أكدت مصر أن حقوق الشعب الفلسطيني تمثل مطلبامصريا وعربيا ضروريا يتعين دعمه وتأكيده.. مشيرة إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينيعد من الأسس الرئيسية التي تستند إليها قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بما يشملمبدأ حل الدولتين.جاء ذلك فى كلمة الوفد المصرى التى ألقاها الدكتور معتز خورشيد وزير التعليمالعالي والدولة للبحث العلمى أمام المؤتمر العام لليونسكو في دورته السادسةوالثلاثين المنعقدة حاليا بباريس.وقال خورشيد إن الاعتراف بدولة فلسطين لا يمثل بديلا عن المفاوضات ، بل إنهيساهم في إمكانية التوصل إلى سلام دائم قائم على الشرعية الدولية.وأشار خورشيد رئيس الوفد إلى أن شباب مصر الذي اقتحم التاريخ بالملايين فيثورة 25 يناير من أجل تحقيق مطالبه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعيةيؤكد عزيمة الشعب على تخطي تحديات المرحلة الانتقالية ، وبناء دولة حديثة تعتمدعلى الثورة المعرفية بالألفية الثالثة، تنعم بالاستقرار والأمن في إطار منالتعايش السلمي والتسامح الديني من أجل الارتقاء بمستوى معيشة أبنائها وتحقيقالتنمية المستدامة.وشدد على أن مصر كانت نبراسا اهتدت به البشرية، ومنذ بدء التاريخ شهدت مصربزوغ فجر الحضارة الإنسانية ونبع العلوم والفنون والثقافات .. مشيرا إلى أن مصرتمر بمرحلة فاصلة وتشهد أحداثا غير مسبوقة في تاريخها الحديث.وأضاف أن ثورة الغضب المصرية اندلعت للاعتراض على الأوضاع الاجتماعيةوالاقتصادية والسياسية السائدة ، وطلبا للتغيير نحو نظام أكثر ديمقراطية وعدالة كما أظهرت هذه الثورة قدرة الشعب المصري على التغيير بأسلوب سلمي وأن الجيش هوقوته المساندة وليس أداة لقمعه.وأكد أن مؤتمر اليونسكو يعقد في وقت يشوبه توتر كبير على الساحة الدولية ،ويشهد تغيرات سريعة ومتعاقبة، وتحديات غير مسبوقة بالإضافة إلى الأزمة الاقتصاديةالتي تعصف بالدول الكبرى والتزايد المضطرد في عدد السكان بالدول النامية ، وتناميظاهرة الفقر والتهميش ، خاصة في أوساط الشباب، وانتشار العنف والتعصب والتطرف ،كل ذلك يدفعنا إلى تأكيد حاجة الدول جميعها إلى تعزيز منهجية العمل متعددالأطراف ، ويؤكد على ضرورة مراجعة رسالة اليونسكو أكثر من أي وقت مضى.وقال الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمى أمامالمؤتمر العام لليونسكو من هنا فإن مصر تقترح عند إعداد الخطة متوسطة الأجلواعتماد البرنامج والميزانية لليونسكو - أن يراعى فيها بعض النقاط وعلى رأسها..ضرورة الشروع في بناء ثقافة حقيقية للمشاركة ، تتضمن الحكومات وشرائح المجتمعالمدني ومنظماته غير الحكومية إقليمية ودولية كما يجب علينا في نفس الوقت أننتخذ من الشفافية والمساءلة والحوكمة الرشيدة منهاجا إذا أردنا لعملنا متعددالأطراف وبرامجنا المشتركة الوصول إلى غايتها.وأضاف أن مصر تقترح أيضا أن تخصص منظمة اليونسكو أحد محاور عملها لمساعدةالدول في إعداد استراتيجياتها التنموية وخططها المستقبلية من أجل توجيه مزيد منالاهتمام للبرامج والمشروعات التي تهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية والحد منالفقر، ودعم محدودي الدخل والارتقاء بمستويات الرفاهية لمواطنيها.وأوضح الوزير أن مصر ترى أيضا أنه في إطار الثورة المعرفية العالمية يتعين علىالمنظمة أن تسعى لتقليل الفجوة المعرفية بين الشمال والجنوب ، والعمل على إزالةالمعوقات التي تعترض إتاحة المعرفة ، حيث أن ذلك يمثل أحد متطلبات الاستقرارالسياسي والتنمية المستدامة بالإضافة إلى ضرورة تطوير عمل المنظمة لوضع المعاييروالتدابير الخاصة للحد من المخاطر الطبيعية والتأهب للكوارث .. معربا عن تعازيهلأسر الضحايا في دول جنوب آسيا وتركيا.وأضاف أنه برغم تأكيد البرنامج المقترح على التركيز بقوة على إدارة المعرفةكأساس للتخطيط وصياغة البرامج ، فإن مصر ترى إضافة مجال جديد إلى مشروع الوثيقة36م/5 يسعى إلى دعم الدول النامية في استخدام العلم والتكنولوجيا لتحقيق التنميةالمستدامة ، كأساس لتعزيز حقوق الإنسان والارتقاء بمستويات رفاهيته.وأكد أن مصر تؤيد وتدعم التوجه الراهن لممارسة الاستشراف واستباق الأحداثوالإعداد لها ليمثل ركيزة العمل المستقبلي لليونسكو، من خلال استخدام المعرفةوالتجربة وأساليب التنبؤ، بحيث يصبح للمنظمة دور رائد في تغيير منظومة العملالعالمي.وأضاف أنه من المؤكد أن تمكين الأجيال الناشئة من الحصول على تعليم يهدف إلىتطوير وتعزيز قدرته على التحليل والابتكار والإمساك بناصية المعارف الحديثة ،يمثل تحديا يضاف إلى تحديات منظمتنا من أجل السعي إلى تحقيق حلم الغد في التنميةوالإصلاح.
