في متابعة لتقارير «الشروق» حول الغارات الجوية على السودان، كشفت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية يوم الأحد أن إسرائيل استخدمت طائرات دون طيار من طراز «هرمس 450» فى مهاجمة قافلتين إيرانيتين فى صحراء السودان كانتا فى طريقهما إلى غزة، ومحملتان بصواريخ «فجر 3»، التى يصل مداها إلى تل أبيب والمفاعل النووى فى ديمونة فى حال إطلاقها من القطاع. بموازاة ذلك، وفى تصريح ل«الشروق»، لم يستبعد الدكتور قطب مهدى، القيادى البارز فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالسودان، أن تختطف إسرائيل طائرة الرئيس السودانى، عمر البشير، إذا ما قرر التوجه إلى الدوحة للمشاركة فى القمة العربية؛ وذلك بدعوى أنه مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، وكان رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، قد أبلغ الرئيس البشير أن حكومته لديها معلومات عن محاولة لاعتراض طائرته لن تسطيع منعها. واعتبرت مصادر سودانية مطلعة هذا التصريح مقدمة لتراجع البشير عن المشاركة فى القمة التى تنطلق اليوم، وعلمت «الشروق» أن الوفد السودانى إلى القمة طلب إدارج الغارات الإسرائيلية على أراضيه على جدول أعمالها. ونقلت صنداى تايمز عن مصادر عسكرية لم تكشف عن جنسيتها أن عناصر جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) رصدت القافلتين الإيرانيتن، ثم هاجمتهما الطائرات دون طيار أواخر يناير وأوائل فبراير الماضيين؛ مما أسفر عن مقتل 50 مهربا سودانيا، إضافة إلى مرافقين إيرانيين، وتدمير الشاحنات التى كانت محملة بالصواريخ. وجرى التحكم بواسطة الأقمار الصناعية فى طائرات «هرمس 450»، التى يبلغ طول مروحة جناحها 110 أقدام، ورافقتها طائرة دون طيار من طراز «إيتان»، يعادل حجمها حجم طائرة البوينج 737. ويتمركز سرب طائرات «هرمس 450» فى قاعدة «بالماخيم» الجوية جنوب تل أبيب. وأوضحت المصادر أن الاختيار وقع على هذا الطراز الحديث من الطائرات الذى تصنعه شركة «إلبيت» الإسرائيلية لتقليل المخاطر، خاصة أن الأهداف متحركة ولا يمكن تحديد موعد مهاجمتها بالضبط، بينما تستطيع الطائرات دون طيار التحليق فى الجو مدة 24 ساعة، والتحليق بسرعة 170 كيلومترا فى الساعة، وأن تحمل أجهزة تصوير واتصالات وتحديد مواقع بواسطة أشعة ليزر زنة 150 كليوجراما. وذكرت الصحيفة أن صواريخ «فجر 3»، التى يبلغ مداها 40 ميلا، كانت مفككة وقت الهجوم؛ ليتسنى تهريبها عبر الأنفاق الحدودية بين سيناءوغزة، على أن يقوم خبراء فى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تم تأهيلهم وتدريبهم فى سوريا وإيران بإعادة تركيبها فى غزة. وأضافت أن الحرس الثورى الإيرانى كان العقل المدبر لمحاولة التهريب، وأن عددا من عناصره كانوا قد وصلوا إلى ميناء بورسودان، حيث أجروا اتصالا هاتفيا مع مهربين سودانيين. وكان على الصادق، المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، قد صرح بأن الاعتقاد الأول كان هو أن الولاياتالمتحدة هى التى نفذت الغارات، ولكن السلطات السودانية اتصلت بواشنطن فنفت بشكل قاطع ضلوها فى الأمر، ورجح أن تكون إسرائيل على علاقة بالغارات. ولفتت صنداى تايمز إلى أن تصريحات الصادق مثلت أول إقرار رسمى سودانى بوقوع الغارات، التى كانت صحيفة «الشروق» المصرية أول وسيلة إعلام فى العالم تكشف عنها. وكانت الصحيفة البريطانية قد فضحت الأنشطة النووية الإسرائيلية فى الخامس من أكتوبر 1986، مستندة إلى معلومات دقيقة حصلت عليها من موردخاى فانونو، وهو يهودى من أصول مغربية كان عاملا فنيا فى مفاعل ديمونة لمدة تسع سنوات. وبعد أن فقد عمله انخرط فانونو فى إحدى الجماعات المناهضة للأنشطة النووية فى مدينة سيدنى بأستراليا، وتحول إلى المسيحية، ثم أقنعه أحد أعضاء المجموعة، الصحفى الكولومبى، أوسكار جويريرى، بنشر صور ومعلومات تفصيلية عما يجرى فى ديمونة. وبعدها استدرج عملاء من «الموساد» فانونو من لندن إلى روما، حيث جرى اختطافه ونقله إلى إسرائيل، ليقضى18سنة خلف القضبان؛ بتهمة إفشاء أسرار نووية.