يتعرض الشعب المصرى لحملة ضارية وممنهجة من الإستحمار والاستغفال عبر عملية غسل العقول فى مكينة الإعلام العسكرى الليبرالى بهدف طمس هوية وذاكرة المصريين البسطاء منهم ومحدودى الفكر والثقافة على وجه التحديد حتى تظل مصر أسيرة الهوى الغربى وخاضعة للحكم العسكرى أومن يدور فى فلكهم والحيلولة دون الانخراط فى العملية الديمقراطية السليمة التى تمنح الشعب وحده حق الولاية والوصاية على مصيره وحقه الأصيل فى اختيار من يحكمه دون وصاية أى جهة أو مؤسسة داخلية كانت أو خارجية. يريدون منا أن نصدق بكل بلاهة ودون فرز أو تمحيص أن الإخوان حلفاء أمريكا وإسرائيل وأن محمد مرسى عميل أمريكا بامتياز ورجل الغرب فى المنطقة ، على أساس أن الانقلابيين لاعلاقة لهم من قريب أو بعيد بالحلف الصهيوأمريكى ولا ينسقون معهم أبداً ولا يعقدون الصفقات العلنية والسرية أو يقيمون العلاقات الدبلوماسية والسياسية وخط المكالمات الهاتفية (أونلاين) مع واشنطن وتل أبيب ولندن وباريس وبقية العواصم الأوربية!! ، فمن المفارقة أن كل الإتهامات المزعومة المنسوبة لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المغدور محمد مرسى يرتكبها النظام الإنقلابى كل يوم بل وكل ساعة عبر التنسيق الكامل مع واشنطن وتل أبيب والإتحاد الأوروبى. يستحمرون الشعب عندما يدفعونه دفعاً لتصديق أن معتصمى الشرعية فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة يمارسون ما يسمى بجهاد النكاح ( حتى تكون الكذبة مقنعة بما أن جُلّ المعتصمين ينتمون للتيار الإسلامى) ، فلما لم تفلح الفبركة أو تستقر الكذبة فى أذهان الناس ، لعبوا على وتر المصطلح الأكثر ابتذالاً وابتزازاً وهو إلصاق تهمة" الإرهاب" على الطريقة الأمريكية للإخوان المسلمين ولكل مؤيدى الرئيس محمد مرسى وبالتالى يصبح الاتهام بحيازة أسلحة ثقيلة وخفيفة وصواريخ أرض جو وربما طائرات من دون طيار بالأمر الطبيعى والمقبول لدى الجهلة والمغيبين ، ولا ندرى متى ينتظر أولئك الإرهابيون (من مؤيدى مرسى والإخوان) حتى يردوا ويدافعوا عن أنفسهم على الأقل لاسيما بعد سقوط هذا العدد الهائل من الشهداء والمصابين فضلاً عن آلاف المعتقلين على يد قوات الشرطة والجيش ؟!!. يختطفون الشعب ذهنياً ثم يتهمون بكل خبث وخسة أن من يؤيد الشرعية هو من أُختطف ذهنياً من قبل إرهابيىّ جماعة الإخوان وحلفاءها الذين يداعبون أحلام البسطاء بالزيت والسكر والوجبات الجاهزة الساخنة فضلاً عن مبلغ من المال وصل إلى 500 جنيهاً فى اليوم الواحد لزوم الإقامة والمعيشة والصبر على أذى الكفار حتى ينالوا الشهادة الزائفة!! ، وفى المقابل يدعم الإنقلابيون ورجال أعمالهم جماعات البلاك البلوك الإرهابية وتمرد التخريبية بالمال والدعم والاحتضان الإعلامى اللامحدود(على طريقة رمتنى بداءها وانسلت)، حتى استقالوا من إنسانيتهم تماماً حين أقدم جيش وشرطة بلادى على حرق جثامين شهداء فض إعتصامى رابعة والنهضة حتى تفحمت بأفتك الأسلحة والغازات السامة بل وكسحها بالجرافات وكأنها أكواماً من القمامة فلم يرحموا حتى اللائذين ببيوت الله فى المساجد المحاصرة والمحترقة (مسجد الفتح برمسيس كمثال حى ومأساوى وليس الحصر الجمعة والسبت 16 و17 أغسطس ) ، وبلغ بهم الفجور أن ألصقوا الجريمة بقادة الإخوان بأن دفنوا الجثث أسفل المنصة بعد قتل وحرق المعتصمين على طريقة حكايات علاء الدين والمصباح السحرى وألف ليلة وليلة. قبل 30 يونيو صدّعوا رؤوسنا بحرية الإعلام وحرية الرأى والتعبير ، حذروا الرئيس مرسى من مجرد التلويح بقانون الطوارىء سيىء السمعة لما يشكله من رِدة وانتكاسة حقيقية فى مجال الحريات وحقوق الإنسان وضرورة عدم اللجوء للعنف من قبل السلطات الأمنية مهما حدث من المتظاهرين والمعتصمين، وما إن تم المراد فى (3 يوليو) حتى انقلبوا ولحسوا ادعاءاتهم وقاموا بغلق منابر وقنوات فضائية حتى قبل إعلان انقلاب 3 يوليو بدقائق ، ومنعوا مقالات لكُتّاب عارضوا الانقلاب بكل شرف ورفضوا بيع ضمائرهم أمثال وائل قنديل وأحمد منصور فى عودة لعصر قصف الأقلام (فى استنساخ مقيت لعهد عبد الناصر) ، فضلاً عن أكلاشيهات وقوالب محفوظة من عينة ضرورة المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة كفاءات ووفاق وطنى وعدم الإقصاء أو التهميش ، ثم تجدهم يمارسون أقسى أنواع القهر والاستئصال الأعمى ناهيك عن مصادرة الحريات والاعتقال والإقصاء على الهوية (الإخوانية والإسلامية) لم تسلم منها النساء(تم اعتقال 19 منهن) فى استدعاء كريه لأجواء الدولة البوليسية العسكرية وعودة زوار الفجر وربما (فى عز الظهر أيضاً) وكأن ثورة لم تحدث فى مصر أو تغييراً أراده الإنقلابيون مجرد ترقيع. فى خضم حملة الاستغفال والإستحمار التى نعيشها فى مصر بعد 30 يونيو يُراد لنا أن نكون حميراً هكذا بكل بساطة وعلى المكشوف معصوبى الأعين فلا نرى إلا ما يراه السفاح فأعلم أنهم يستحمرونك إذا ما أقنعوك أن عدلى منصور ذلك الرئيس المؤقت هو من يحكم مصر بالفعل وليس الجنرال العسكرى رغم إدعاءاتهم بأن المرشد هو من كان يحكم مصر وليس محمد مرسى ، ونصم آذاننا إلا من أقوال القاتل المسمومة بأن مصر للجميع ولن يتم إقصاء أحد ، ونربط ألسنتنا إلا ما يمليه علينا المجرمين من الانقلابيين بأن الجيش حامى حمى الثورة، هكذا كما فعل فرعون كما أخبرنا الله تعالى فى كتابه العزيز" ما أُريكم إلا ما أرى ، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد."