وصلت إلى ميناء غزة، صباح يوم السبت (8/11)، سفينة الكرامة لكسر الحصار قادمة من ميناء مدينة لارنكا القبرصي في ثالث رحلة بحرية لفك الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة وذلك بعد نجاح رحلتين سابقتين. وجرى استقبال رسمي وشعبي حافل للمتضامنين على متن السفينة حيث أبحر عدد من المسؤولين على متن قوارب فلسطينيين واستقبلوا المتضامنين في عرض البحر الذين ترجلوا فيما بعد في مرفأ غزة وسط مشاعر جياشة وابتهاج كبير بهذا الإنجاز. وقال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن السفينة تقل على متنها 23 شخصية من بينها 12 برلمانياً أوروبياً وصحفيين ومتضامنين، ويضم الوفد عضو مجلس عموم بريطانيا لورد نظير أحمد، إلى جانب مشاركة وزيرة التعاون الدولي في حكومة توني بلير السابقة كلير شورت. وشدد الخضري على أن "سفينة الكرامة الجديدة" التي تسيرها الحملة الأوربية لكسر الحصار بالتنسيق مع حركة غزة الحرة، تهدف إلى كسر الحصار الصهيوني عن غزة، معتبرها نقطة تحول مهمة. ورحب النائب الدكتور مروان أبوة راس رئيس لجنة فك الحصار بالمجلس التشريعي خلال مؤتمر صحفي بعد وصول السفينة بهذه الزيارة التضامنية مرحباً بالنواب الأوروبيين القادمين للتضامن مع شعبنا. ودعا المتضامنين إلى الإطلاق على معاناة شعبنا الناجمة عن استمرار الحصار الصهيوني. ويقول البرلمانيون الأوروبيون إنهم يقومون بهذه الرحلة البحرية لأن السلطات المصرية رفضت السماح ل53 برلمانيا دوليا بالدخول إلى غزة عن طريق البر من خلال معبر رفح. وتأتي هذه الرحلة بعد نجاح مبادرتين سابقتين كانت أولاهما في 22 أغسطس عندما تمكنت سفينتان تقلان متضامنين أجانب ومعونات طبية من الوصول إلى قطاع غزة وحظيتا باستقبال فلسطيني رسمي وشعبي عارم. وفي 29 أكتوبر الماضي وصلت إلى القطاع سفينة أخرى قادمة من قبرص وعلى متنها عدد من الناشطين بينهم برلمانيون أوروبيون ومتضامنون دوليون مع أهالي قطاع غزة ومعهم كميات من الأدوية لمرضى القطاع. من جانبه عبر اللورد نظير أحمد عن سعادته وفخره بهذا الوصول الذي يهدف للاطلاع على معاناة أهالي غزة. وقال البرلماني البريطاني نظير أحمد "إنها لحظة تاريخية عندما يصل برلمانيون أوروبيون إلى غزة لإثارة اهتمام العالم بالعقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على 1.5 مليون فلسطيني". ووصف اللورد البريطاني قطاع غزة بأنه أكبر سجن في العالم. وأشار إلى أن هناك عدد كبير من البرلمانيين في أوروبا وآسيا كانوا يرغبون بالوصول إلى غزة للتعبير عن تضامنهم لكن الحكومة المصرية منعتهم. وقال: "لدينا الآن تجربة في الوصول إلى غزة عبر البحر الذي لا يستطيع أهلها استخدامه للسفر". وأضاف: "من المؤسف أنه لا يوجد ضغط على إسرائيل لرفع الحصار ليعيش هذا الشعب الفلسطيني بحرية خاصة بعد تجربته الديمقراطية". ودعا توني بلير ممثل الرباعية إلى القدوم إلى غزة والاطلاع على معاناة أهلها. وطالب الاحتلال بالإفراج عن النواب المختطفين لديها وعددهم 39 نائباً وقال :" نحن هنا للتضامن معهم". وقالت إحدى المتضامنات المسئولة عن الوفد: "أنا هنا لسببين أولاً أنا طبيبة لكي أقوم بعمل تقييم عام والسبب الثاني هو لإخبار العالم أن إسرائيل تخرق القانون الدولي واتفاقية جنيف بحصارها لغزة. وأضافت: "أعدكم أن أسعى لجعل قضيتكم مفهومة للجميع ليس فقط للبرلمانيين الأوروبيين إنما أيضاً لمسئولين حكوميين". ويعتزم المشاركون في هذه الرحلة الاطلاع على الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع في ظل الحصار الكامل الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، وتوزيع كميات من الأدوية والمعدات الطبية، ولقاء مئات الطلبة الذين حرموا من متابعة دراساتهم بالخارج.