عندما تكون لقاءات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى برؤساء تحرير الصحف المصرية شهرية، بعيدا عن البروتوكولات المزيفة ومواكب المنافقين ومستشارى وبطانة السوء، التى تصنع حواجز وسدودا أعمق من سد النهضة، لحصار الحاكم، وتحجب المسئول عن الإعلام والصحافة التى تعتبر قلب ونبض الشعب، وعندما تسقط القيود الشكلية ويلتحم القائد والحاكم مع الشعب، ويرى الشعب الحاكم من خلال رجال الصحافة، هنا فقط تكون المعلومات والحقائق والوضع الداخلى بمشاكله المتوارثة على جدول أعمال الوطن وأمام أعين الجميع وكذلك الوضع الخارجى بإيقاعه وأحداثه السريعة والمتغيرة. بين ساعة وأخرى نجد ألغاما داخلية وخارجية فى لقاء الرئيس وبعيدا عن لغة المجاملة والمزايدات فهناك بعد آخر للرئيس السيسى يفتقده كثير من الحكام والمسئولين للأسف الشديد وهو الصدق مع الله أولا قبل العباد، وهناك نورانية ربانية فى هذا الحاكم ليست مصطنعة، ولكنها طبيعية بالإضافة إلى التواضع والأدب والأخلاق الكريمة غير المصطنعة أيضا وكما يقال «ألسنة الناس أقلام الحق» فبكل المقاييس والمعايير وبعيدا عن الشعارات والأيديولوجيات السياسية لم يحظ حاكم فى تاريخ مصر القديم والحديث بحب الناس كما حظى السيسى وهذه إرادة السماء وليس البشر، فالسيسى ليس له ظهير سياسى أو حزب أو جماعة سياسية يحتمى بها، ولكنه يحتمى بالشعب بكل طوائفه، فقرائه قبل أغنيائه، والطبقة الوسطى وهى القاعدة الكبيرة تعشق هذا الرجل لله، وعلى استعداد لتحمل الصعاب بما فيها رفع الأسعار، وكذلك جزء من الدعم ولا يتظاهرون رغم محاولات البعض، لسبب بسيط أنهم يثقون فى مصداقية وإخلاص هذا الرجل، للشعب وللوطن، فلذلك كان اللقاء لوضع الصحفيين أمام المسئولية فى أصعب مرحلة يمر بها الوطن، فنحن نسير على حقول ألغام ومستودعات إرهاب وتربص بالداخل لجماعة دينية تقول قال الله وقال الرسول «صلى الله عليه وسلم» وهم بعيدون كل البعد عن الله والدين والإيمان والأخلاق، فلم يحدث فى تاريخ الأمم والشعوب أن جماعة أو فصيلا من الناس يحاول قتل شعبه باستخدام كل أنواع الطرق المشروعة وغير المشروعة، وسيقف الباحثون أمام ظاهرة ما يسمى الإسلام السياسى لدراستها ومعرفة الأسباب الحقيقية لهذا التشدد والمغالاة والتطرف والعصبية والقتل لأناس مفروض أنهم ينتمون إلى الإسلام وتراب هذا الوطن، فنحن للأسف الشديد أمة تقتل نفسها بأيدى أبنائها، الإرهابيين، الذين استخدموا لغة الرصاص والمولوتوف والحرق وسيلة للوصول إلى مكاسب سلطوية دنيوية، وليس كما يدعون الخلافة الإسلامية وتطبيق شرع الله، وهم امتداد لداعش والغبراء الذين يعصون الله بقتلهم البشر. معلومات ورسائل أخطر ما فى لقاءات الرئيس أنها تفك شفرات وطلاسم وألغام من خلال المعلومات والرسائل فى كل الاتجاهات، من خلال التنبيه والتحذير من الخطر، وطرق التعامل معه ومن ورائه، فلذلك تكون المعلومات موثقة، ناهيك عن لغة الخطاب الراقى، فالسيسى يتعامل ويتكلم ويوضح بلغة الرؤية الجماعية وليس اللغة الفردية النرجيسية، فمصطلح «أنا» غير موجود على الإطلاق فى أحاديثه وحواراته عكس أغلب الحكام والمسئولين. فاللقاءات تكون كاشفة لما يهدد الأمن القومى المصرى والعربى داخليا وخارجيا. لوبى الإعلام المضاد أخطر لغم كشفه الرئيس ببساطة ووضوح هو «لوبى الإعلام المضاد» الممول من «قطر وتركيا والإخوان» من خلال قنوات فضائية ومواقع إليكترونية تحت مسمى «حرب الجيل الرابع إليكترونيا» وفضائيا وصحفيا مع الاستعانة بالنخب والمفكرين والصحفيين ودفع أرقام مذهلة بالدولار تحت يافطة حرية التعبير والرأى وثقافة الاختلاف، وخلق لوبى إعلامى جديد مبرمج وممنهج وينفذ الإستراتيجية الإعلامية العنكبوتية المخابراتية عندما تحين ساعة الصفر وتكرار سيناريو الفوضى والانفلات مثلما حدث فى 25 يناير لإسقاط الدولة المصرية وهم لا يدركون أن مصر لن تسقط ربما يصيبها المرض ولكنها تتعافى لأن سقوطها يعنى علامة من علامات يوم القيامة. فلذلك يكون الهدف القصير هو الطعن فى المشروعات القومية والتشكيك فى كل شيء وإطلاق الشائعات ثم يبدأ تنفيذ الهدف الطويل وهو محاولة إثارة الشعب وإحداث عمليات حرق وقتل وتلف للمنشآت ويبدأ الغزو الإعلامى الحقيقى فى أن ما يجرى فى مصر حرب أهلية بين الشعب. أين الشباب فى الانتخابات البرلمانية رسالة تحمل فى طياتها نوعا من الأدب السياسى عندما قال السيسى إنه طلب من القوى السياسية والأحزاب أن تعد قوائم 800 شاب من جميع محافظات مصر للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة وتكون بداية حقيقية للشباب فى المشاركة السياسية الفعلية من خلال إنشاء كوادر برلمانية قادرة على فهم الحقائق وكشف دعاوى وزيف المغرضين الذين يؤكدون عدم مشاركة الشباب فى الحياة السياسية والبرلمانية، ولتكون بداية وفرصة لإنشاء الشباب أحزابا سياسية حقيقية لها تواجد فى الشارع المصرى تواجه تنظيمات الجماعات الإرهابية والأحزاب الدينية التى تستغل غياب النخب الإعلامية والأحزاب السياسية وتنشر سمومها وتجند الشباب فى النجوع والقرى والمحافظات لصالح مشاريعها التخريبية، فهم يتسللون فى هدوء وصمت وينفذون إلى الناس تحت مسمى أنهم المضطهدون فى الأرض وأن كل أزمتهم ومشاكلهم مع النظام أنهم يطبقون الإسلام والصلاة والزكاة والتكافل الاجتماعى على عكس الحقيقة وسط غياب تام للحكومات السابقة والأحزاب والقوى السياسية التى ليس لها تواجد على الإطلاق إلا داخل مقراتها وصحفها الحزبية والفضائيات التليفزيونية. رفع الدعم مقابل ملء جيوب المصريين تعبير أطلقه السيسى لن أقوم برفع الدعم مطلقا إلا بعد ملء جيوب المواطنين وتحسين دخولهم ولن يتم رفع أسعار المواصلات والمترو مهما بلغت التكلفة وسأنفذ المشروعات القومية مثل قناة السويس وإصلاح 40 مليون فدان لتشغيل الشباب وحتى يحس الناس بالبلد من خلال الخير الذى يعود على الشعب بكل طوائفه. المراجعات مع المتشددين ونبه بضرورة إجراء مراجعات إعلامية وصحفية مع المتشددين الدينيين والأسباب التى جعلتهم يعتنقون الأفكار المتشددة والمتطرفة وأن يكون الحوار علميا وموضوعيا لأن هناك كفر بفكرة الدين وأن يتم تناول الموضوع بمفهوم شامل لأن السيسى قال بصراحة إننا لسنا فى خصومة مع من يعتنق «فكرا معينا» والتساؤل لماذا ينفر الناس من إنتاج عقول المتطرفين الدينيين التى تسير عكس اتجاه المجتمع وفهمها للدين من البداية خاطئ. المصالحة مع من؟! المصالحة وما أدراك بالمصالحة ومن وراء المصالحة والمصالحة مع من؟ مع السيسي، أنا ليس بينى وبين أحد خصومة، أنا راجل بسيط ومنتمٍ لتراب الوطن والشعب ولكن أكررها المصالحة تكون مع الشعب المصري، فمن يقوم بضرب أبراج الكهرباء وحرق السكك الحديدية ومحاولات تخريب مترو الأنفاق والمنشآت الحكومية وممتلكات الناس وأقسام الشرطة، هم ليسوا من الشعب المصرى ولكن خلال السنة المقبلة سيعود الاستقرار لمصر برضاء الناس وسيشعرون بالأمان. ويسألونك عن هيومان انتبهوا.. منظمة هيومان رايتس هى أداة لتنفيذ مخططات خارجية. أين الشهود الحقيقيون من سكان رابعة والنهضة الذين عانوا وعايشوا عمليات الإرهاب الحقيقى لهم داخل منازلهم؟. خلى بالكم من مصر أما عن محاولات جر القوات المسلحة خارج الحدود المصرية، فقد كشف الرئيس أنه لا توجد قوة مصرية على الإطلاق فى ليبيا ولن توجد، وبالنسبة لسوريا نحن مع الحفاظ على وحدة التراب السورى والحل السياسى فى أزمة سوريا. وأخيرا لا يمكن أن نتخلى عن شعب غزة ودعم القضية الفلسطينية وإيجاد مخرج سياسى شامل لأن هذا الصراع الفلسطيني-الإسرائيلى لا يمكن اختزال القضية فيه فى معبر رفح المصرى أما عن داعش أعطنى جيشا قويا وراءه الشعب سندهس داعش وأى داعش جديد. قائلا خلى بالكم من مصر يجب أن نكون على قلب رجل واحد لمصلحة الوطن.