كتب / مايكل يوسفتزايدت فى الآونة الأخيرة الإتهامات من الحزب الوطنى وبعض القيادات الحكومية لأحزاب المعارضة بالضعف وغيابها عن الشارع المصرى بوجه عام وعن الشارع الفيوم بوجه خاص ، هذه الإتهامات نقلناها إلى قيادات أحزاب المعارضة بمحافظة الفيوم لنعرف حقيقة الأمر والمعوقات التى تواجه هذه الأحزاب فى ظل غياب ثقافة المعارضة لدى الشعب الفيومى.قال الدكتور أحمد برعى رئيس لجنة الوفد بمركز سنورس أن ضعف الأحزاب يرجع بشكل عام إلى عام 1976 عندما رأى نظام الحكم فى عهد الرئيس السادات أن تقام التجربة الحزبية فى صورة المنابر من أجل الدلالة على ديمقراطية نظام الحكم على الرغم من أن المنابر الثلاثة قد خرجت من رحم السلطة لتكون أحزاب شكلية فقط وتفننت السلطة فى منع الأحزاب من الإختلاط بالجماهير والطلاب فى الجامعة وكذلك تنظيم المؤتمرات والمظاهرات والمسيرات وهى تعد آليات الأحزاب فى التفاعل مع المواطنين ونصب نظام الحكم نفسه واليا على هذه الأحزاب وتمكن من محاصرتها داخل المقرات فضلا عن إصابة العاملين بالسياسة وكذلك المواطنين بالإحباط من ممارسة السياسة بسبب سياسة تزوير الإنتخابات بكافة أشكالها منذ عام 76 وفقدان الأمل فى التغيير ،وأضاف :الفيوم تتميز بأن طبيعة شعبها هادئة والحالة الإقتصادية متدهورة حيث تأتى أقل من غيرها فى تقرير التنمية البشرية الصادر مؤخرا والمواطن الفيومى لا يجد أمل فى التغيير فضلا عن إندماجه فى مهمة البحث عن لقمة العيش وإنشغل فى تلبية إحتياجاته أسرته اليومية بالاضافة الى إعتماد نظام الحكم على القبضة الأمنية كإحدى آلياته لقمع أى محاولات من قبل الاحزاب للتحرك السياسى وكذلك بالنسبة للجماعات السياسية والنقابات وطلبة الجامعات وهو أمر يؤدى الى قتل أحلام المواطن ويحوله إلى حالة من اللامبالاة والتسليم بالأمر الواقع .فيما أكد محمود مرسى الأمين السابق لحزب التجمع بالفيوم خلال ندوة عقدت مؤخرا بالحزب أن المواطنين بالفيوم يتميزون بغياب الثقافة السياسية وينتابهم الخوف من المشاركة فى أنشطة أحزاب المعارضة أو الإنضمام لعضويتها بسبب ما يرونه من تضييق أمنى على هذه الأحزاب فعندما يرى المواطن أن قيادات أمنية كبرى وسيارة بوكس تابعة للشرطة تقف أسفل مقر أى حزب معارض عندما تقام ندوة فى مقره أو مؤتمر يشعر بالخوف من دخول مقر هذا الحزب خشية من التعرض لمشاكل أمنية ،وأضاف: هذا الأمر يؤثر على قدرة الأحزاب للإلتحام بالشارع الفيومى فيما يبدو الوضع مختلف للحزب الوطنى ،مشيرا الى انه سيتم تنسيق العمل بين الاحزاب لكسر حاجز الخوف لدى المواطنين .ولكن الدكتور نصر باعطوة أحد قيادات حزب الغد بالفيوم يرى أن الفيوم تغيب عنها ثقافة الإنضمام للأحزاب فإذا قمنا بنشاط مثل مؤتمر أو ندوة فى مدينة الفيوم مثلا ،نعانى الأمرين من أجل حشد أعداد قليلة لحضور الندوة أو المؤتمر فضلا عن أن المناخ السياسى أصاب المواطنين بالإحباط ، وقال : إنى أرى أن محافظة الفيوم تعد من أقل محافظات مصر مساهمة فى المجال السياسى مشيراً الى أن المواطن الفيومى يخاف من الأمن والسلطة لأنه إذا شارك فى فعالية حزبية تلاحقه المساءلة الأمنية .وحول تمكن جماعة الإخوان المسلمين حشد أعداد كبرى فى أى فعالية تقيمها قال نصر :هم يتمكنون من ذلك لأن دعوتهم دينية يلتف حولها المواطنين ولهم منابر كثيرة للتحدث مع المواطنين حيث يتحدثون من خلال المساجد التى لا تستطيع السلطة إغلاقها وفى شئون عامة عن قضية فلسطين مثلاً وغيرها من القضايا التى يتعاطف معها الناس لكنهم لا يستطيعون حشد المواطنين من أجل قضية محلية ،وطالب بضرورة إتاحة الفرصة للأحزاب للإلتحام بالمواطنين .بينما يصور عصام الزهيرى منسق حركة كفاية المشهد السياسى بالفيوم بأنه عبارة عن مواجهة بين أحزاب المعارضة المحبوسة فى مقراتها بحكم القوانين المقيدة لتحركاتها وبين حزب السلطة الذى ينشر ثقافة كره الأحزاب بين المواطنين سواء من خلال ممارساته الحكومية أو ممارساته الأمنية المتعسفة ضد الكوادر الحزبية فى المعارضة من إعتقال ومضايقات وخلافه كما أن السلطة تصادر الأنشطة الجماهيرية بالمحافظة حيث يمتلك حزب السلطة إمكانيات الدولة ويسخرها لخدمة مصالحه وأهدافه فى الوقت الذى تحرم فيه الاحزاب المعارضة بحكم القانون من إمتلاك أى مصادر للدخل مثل المشروعات للإنفاق على أنشطتها الحزبية فضلا عن غياب الشخصيات التى تحظى بقبول شعبى أو جماهيرى لدى الأحزاب بالاضافة الى غياب الاليات التنظيمية الناجحة لديها وقيام العمل داخلها على الذات وإصابة قيادات بها بأمراض المراهقة السياسية.