سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. الشافعى بشير: "الإخوان" أمامها 50 سنة لاستعادة قوتها محاكمة "مرسى".. رقصة الجماعة الأخيرة
اللواء عادل العبودى: سقوط القيادات أنهى وجود التنظيم للأبد
تعد محاكمة «مرسى» وجماعته بمثابة نهاية لجماعة الإخوان المسلمين وعودتها مرة ثانية لخندق المحظورة، فقد مرت جماعة الإخوان عبر تاريخها بالعديد من المحاكمات كانت أولى هذه المحاكمات عام 1954 والأخيرة كانت عام 2006 في القضية رقم 2007/2 جنايات عسكرية. وتتميز هذه المحاكمات بأنها محاكمات أمام محاكم مدنية بخلاف المحاكمات التسع السابقة التي كانت تتم أمام محاكم عسكرية. تاريخ أسود للجماعة بعد تعرض جمال عبدالناصر عام 1954 لمحاولة اغتيال في الإسكندرية بما عرف بحادث المنشية وهي المحاولة التي تعرض عبدالناصر أثناء إلقاء خطبة له في المنشية لإطلاق نار واتهمت السلطات حينذاك جماعة الإخوان بالوقوف وراء محاولة الاغتيال وألقى القبض على العديد من أفراد الجماعة كان من أبرزهم حسني الهضيبى الذي خفف الحكم الصادر ضده من الإعدام إلى الأشغال الشاقة المؤبدة. وفى عام 1965 تم محاكمة آلاف الإخوان في القضية رقم 12 لسنة 65 بما عرفت بتنظيم 65 وكان أبرز المتهمين فيها سيد قطب والذى اتهم هو وأفراد الجماعة بقلب نظام الحكم بالقوة، وصدرت أحكام بالإعدام علي سيد قطب ويوسف حواش وعبدالفتاح إسماعيل وتم تنفيذ الحكم في أغسطس عام 1966. المحاكمة العسكرية الثالثة للإخوان كانت في عهد الرئيس السابق مبارك في القضية رقم 1995/8 جنايات عسكرية، ومن أبرز المحكوم عليهم عصام العريان والذي تم القبض عليه ويواجه العديد من التهم مثل التحريض علي القتل وزعزعة استقرار البلاد والتحريض ضد الجيش والشرطة، والقيادي الإخواني سعد الحسيني وخيرت الشاطر ومحسن راضي ومحمد حبيب. وصدرت أحكام بالسجن 3 سنوات علي عصام العريان وخيرت الشاطر ومحمد حبيب. كما تم محاكمة الإخوان في نوفمبر 1995 وصدرت أحكام بالسجن 5 سنوات علي الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور محمود عزت. كما تعرض الإخوان للعديد من المحاكمات العسكرية في عهد مبارك كانت آخرها القضية رقم 2007/2 جنايات عسكرية وتم الحكم فيها علي خيرت الشاطر وحسن مالك بالسجن 7 سنوات، وعلى محمد على بشر بثلاث سنوات، كما حكمت المحكمة بمصادرة أموال خيرت الشاطر وحسن مالك وأحمد عبدالعاطى. محاكمة الإخوان التي تبدأ بمحاكمة الرئيس المعزول مرسى و14 قيادة من قيادات الإخوان أمام محكمة جنايات القاهرة هي الرقصة الأخيرة في تاريخ الإخوان ليتم إسدال الستار علي هذه الجماعة لفترة يقدرها الخبراء بعشرات السنين للعمل من جديد كتنظيم سري محظور مرة أخرى. في حين يشكك البعض في هذه النهاية لاختلاف الظروف والمعطيات، فهناك التنظيم الدولي للإخوان الذي لا يدخر جهداً في استمرار الجماعة تحت أي ظروف، يساعده علي ذلك دول كبري مثل أمريكا التي تورطت مع الإخوان في تنفيذ أجندتها ومخططاتها في الشرق الأوسط، كما أن دولتى قطر وتركيا تشتركان في هذا المخطط. وعن سبب ذلك تشير التقارير والمعلومات التي تتسرب من حين لآخر إلى أن محاكمة الإخوان ستفضح العديد من الدول والرؤساء وتكشف عن تورط هذه الدول والرؤساء في تنفيذ مخططاتهم لنشر الفوضى الخلاقة التي دعت إليها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق والتي علقت أمريكا آمالها في جماعة الإخوان لتنفيذ هذا المخطط. والسؤال الذي سيجيب عليه التاريخ والأيام القادمة هل ستعد هذه المحاكمة الرقصة الأخيرة في تاريخ الجماعة أم لا؟ اللواء عادل العبودى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، يقول: ما عاناه الشعب المصرى خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، أظهر للجميع الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان الذين أغفلوا مصالح الشعب المصرى، وما تمر به الجماعة الآن من سقوط لرموزها ومحاكمة رئيسهم، يؤكد أن الإخوان لم ولن تقوم لهم قائمة مرة أخرى في مصر، وبهذه السقطة فقد انتهوا للأبد وكل ما يقومون به «حلاوة روح»، فلم نر في تاريخ مصر رئيسًا يبيع دولته لأمريكا وإسرائيل، وهم الآن يريدون إثبات وجودهم للعالم، وأنهم هم الأغلبية، رغم ضعف مظاهراتهم، وقدرتهم علي الحشد، وأعتقد أن جماعة الإخوان لن تتمكن من العودة مرة أخرى حتي ولو مرت سنوات طويلة، لأن الجميع أدرك من هم الإخوان، وقد كان عام حكمهم أسوأ عام مر علي الإخوان أنفسهم، ووقوع قياداتهم في أيدي الأمن يعد سقطة كبيرة لهم، فمصر كانت القدوة للإخوان في الشرق الأوسط ووقوعهم في مصر يعني أنهم سقطوا للأبد، فالمحاكمة هي الفصل الختامى للإخوان. الدكتور الشافعى بشير، أستاذ القانون الدستورى بجامعة المنصورة، يري أن المحاكمة الجنائية للرئيس السابق محمد مرسى لن تكون الحركة النهائية في حياة الإخوان، لأن نهايتهم قد تحققت بالفعل بسقوط نظام حكمهم في ثورة 30 يونية، التي خرج فيها أكثر من 30 مليون مصري يعلنون مطلب الشعب برحيله، ولم يكن الهتاف الذي يرتفع في هذا اليوم بسقوط حكم المرشد سوي هتاف يؤكد سقوط حكم الجماعة، وكان هذا القرار الشعبى الذي يعتبر طبقاً لكل المعايير الدستورية والمواثيق الدولية والدساتير الديمقراطية مصدر السلطات. ويقول: محاكمة مرسي ليست إلا أحد توابع الزلزال الذي وقع في 30 يونية وتأكد بانحياز القوات المسلحة للشعب المصرى واليوم هو تأكيد لسقوط حكم الإخوان ورموزهم، فالجماعة قد سقطت لمدة 50 سنة علي الأقل، لأن الشعب المصرى انتخب محمد مرسى في مواجهة أحمد شفيق، وكان مضطراً لذلك، آملاً في التغيير للأفضل، لكن فترة حكمهم لمدة سنة كانت بمثابة شهادة رسمية بعدم الصلاحية بحكم دولة في حجم مصر، فهو لم يكن يحكم إلا بأهله وعشيرته ولصالحهم، وهذا ما رصده الشعب خلال ثورة 30 يونية.