أذاعت قناة "مصر الآن" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وتبث من تركيا، رسالة مختصرة زعمت أنها للمهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، المحكوم عليه بالإعدام، حرض فيها على الاستمرار فى التظاهر. وقال "الشاطر" بحسب رسالته: "كمّلوا انتو ثورتكم وما تنشغلوش بينا.. الموت بييجى بانتهاء الأجل مش بالإعدام". وتثبت الرسالة المزعومة لنائب مرشد الإخوان، وجود حالة الانقسام التى تشهدها جماعة الإخوان، نظراً لأن قناة "مصر الآن" هى الوحيدة التى أذاعتها، بينما لم تنشرها جموع المواقع الرسمية التابعة للإخوان سواء "إخوان أون لاين" و"نافذة مصر" كما أنها لا تحظى بأى اهتمام للجان الإلكترونية التابعة للإخوان. رسالة حقيقة منقولة عن طريق المحامين من ناحيته، أكد قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، صحة الرسالة، مشيرا إلى أن مثل هذه الرسائل تنتقل عن طريق المحامين أثناء المحاكمات. وقال "نور الدين" فى تصريحات ل"اليوم السابع": "هذه الرسالة تعتبر تحريضا على العنف وتصدير الشباب والدفع بهم لمعارك خاسرة من أجل تحقيق مكاسب سياسية والعودة مرة أخرى للمشهد السياسى". وأضاف: "لا أحد يستطيع أو يجرؤ على أن يطالب التصالح مع هذه الجماعة بسبب سقوط الدماء.. والرسالة تعتبر سلسلة من الغباء والحقد ضد الشعب المصرى وذلك من أجل رفع الروح المعنوية لعناصر الإخوان"، مؤكدا ان قيادات جماعة الإخوان تخشى من أحكام الإعدام. وحول إمكانية منع الأجهزة الأمنية تسرب مثل هذه الرسائل، قال "نور الدين": الأجهزة الأمنية لم تستطيع منع تسرب هذه الرسائل لأنها تتم أثناء المحاكمات عن طريق المحامين أو طريق زيارات أسر هؤلاء"، مشيراً إلى أن مثل هذه الرسائل يتطلب سرعة فى إصدار قانون مكافحة الإرهاب. دعوة للتحريض فيما قال هشام النجار، الباحث الإسلامى إن هذه دعوة مبطنة للثأر وتحريض غير مباشر على العنف، فهو يربط بين الأحكام وما أطلق عليه مصطلح الثورة، وناشد ما وصفهم بالثوار وليس على الأرض حالياً حركة ثورية ولا موجات جماهيرية ثائرة، انما عمليات تفجير واغتيالات سياسية وتخريب منشآت. وأوضح النجار ل"اليوم السابع" أن هذه الدعوة إن صحت بها إشارة سلبية بشأن قضية تنفيذ أحكام الإعدامات وربما يأس القيادات من نجاح الوساطات فى إيقافها بعفو رئاسى لكنها تبقى غير كافية للاقتناع تماماً بهذه الرؤية، فقد تكون دعوة الشاطر ضغط مضاعف منه فى العلن، بينما تدور فى الدهاليز والكواليس اتفاقيات وتفاهمات أخرى بشأن انقاذ القيادات. كما أوضح النجار أن نشر هذه الرسالة فى مصر الآن فقط، دون نشرها فى بعض المواقع يؤكد أن هناك أزمة تعانى منها الإخوان حيث كان من المعتاد نشرها على مواقع الإخوان ولكن وصلت فقط لأحد قنوات الجماعة بتركيا وهو ما يؤكد وجود صراع كبير داخل التنظيم.
