يراودنى أمل ليس بالقليل فى أن نرى مع بدء العام الدراسى الجديد، الذى أصبح بالفعل على الأبواب، قدرة واقعية وحقيقية لوزارة التربية والتعليم، على استعادة الدور التربوى والتعليمى الأساسى والصحيح الذى أنشئت من أجله الوزارة، والذى استمدت اسمها من معناه وجوهره. وهذا الدور غاب للأسف من كل أو أغلب المدارس والهيئات والمؤسسات التعليمية، المنتشرة فى كل مكان بالمدن والمحافظات خلال السنوات الأخيرة بفعل فاعل، وهو تسلل وتغلغل منهج وسلوك وفكر التسيب والإهمال والفساد، فى كل مناحى وأركان العمل والإنتاج لدينا، وامتداده إلى المدارس ودور العلم والتربية. والأمل الذى يراودنى يعود إلى التصريحات الكثيرة والمتعددة، الصادرة خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، على لسان الوزير الجديد وغيره من المسئولين بوزارة التربية والتعليم. وأشير فى ذلك إلى ما أعلنته الوزارة وما أكده الوزير، حول السعى لإعادة الانضباط للعملية التعليمية ووضع قواعد وأسس واضحة وملزمة لتفعيل الانضباط المدرسي، هذا بالإضافة إلى ما كان قد أعلن من قبل، عن العمل لإعادة الحياة للأنشطة الفنية والثقافية والرياضية وغيرها من الأنشطة داخل المدارس. وما تم التأكيد عليه من الحرص الشديد على ضرورة انتظام الطلاب فى المدارس، باعتبارها قضية بالغة الأهمية لضمان فاعلية العملية التعليمية والتربوية الصحيحة والسليمة. وأحسب أنه لا مبالغة فى القول بأن ما أعلنته الوزارة والوزير، عن الالتزام بالاستمرار فى تطوير المنظومة التعليمية، باعتباره التزاما أساسيا وتوجها استراتيجيا لضمان تقدم وتحديث التعليم، هو توجه جيد وإيجابى يزيد من مساحة الأمل فى إصلاح حال التعليم وهو ما نتمناه. فإذا ما أضفنا إلى ذلك ما أعلنته الوزارة والوزير، من الاهتمام البالغ بأعداد المدرسين وتحسين أحوالهم المادية، نكون بالفعل أمام طاقة أمل كبيرة تدعو للتفاؤل نتمنى أن نراها متحققة على أرض الواقع.