تحدث الكاتب البريطاني روبرت فيسك، فى مقالة اليوم بصحيفة "إندبندنت" البريطانية عن الهجرة الجماعية فى الشرق الأوسط، وقال إنها ليست بالأمر الجديد، إلا أن الأعداد الهائلة المشاركة فى هذا الأمر تنذر بتأثير مدمر. وأضاف فيسك :" كم من التحركات السكانية فى الشرق الأوسط، فى السبعينات والثمانيات فر ملاين الأفغان إلى إيران وباكستان، وعشرات الآلاف من اللبنانيين فروا بشكل منتظم من الحرب الأهلية إلى سوريا، وعام 1990، فر عشرات الآلاف من الكويتيين من غزو صدام، بعدما هرب أكراد العراق منه إلى تركيا، وبعد الغزو الأمريكى للعراق فى عام 2003، فر ملايين العراقيين من منازلهم وتوجهوا إلى سورياوإيران، والآن هناك مئات الآلاف من السوريين فى لبنان بما يمثل ربع سكانها، وفى بعض القرى الجبلية فى بيروت أعلنت السلطات المحلية حظر تجول السوريين فى الشوارع"..
ويتساءل فيسك، عن التأثير الكارثى لهذه الهجرات الجماعية التى تحدث فى الشرق الأوسط، ويقول إنها تدمر مجتمعات بأكملها، وتفكك الهويات القبلية والعائلية وتحول الشعوب المسلمة والمسيحية أيضا إلى جيوش ضخمة من المشردين والمجروحين، ويمضى متسائلا عن تأثير هذا الأمر على الدين وعلى إيمانهم، ويصف ذلك بأنه الهجرة الأكبر للأرواح عبر الحدود منذ حركة اللاجئين التى أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية.