المخاوف التي تنتاب حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط؛ وتحديدا إسرائيل والمملكة العربية السعودية بعد توصل مجموعة (5+1) إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، "تمتد إلى ما هو أبعد بكثير عن الصفقة النووية"؛ بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال". ففي تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، رأت الصحيفة الأمريكية أن "الاتفاق لا يمثل سوى أحدث مؤشر على أن الولاياتالمتحدة التي أنهكتها الحروب تسعى ببطء لطي صفحة سلسلة من المشاكل المزعجة على المدى الطويل، مما يتيح لها على التراجع عن التزامها منذ فترة طويلة تجاه الشرق الأوسط". ووفقا للصحيفة فإن هذا الطرح؛ ولاسيما "بعد محاولة إنهاء النزاع النووي مع إيران دون العمل العسكري يأتي ضمن خطوات أخرى اتخذتها إدارة أوباما، مثل: الانسحاب من العراق وأفغانستان، وسط شكوك حول بقاء الكثير من الوجود الأمريكي في الدولتين؛ إلى جانب الاتفاق مع سوريا الذي يترك بشار الأسد في السلطة، مع تجريده من أسلحته الكيميائية ولكن أيضا من دون التعرض إلى ضربة عسكرية أمريكية، وأخيرا جهود وزير الخارجية (الأمريكي) جون كيري من أجل تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين لحل النزاع المستمر منذ عقود". واعتبرت الصحيفة أن "تلك الخطوات كافة يمكن أن ينظر إليها باعتبارها تطور سياسي منطقي"، إلا أن "أصدقاء أمريكا يشعرون بالقلق إزاء تحركات الإدارة، التي عندما تؤخذ معا، تشير إلى أن واشنطن قد فقدت ببساطة شهيتها للاشتباكات المستمرة في المنطقة التي كانت محور سياستها الخارجية منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973". وللتدليل على منطقية هذه الخطوات لفتت الصحيفة إلى أن "المعارك التي دامت عقدا من الزمن في العراق وأفغانستان خلفت الأمريكيون بوجه عام، وليس إدارة أوباما بمفردها، أكثر قلقا من التورط في اشتباكات عسكرية، وخاصة في العالمين العربي و الإسلامي". ورجحت أن "شهية الأمريكيين لاستئناف دورهم القيادي التقليدي قد تآكلت بالنظر إلى استمرار التوترات الاقتصادية في الداخل؛ فضلا عن التحرك ببطء ولكن بثبات نحو استقلال أكبر في مجال الطاقة، يقلل اعتمادية الولاياتالمتحدة على نفط الشرق الأوسط". ويكمن القلق الرئيس في أن "تؤدي تلك الصفقة النووية، التي تتضمن قبول حتى برنامج نووي محدود أو مقيد إلى زيادة نفوذ طهران بالمنطقة بالتزامن مع تراجع نفوذ أمريكا التي تحررت من حاجتها لقمع طموحات الجمهورية الإسلامية النووية". لكن بحسب الصحيفة، "يصر كبار المسؤولين الأمريكيين على أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي أولي يفضي إلى تفاهم دائم على برنامج إيران النووي، فإن ذلك لن يسفر بصورة سحرية عن تقارب أوسع مع إيران". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسئولين قولهم إن "الإدارة تأمل في أن اتفاق نووي ناجح ربما يمكن القوى المعتدلة في طهران من تهدئة سلوك النظام في مناطق أخرى". وفي الوقت نفسه، لفتت الصحيفة إلى أحاديث سابقة للرئيس أوباما وكبار مساعديه لعدة سنوات عن دور محوري في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه آسيا، وهو ما يعني ضمنيا، وفقا للصحيفة "البعد عن التركيز التقليدي على مشاكل الشرق الأوسط".