الماكينة الإعلامية الانقلابية تحاول دعم الانقلاب الدموى بالأكسجين فى غرفة العناية المركزة بعد أن بدأ مرحلة الاحتضار، فكثفت من إصدار الإشاعات فى كل اتجاه، ولأنهم (مهزومون معنويا) وصلوا إلى مصطلح (المخطوفين ذهنيا) وهو حسب بيان وزارة الداخلية هو الذى أصبح أسير رؤية واحدة تتشكل من منصة العزة والكرامة (رابعة العدوية)، وقد فجّر هذا المصطلح موجات من السخرية فى ميادين الاعتصامات وفى الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، وفى الفضائيات المحترمة، إنها نظرية "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس". الانقلابيون لديهم سقوط مهنى منقطع النظير، فهم يحرضون على القتل وينشرون الكذب ويلصقون التهم ويخطفون الذهن كيف؟! الكذبة الأولى صنعها الانقلابيون وسوقوها إعلاميا وهى الادعاء بنزول 33 مليون متظاهر غاضب ضد الرئيس مرسى يوم 30 يونيو ومثلها لتفويض السيسى، وصدق أنصار الانقلاب الفرية التى أُعدت عن طريق مخرج أفلام الدعارة، أليس ذلك خطفا ذهنيا وسقوطا مهنيا؟. ثم كذبوا مرة ثانية حين روجوا لفرية 30 يونيو على أنها ثورة حدثت فى 48 ساعة دون قطرة دم واحدة راحوا يقدمون الكثير من الحشود الهادرة باعتبارها معارضة للرئيس وهى فى الحقيقة مؤيدة له، وقد تكشفت فى إحدى قنوات الانقلاب حيث كانت صور مرسى تعلوها قبل أن ينتبه المذيع ويغير مجرى الحديث مع ضيفه، أليس ذلك خطفا ذهنيا وسقوطا مهنيا؟. كذبة ثالثة مثل انتشار الجرب بين المعتصمين وانتشار ظاهرة جهاد النكاح وتوزيع الأموال على المعتصمين واحتجاز هوياتهم الشخصية لمنع خروجهم واستغلال النساء والأطفال كدروع بشرية.. إلخ، ولم تثبت صحة أى كذبة من كل ذلك، أليس ذلك خطفا ذهنيا وسقوطا مهنيا؟. كذبة رابعة وهى الادعاء بتجنيد أطفال من دور الرعاية الاجتماعية وهو ما ثبت كذبه؛ حيث تبين أن هؤلاء الأطفال أيتام وكانوا فى طريقهم للحصول على ملابس العيد من بعض الجهات الخيرية، ولم يكونوا فى طريقهم إلى الاعتصام، ولذلك أفرجت النيابة فورا عن مرافقيهم من مسئولى تلك الجمعيات دون أى ضمان مالى، أليس ذلك خطفا ذهنيا وسقوطا مهنيا؟. كذبة خامسة فى نشر قصص قتل وتعذيب فى رابعة بهدف تهيئة المناخ لفض الاعتصام بالقوة، ولكن يشاء الله أن يفضح كثيرا من كذبهم، فحين نشرت "اليوم السابع" تقريرا عن وفاة من وصفته بأحدث ضحايا التعذيب فى رابعة خرج شقيقه ليؤكد أنه من شهداء المنصة، وحين نشرت الأهرام يوم الجمعة الماضى تقريرا عن شخص ادعت تعرضه للتعذيب فى رابعة كانت جريدة الجمهورية فى اليوم ذاته تنشر قصة مغايرة تماما عن الشخص نفسه باعتباره بلطجيا تم القبض عليه فى جريمة سرقة، أليس ذلك خطفا ذهنيا وسقوطا مهنيا؟. كذبة سادسة وهى وجود غرفة تعذيب تحت منصة رابعة العدوية مليئة بالسلاح، فضلا عن آلات التعذيب المختلفة، وهذا لم يثبت صحته فى الواقع، أليس ذلك خطفا ذهنيا وسقوطا مهنيا؟. كذبة سابعة وهى فضيحة بجلاجل حيث صدًرت جريدة الأخبار الخبر الرئيسى فى الصفحة الأولى عن وجود أسلحة كيمائية فى رابعة وكأنهم يظنون أن البرادعى ما زال فى مؤسسة الطاقة الأممية فيستدعونه لجلب حلف الناتو لضرب المعتصمين لأنهم فى طريقهم لتخصيب اليورانيوم!! أليس ذلك خطفا ذهنيا وسقوطا مهنيا أخلاقيا؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.. فماكينة الكذب الإعلامية التى أنتجها هذا الانقلاب تعمل على صناعة الكذب وتسويقه دون رادع من دين أو خلق أو قانون أو ميثاق مهنى، وما زال الكذب يتوالى، إنه الخطف الذهنى والسقوط المهنى والأخلاقى والإرهاب الفكرى، إنهم يتحملون كل قطرة دم أريقت بغير حق، إنهم يوقدون الحروب ويؤججون الفتن، وصدق الله تعالى: "إن الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ "(البروج: 10)" حمى الله مصر وحفظ شعبها ونجى رئيسها الشرعى المنتخب.