إحالة مدرسة إعدادية بنجع حمادي للتحقيق لرصد العديد من المخالفات    رئيس جامعة الأزهر يتفقد الإسكان الطلابي بدمياط    مدبولي يستقبل الشوربجي: نحرص على تذليل التحديات أمام المؤسسات الصحفية    وزير الصحة يعلن التوصيات النهائية لمؤتمر السكان والتنمية    متى تتغير الساعة في مصر؟.. الموعد الرسمي لبدء التوقيت الشتوي 2024    بوتين: حرب غزة ولبنان الأكثر دموية فى التاريخ    كيف ردت الأونروا على ادعاءات إسرائيل بتسليمها المساعدات لحكومة حماس؟    عصابات بريطانية تجند طياري الدرونز لتهريب المخدرات والأسلحة للسجون    الاحتكام لركلات الترجيح بين بيراميدز وسيراميكا في السوبر المصري    فينيسيوس يتوج بجائزة أفضل لاعب في الجولة الثالثة بأبطال أوروبا    الصبروط يتفقد تطورات العمل بنزل الشباب الدولي بكفر طهرمس لتعظيم الاستثمار    الاستماع لأقوال المطرب نادر أبو الليف في حريق شقته بالهرم    بالأسماء .. إصابة 6 عمال انقلبت بهم السيارة بالطريق الزراعي في البحيرة    150 كتاباً فى سلسلة حكايات النصر    «المخفي» يتصدر الإيرادات و«عنب» يواجه شبح السحب    وزير الخارجية الأمريكي: ناقشت مع نظيري القطري إعادة الإعمار بقطاع غزة    رئيس الوزراء يشهد ختام النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 2024    مرسال عضو التحالف الوطني: 187 ألف حالة مسجلة على قوائمنا من الفئات الأولى بالرعاية خلال 10 سنوات    رئيس هيئة الدواء: مصر تطوي صفحة النواقص ومخزون وطني لتأمين أدوية الضغط    شركة Living Yards للتطوير العقاري تطلق مشروع Solay.. مجتمع سكني فريد من نوعه في القاهرة الجديدة    أمسيات موسيقية بمقر إقامة السفير الياباني بالقاهرة ودار الأوبرا    الحلقة الأخيرة مسلسل برغم القانون.. الحكم على محمد القس بالإعدام    3670 حافظا للقرآن ومبتهلا يتقدمون للمنافسة المحلية المؤهلة لمسابقة بورسعيد الدولية    تفاصيل استقبال البابا تواضروس لوزيري الأوقاف والثقافة |صور    «القاهرة الإخبارية» تبرز تفاصيل ورشة «المصري للفكر» عن الصراعات في الشرق الأوسط    جوائز مالية كبيرة تغازل بطل السوبر المصري.. كم تبلغ؟    "خطة النواب" تزف بشرى سارة بشأن زيادة المرتبات والمعاشات    إزالة 37 حالة تعد على الأراضي الزراعية بالشرقية    المؤبد لشخص انتحل صفة شرطى لتهريب المخدرات فى العجوزة    برلماني لبناني: مؤتمر باريس يجب أن يتجه لوقف الإجرام الذي تمارسه إسرائيل    بأسلوب المغافلة.. التحقيق مع المتهم بسرقة المواطنين في المطرية    الجمعة.. وزارة الثقافة تعرض المؤلفات العصرية لهشام خرما بمسرح الجمهورية    لقاءات توعية وعروض فنية للثقافة بالغردقة والقصير وسفاجا    تسمم 6 طالبات بمعهد أزهري في الوادي الجديد    وقوع شهيد باستهداف من طائرة استطلاع على دوار زايد في بيت لاهيا شمال غزة    22 مستشفى جامعيًا ومركزًا للأورام تشارك في فعاليات "أكتوبر الوردي"    لتعزيز التعاون الثقافي والسياحي المشترك.. افتتاح المدرسة الإيطالية الفندقية بالغردقة    الابن العاق بالشرقية.. حرق مخزن والده لطرده من المنزل    خبر في الجول - شكوك حول لحاق داري بمواجهة العين بعد تأكد غيابه أمام الزمالك    ندوة بسوهاج تستعرض دور محو الأمية فى نشر الوعى ضمن المبادرة الرئاسية "بداية"    ردّا على إرسال جنود كوريين شماليين لروسيا.. سيول تهدد بتسليم أسلحة لأوكرانيا    جامعة بني سويف تحتل ال 11 محليا و1081 عالميا في تصنيف ليدن المفتوح للجامعات    تحت مظلة التحالف الوطني.. بروتوكول بين «حياة كريمة» و«مصر الخير» و«المؤسسة الصديقية» لتطوير مساكن عثمان    بعد تداول منشور وتحقيقات سريعة.. الأمن يكشف لغز اقتحام 5 شقق في مايو    ضبط عامل بالفيوم لقيامه بإدارة ورشة لتصنيع الألعاب النارية والإتجار فيها    خبير موارد مائية يكشف إمكانية عودة مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا في البريكس    فريق طبي ينقذ مريضا توقف قلبه بالمنوفية    نائب وزير الصحة يبحث مع نظيره بدولة بنما التعاون المشترك    لمواليد برج العذراء.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر 2024    «في مشاكل ولعيبة عايزين يمشوا».. عصام الحضري يكشف مفاجآت ب الأهلي قبل مواجهة الزمالك    تشكيل مانشستر يونايتد المتوقع أمام فنربخشة بالدوري الأوروبي    الأمم المتحدة: تضاعف عدد القتلى من النساء فى النزاعات المسلحة خلال 2023    القوات المسلحة تحتفل بتخريج دفعات جديدة من المعاهد الصحية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024 في المنيا    تشكيل الاتحاد المتوقع أمام الرياض في دوري روشن السعودي    بدائل الشبكة الذهب للمقبلين على الزواج.. خيارات مشروعة لتيسير الزواج    خالد الجندى: سيدنا النبى كان يضع التدابير الاحترازية لأى قضية    تهنئة بقدوم شهر جمادى الأولى 1446: فرصة للتوبة والدعاء والبركة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تحول تنظيم القاعدة ( داعش ) إلى وبال على الاسلام والمسلمين ؟
نشر في الشعب يوم 27 - 06 - 2014

* إصرار عجيب على إقامة دويلة اسلامية على أى قطعة أرض !
* حزب النور الافغانى والعالمى ينخر ويدمر حركة الجهاد العالمى فاحذروه
* كيف ساعدت واشنطن "القاعدة" في تدمير برجى نيويورك ..وبرج ثالث بدون اصطدام أى طائرة
* قتل 60 % من الشعب العراقى هدف مجنون ومتوحش وغير واقعى .. وحرام
مجدى أحمد حسين
[email protected]
أنا مدين بهذا المقال للقارىء الذى يتابعنى منذ سنوات ، لأننى سأمارس فيه نوعا من المراجعة لموقفى من ما يسمى إصطلاحا تنظيم القاعدة ، الذى تحول إلى خط فكرى ثم إلى مجموعات منفصلة بنفس الفكر في البلدان المختلفة . وأقول موقفى لا موقف حزب العمل ( الاستقلال حاليا ) لأن الحزب ليس له أى وثيقة رسمية تحدد موقفه من تنظيم القاعدة ، ولكننا في حزب الاستقلال كنا دائما نترك هامشا لحرية التعبير والآراء السياسية للكتاب وليس فقط لأمين عام أو رئيس الحزب بل لأى كاتب في الجريدة من أعضاء وغير أعضاء الحزب ، وستجد دائما في جريدة الشعب أقلام القوميين والناصريين واليساريين والليبراليين الوطنيين و الشرفاء وبطبيعة الحال الاسلاميين من كل الاتجاهات والتنظيمات والمسيحيين ، وكل ذلك في إطار الخط العام للحزب الذى ننظر إليه باعتباره المشروع الحضارى العربى الاسلامى . لذلك فقد كان الحزب كريما معى ، ومع غيرى في عدم السعى إلى التطابق في كل مانكتب ، وهذا هو مفهومنا الذى يرفض الحزبية الضيقة التى تتصور أن الناس يمكن أن يكونوا قوالب في الآراء والأفكار ، وهذا غير ممكن ، والتمسك بهذا يخلق تنظيمات مشوهة أو يخلق آلة صماء لايمكن أن تنجح في التفاعل مع الشعب .
كان موقف حزب العمل ( الاستقلال حاليا ) من الأحداث التى كانت القاعدة طرفا فيها يتمثل في الآتى : أن العنف الموجه للسفارات والمصالح الأمريكية هو رد فعل للمظالم الاستعمارية التاريخية والمستمرة التى تمارسها أمريكا على الأمة العربية والاسلامية ، وبالتالى لم يكن الحزب يتورط في حملات الإدانة عما يسمى الارهاب ، ويحمل المسئولية لأمريكا واسرائيل وما يفعلاه في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان . ولكن ظل حزبنا يدرك أن تقييم الأوضاع في مصر يؤكد على ضرورة التمسك بالسلمية ضد النظام العميل وبالتالى فإن القضاء على النفوذ الأمريكى الصهيونى لآ يحتاج إلا المقاومة السلمية لإسقاط النظام . ولكننا أيدنا بلا تردد المقاومة المسلحة في البلاد المحتلة بقوات أجنبية : العراقفلسطينأفغانستانلبنانالصومال . وبالتالى فإننا كنا نؤيد أى عمليات تقوم بها القاعدة أو غيرها ضد القوات الأمريكية في العراق مثلا .
الجانب الخاص بى أننى كنت أحتفل بالقاعدة أكثر مما ينبغى ، حتى لقد وضعت صورة أسامة بن لادن في غرفة مكتبى التى يدخلها كثير من المخبرين والمراسلين الأجانب ، ولا أعتقد – في حدود علمى – أن سياسيا مصريا احتفل بالقاعدة مثلى ، وقد كان هذا يعرضنى لمخاطر شديدة سواء في مصر أو جوانتنامو!! والذى حمانى بالتأكيد أن شخصيتى معروفة بأننى مقاوم سلمى وأننى لا أقاوم المخبرين عندما يأتون لاعتقالى ، وعندما يصدر على حكم بالحبس وأنا بالخارج أعود فورا لأدخل السجن !! الخ
لقد كتبت كثيرا أننى أختلف مع نهج القاعدة فيما عدا عملياتها المسلحة ضد القوات الغازية . وكنت أعذرها في بعض عملياتها في أوروبا وأمريكا ، باعتبار أن الغربيين لا يرحموا المدنيين المسلمين ، ولكننى كنت أرفضها ، ولقد ناقشت ذلك بالتفصيل في كتابى ( أمريكا طاغوت العصر ) ، وكنت أرفض تماما عملياتها ضد الأبرياء في بلاد المسلمين والتى يروح ضحيتها مواطنون أبرياء مسلمين أو غير مسلمين من مارة الطريق . أذكر من العمليات التى آلمتنى جدا : تفجير بنك بريطانى في تركيا ، لم يؤد إلا إلى قتل مواطنين أتراك من العاملين في البنك أو المارين في الطريق وكنت أرى في هذا استهانة بأرواح البشر لايمكن أن تكون مقبولة ، وهذا أخطر ما فى فكر القاعدة : الفتاوى التى تستهين وتستسهل حياة البشر، بينما الدم أمر غليظ وخطير في عقيدة الاسلام . المهم دعونى أبدأ المراجعة ولأوضح كيف أصبحت أرى أن القاعدة أصبحت وبالا على الاسلام والمسلمين وأن ضررها أكثر من نفعها إن كان لها نفع ! :
ظاهرة الجهاد العالمى ضد السوفييت
هناك كثير من المعلومات الخطيرة التى يمكن قولها حول العلاقات العميقة التى نشأت بين المجاهدين ضد السوفييت وبين الأجهزة الأمنية الأمريكية ، وقد نشر الكثير حول ذلك ، وسننشر هذه المعلومات بعد تنقيتها في موضع آخر . ولكن سنركز الآن على هذا النمط أو "الموديل" من الجهاد ، ونحلله ، ونرى ما نتج عنه . قام هذا النمط من الجهاد على :
أولا : تجميع المقاتلين من أقاصى الأرض لمحاربة الغزو السوفيتى لأفغانستان ، وقد كان مبرر ذلك واضحا فالحرب ضد قوة عظمى تعد الثانية في العالم بل كانت تتجه ماديا وعسكريا لتسبق الولايات المتحدة ، بل وسبقتها بالفعل وفقا لبعض التقديرات الاستراتيجية .
ثانيا : لأننا نحارب دولة عظمى فلا يفل الحديد إلا الحديد . إذن الاستعانة بأمريكا أمر مبرر ، نستعين بظالم لنضرب ظالما آخر ، ثم نعود لنستدير إليه ونقصم ظهره . وهذه الاستعانة بالكافرين على الكافرين فيها نظر وأرى أنها لاتجوز عموما ، ولاتجوز خصوصا في هذا الموقف . لأن هذه الاستعانة لم تكن سياسية أو دبلوماسية ، بل كانت عسكرية لوجستية مالية من الطراز الرفيع ، قامت على التسليح الأمريكى والتدريب الأمريكى والمعلومات الاستخبارية الأمريكية . ولم يكن الأمريكيون غافلين عن نظرية تربية النمر الذى يمكن أن يأكل صاحبه ، فهم منذ اليوم الأول ، كانوا يتحسبون لما بعد انتهاء الحرب وجندوا واخترقوا وصنعوا ( حزب النور الأفغانى والعالمى ) . أقول حزب النور لأن حزب النور أفادنا كثيرا من حيث لا يشعر، فالآن أدركت الناس أنه يمكن أن يكون هناك شخص ملتحى ولحيته كبيرة ، ولديه زبيبة ولا تفوته صلاة ويبكى فيها ثم يتضح أنه مخبر ، علمنا حزب النور أنك يمكن أن تتحدث في الفقه وتكتب فيه كتبا ثم يتضح أنك مخبر ، بل يمكن أن تحفظ القرآن بالتجويد وتكون عميلا للأجهزة . وقد كان طنطاوى شيخ الأزهر الراحل يحفظ القرآن ويفتى للسلطان بما يريد . وما نراه في حزب النور على المستوى المحلى حدث في أفغانستان على المستوى العالمى . بل بدأ منذ الثمانينيات من القرن الماضى على أرض افغانستان واستمر وترعرع وتفرع ، وقد قرأت مذكرات لبعض هؤلاء المخترقين من جنسيات أوروبية ، درسوا الفقه وتعلموا البكاء في الصلاة لاختراق المجاهدين !!
بالنسبة لموضوع تمويل الجهاد ، اسمع هذه القصة الطريفة الموثوق فيها التى أسرها لى مسئول باكستانى : في مباحثات المجاهدين مع مسئولين بالمخابرات الأمريكية كان المجاهدون الأفغان يلحون على زيادة الدعم المالى ، فقال لهم الأمريكيون : إن الدعم يرتبط بقرارات للكونجرس وهذه عملية معقدة ولها سقف معين ، فلنحل مشكلاتكم المالية على النحو التالى : سنعطيكم مطبعة تطبعون عليها الدولارات التى تحتاجونها ، بحيث تخرج حقيقية وغير مزورة ، ونتخلص من موضوع الكونجرس !! وقد تم تنفيذ هذا الاقتراح فعلا تحت إشراف مندوب من المخابرات حتى لا يتم تجاوز المعقول في الطباعة !! لقد كانت معركة لاستنزاف وإسقاط الاتحاد السوفيتى واستحقت كل هذه الخطوات الجريئة وغير المسبوقة . وطبعا حصل المجاهدون على كل الذى يحبونه ومنها صواريخ ستينجر الأمريكية المحمولة على الكتف التى أسقطت كميات من الطائرات السوفيتية . وبالتأكيد فان المجاهدين لم يحصلوا عليها من سوق السلاح أو سوق الكانتو !
ثالثا : كان حلفا متماسكا ولم يقتصر على الأمريكان ، كان الحلف يضم حكومة باكستان ودول الخليج الواقعين جميعا تحت السيطرة الأمريكية والسادات الذى أعلن الجهاد ضد السوفيت للتغطية على بيع مصر لاسرائيل وأمريكا في كامب ديفيد التى ترافقت مع صعود الجهاد الأفغانى . وطبعا دول الخليج دفعت عشرات المليارات من الدولارات قدرها ياسر عرفات ب 40 مليار دولار ، لو دفعوا نصفها لفلسطين لتم تحريرها . وهذه أهم وسيلة للاختراق واسع النطاق للمجاهدين : أى عبر الأجهزة الأمنية المصرية والباكستانية والسعودية والقطرية والاماراتية الذين كانوا يتولون مهمة التدريب والتخطيط ، فهؤلاء عرب ومسلمون وملتحون ، ويمكن أن يبكوا في الصلاة بسهولة أكبر ، ويتحدثون بلغة القرآن .والمهم أن ندرك أن هذه الشبكة نمت وتطورت بعد إنتهاء الحرب مع السوفيت .
رابعا : كان يمكن لنا التغاضى عن كل هذا طالما أننا هزمنا السوفيت وأخرجناهم من أفغانستان ، ولاشك أن المجاهدين على خط النار قدموا أرواحهم فداء للوطن والاسلام . وكان يمكن أن نترك تقييم هذه التجربة للمؤرخين ، ولكن المشكلة بدأت تظهرعندما أصبح هناك اتجاه مريب لإعادة إنتاج التجربة الجهادية الأفغانية في البلدان المختلفة .
خامسا : بعد وصول طالبان للحكم ، تحولت أفغانستان إلى ( الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين ) ولكنها فتحت معارك شتى مع الصين في تركستان الشرقية وروسيا في الشيشان وداغستان والقوقاز عموما ، ومع بلدان وسط آسيا مثل طاجيكستان وأوزبكستان . وأصبحت أفغانستان دولة مزعجة لبلدان كثيرة من العالم .
سادسا : جاءت ضربة 11 سبتمبر 2001 وأصرت القاعدة على أنها قامت بها ، وأكدت وقائع دامغة أنها خطة أمريكية صهيونية لتبرير إعلان الحرب على العالم الاسلامى . والراجح أن هذه الخطة كانت موجودة بالفعل من قبل القاعدة ولكن ترك لها المجال لتفعلها ، بل وتمت مساعدتها بوضع متفجرات شديدة الانفجار في قواعد البرجين ، بل وتم تدمير برج ثالث لم تصطدم به أى طائرة ، وثبت بالدليل القاطع أن صاروخا هو الذى ضرب مبنى البنتاجون لا طائرة بوينج ! وهناك دراسات موثقة على الانترنت وخارج الانترنت تؤكد بعشرات ومئات الأدلة هذه الرؤية ، وسنعرض ذلك في مجال آخر . المهم أن أسامة بن لادن ظل يؤكد على غزوة نيويورك وواشنطن ، وصدرت عدة فيديوهات من القاعدة تؤكد مسئوليتها ، ولم يكن الأمريكان يريدون غير ذلك ليفتروا على الاسلام والمسلمين . بل وليعلنوا الحرب الصليبية المعاصرة على الاسلام ويبدأوا بأفغانستان والعراق كخطوة أولى .
سابعا : ورغم أن طالبان والقاعدة لم يستطيعا الحفاظ على دولتهم في أفغانستان وسهلوا للأمريكان مهمة ضربهم ، ورغم أن القاعدة انتهت إلى الاختباء في كهوف ثم تبين أنها شقق وفيلات في بيشاور وغيرها من المدن الباكستانية ، إلا أنه أصابها إنحراف آخر ، وهو السعى لتأسيس دويلة في أى مكان من العالم الاسلامى ، حتى وإن كان الأمر بإقامة هذه الدويلة على جزء من قطر اسلامى ، بل تحول الموضوع إلى خط مستقر ، فيتم تأسيس دويلات وهمية في العراق وسوريا والصومال واليمن ومالى وأجزاء من الصحراء الكبرى وباكستان وليبيا . وأصبح شعار القاعدة هو تقسيم العالم الاسلامى ، تقسيم دوله ، ولا يوجد أكثر من ذلك تنفيذا للمخططات والخرائط المنشورة منذ عدة عقود في اسرائيل ومراكز البحث الأمريكية لتقسيم كل دولة عربية واسلامية إلى عدة قطع أو شقف ، فهذا هو المناخ الذى تزدهر فيه اسرائيل وتسوس الشرق الأوسط ، وبالنسبة لأمريكا ينتهى كابوس المارد الاسلامى .
ثامنا : عندما وقع احتلال العراق عام 2003 وكانت دعوة القاعدة لحشد المجاهدين من كل أنحاء العالم لقتال الأمريكان وكانت فكرة معقولة فقد كانت مواجهة الأمريكان في العراق معركة كل المسلمين لا تقل أهمية عن معركة أفغانستان ضد السوفييت. وأبلى المجاهدون العراقيون من القاعدة وغير القاعدة والمجاهدون العرب والقادمون من خارج العراق ، أبلوا جميعا بلاء حسنا ، وكسروا ظهر أمريكا وجيشها ، و كان تطورا تاريخيا ، وكانت نقطة تحول في هبوط القوة العظمى الأمريكية ، كما كانت هزيمة السوفيت في أفغانستان نقطة تحول لسقوطهم كقوة عظمى . والحقيقة فلم يكن هذا هو موقف القاعدة وحدها بل كان تيارا جارفا في العالم العربى والاسلامى ، ونذكر حملة التطوع للعراق في مصر ، والتى تصدى لها نظام مبارك واعتقل كل أراد السفر للجهاد في العراق .
ولكن مايعنينا هنا أن القاعدة بدأت اتجاهها المنحرف بالتأكيد على إقامة الدويلات ، ولأنهم كما يتصورون : اسلاميون جدا ، فلا يعترفون بالقوميات ولا القبائل ولا الشعوب ، رغم أنها وردت في القرآن الكريم باعتبارها من آيات الله ! فهم لايهتمون بالحفاظ على حدود الدولة الاسلامية التى اسمها العراق ولايعترفون بالشعب العراقى ، ولكن يعترفون بالسنة فقط ، بل وبالسنة التى تبايعهم !! وقد ترافق ذلك مع حالة من السذاجة السياسية . فيتم الاعلان عن دولة مستقلة في جزء من العراق ، ويتم تعيين أميرا للمؤمنين ، وتشكيل وزارة وتسمية الوزراء ، فهذا وزيرا للدفاع وهذا للتجارة وذاك للاعلام ، وهو تصور كاريكاتيرى للدولة ، كما يلعب الأطفال . فحدث خلط بين المناطق المحررة من المستعمر وبين إعلان الدولة . فالمناطق المحررة تكون فيه بالفعل سلطة شعبية ما ولكنها ليست هى الدولة بعد ، كما أن تأسيس دولة مستقرة على جزء صغير من الوطن ليست هدفا لأى عاقل . وإن كنت لم أقرأ لهم أنهم يقتدون بدولة المدينة التى أقامها الرسول ، فقد يكون هذا هو مبررهم . وهذا تصور سطحى لأنه يقتدى بالمتغيرات لا بالثوابت ، فجزيرة العرب لم يكن بها نظام مركزى ولا دولة مركزية ، فقد كانت مكة عاصمة روحية دينية وتجارية وثقافية للجزيرة ، تتربع فيها قريش ، ولكن بدون جيش مركزى ولا سلطة مركزية سياسية ، فكانت الوحدات السياسية هى القبائل . وبالتالى فإن هجرة سيدنا محمد والمؤمنين إلى المدينة كانت بالأساس للأوس والخزرج معا . وكان توجه الرسول صلى الله عليه وسلم هو العودة بأسرع مايمكن إلى مكة وقد حدث بالفعل بعد 8 سنوات . وقد كانت العودة أساسا بنشر الدعوة ولم تكن الغزوا ت والسرايا إلا أداة مساعدة ، أداة لشل وتحييد قوى البغى والعدوان . ( القتلى والشهداء حول ال600 ).
وبالتالى نحن لن نقيم دولة الاسلام بتفتيت العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا والصومال ، بل بالحفاظ على هذه الوحدات السياسية ثم ضمها إلى بعضها البعض بأشكال الوحدة المختلفة .
وفى العراق وجدوا مشكلة كبرى : أن الشيعة يمثلون حوالى 60 % من السكان ، ولأن المدرسة الديوبندية الهندية تكفر الشيعة ، وهى مدرسة طالبان والقاعدة ، فتحول الشيعة في العراق لقوة محتلة لدولة الاسلام ، وأصبحوا مستباحين ، ومرة أخرى نجد الاستهانة بالأرواح ، فالمفخخات توضع في مساجد الشيعة ويموت المصلون أو في أماكن تجمعات الشيعة في أحيائهم وليمت النساء والأطفال والشيوخ . وليقتل أى شيعى يتجه لإحياء أى مناسبة دينية شيعية في كربلاء أو النجف أو غيرهما . وحتى إذا اتهم الشيعة بالوقوع في ممارسة مماثلة عكسية ، بل سنفترض جدلا أن كل مايقال عن ممارسات الشيعة في العراق صحيح ، وبعضه صحيح بالتأكيد ، فلابد من تطويق الفتنة ، ولابد للعراقيين أن يعودوا ليعيشوا مع بعضهم البعض كما فعلوا طوال عشرات ومئات السنين الماضية ،
وحتى إذا جاز لك أن تكفر الشيعة الاثنى عشرية باعتبارأن ذلك موقف فكرى ولايمكن الحجر على فكر أى إنسان أو جماعة ، فإن قتل المدنيين الأبرياء مسألة محرمة باتفاق . كما أن تطهير العراق من 60 % من سكانه هدف غير واقعى ، بل هدف مجنون ، لن يؤدى إلا إلى إغراق البلاد في بحور لاتنتهى من الدماء . تصور نفسك وأنت جالس في غرف العمليات بتل أبيب وواشنطن ولاحظ كم الحبور و السعادة التى ترتسم على وجوه الموجودين وهم يتابعون هذه البلاهة ، ويتبادلون الأنخاب ، فالمسلمون والعرب يقتلون بعضهم بعضا ، لتحقيق أهدافنا ، أمر رائع بلا جدال . ثم من سيحدث أمة العرب والمسلمين عن النهضة الاقتصادية أو متابعة ركب الحضارة أو تحقيق العدالة الاجتماعية ؟! ( المساحة المخصصة للمقال انتهت . ولكن الموضوع لم ينته ! )
( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.