أسلحة لغزة بعدما وصلت إلى هدفها عبر خليج العقبة، وأوضح أن مصر كانت على علم بهذه الغارات، كما ذكرت هاآرتس أن مصر قامت بعد تنفيذ تل أبيب للغارات بنشر قواتها على حدودها مع السودان، فى محاولة لمنع عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة، وأضافت الصحيفة أن مصر نشرت هذه القوات فى أول يناير الماضى نتيجة تعرضها لضغوط الدولية المكثفة، أعقبت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على حركة حماس فى قطاع غزة.