منار وجدى من مواليد محافظة القاهرة، حاصلة على بكالوريوس الفنون التطبيقية جامعة المنصورة، عملت كمصمم حر ، حتى تعينت كمصمم أزياء فى دار الأوبرا المصرية، و حول كتابها و شخصيتها الأدبية و رؤيتها للمشهد الأدبى كان لنا معها هذا الحوار. متى كانت بدايتك مع الكتابة؟ - بدأت فى الكتابة أثناء دراستى بالكلية تحديدا وقت الثورة، كنت أنا وكثير من أصدقائى نشجع بعضنا البعض على الكتابة وتنميتها بنشر ما نقوم بكتابته على «جروبات» بالفيسبوك. وبدايتى مع النشر الورقى كانت من خلال كتب جماعية وكانت فكرة ناجحة وفرصة للتجربة والتقييم ودخول المجال والتعرف على شخصيات هامة وكتاب آخرين وإكتساب خبرة مبدأية . كيف أثرت دراستك للفنون التطبيقية على موهبتك فى الكتابة؟ - الدراسة بالكلية كان لها تأثير على مجرى حياتى و ليس على الكتابة فحسب، فقد كنت مغتربة طوال فترة دراستى و هى خمس سنوات، فاختلفت نظرتى لكل الامور وعلمتنى الإبداع فى كل شىء، وأنا أرى أن الفنون و الأدب مترابطين ببعضهما بشكل كبير لأن كلاهما يتسمان بمجال واسع للإبداع. هل أنتِ بطبيعتك محبة للقراءة ؟ وأى نوع من الادب تفضلين قراءته ؟ - لولا القراءة ما كنت دخلت مجال الكتابة، فهى العنصر الاهم لكل من يفكر أن يكتب. وقد قمت بقراءة العديد من تراجم الأدب العالمى فى صغرى، ثم ارتبطت بكتابات «يوسف السباعى» و فى الكتابات الشعرية تأسرنى أشعار محمود درويش، وحتى الآن مدمنة لسلسلة روايات «ما وراء الطبيعة» ل د. أحمد خالد توفيق . كيف تعاملت أسرتك مع موهبتك؟ وهل تقبلوا خوضك لمجال الكتابة أم لا ؟ - الفضل يعود بعد الله سبحانه و تعالى إلى أبى و أمى، لأنهما غرسا فى حب القراءة منذ الصغر و لم يكتشفا أننى لدى موهبة الكتابة إلا بعدما أشتركت فى الكتاب الجماعى «خيوط الشمس» و بعدها جاءت فكرة «حلقة وصل»، ففى البداية كان هناك تخوف لديهما من تجربة النشر الفردى و لكن فى النهاية تم خروج الفكرة بشكل جيد . ما الجديد الذى يقدمه «حلقة وصل»؟ - «حلقة وصل»هومجموعة قصصية تروى كل منها مرتين، فى اجتهاد للتعمق داخل خبايا النفس و المشاعر و تباين ردود الأفعال. فهو يحمل دعوة للقارىء أن ينظر للأمور من أكثر من منظور و ألا يتشبث برأيه للحد الذى قد يعمى الأبصار عن تقدير المواقف و تفهم الشعور، فهناك الكثير من المشكلات التى نواجهها نتصرف معها بناءا على منظور شخصى بحت دون أى اعتبارات للطرف الآخر. و أرى أن القارىء حينما يقرا قصة كاملة بين كلا الطرفين و ليس طرف واحد فقط سيغير ذلك من فكره و نمط حياته ويتقبل الأفكار التى تتعارض معه. ربما وضعت الفكرة فى إطار رومانسى و لكننا نحتاج هذه الدعوة فى حياتنا و علاقاتنا بالآخرين بصفة عامة. مَن مثلك الأعلى و يؤثر فيكِ من الكَتاب ؟ - أكثر من تؤثر فى هى الكاتبة أحلام مستغانمى، فأكثر ما يميزها أنها تستطيع إعطاء القارىء جرعة مكثفة من الأحداث السياسية و التاريخية مغلفة بأحداث رومانسية. ولكننى لا أريد أن أكون مشابهة لأحد، فأنا أريد تحقيق الكثير فى مجال الأدب و لكن ببصمتى و إختلافى بأن يكون لى أسلوبى الخاص و أتميز به. مِن وجهة نظرك .. كيف يثبت الكاتب نفسه و يحافظ على نجاحه لفترة طويلة؟ - بأن ينمى نفسه ولا يكف عن القراءة و الإطلاع,وأن تكون الكتابة فى حد ذاتها له وسيلة وليست هدف، و أن يتأنى فى خطواته و يعتبر كل نجاح يحققه بمثابة درجة سلم لابد أن ترفعه لخطوة أكثر نجاحا، وأن يقدم أعمال تُبقى أثره وتظل حية بعده فالكاتب الناجح هو الذى يبهر قراءه بإستمرار رغم إعتيادهم على أسلوبه. فى رأيك.. مَن الكاتب الذى نجح فى تحقيق إختلاف فى مسار الكتابة من جيل الشباب ؟ - هناك الكثير و منهم من أظهر ذلك واضحا منذ اول إنتاج أدبى لهم مثل أحمد مراد و عصام يوسف و ايضا عمر طاهر و الذى يتميز كليا عن غيره فى كل ما يكتب سواء سياسى أو ساخر أو إجتماعى فأشعر أن كتاباته ملونة و مبهجة. أليست مجازفة لأى كاتب أن يصدر له عملا جديدا تزامنا مع الأحداث الجارية التى نمر بها ؟ - بالطبع مجازفة، فظروف المجتمع السياسية و الإقتصادية تحديدا لها تأثير سلبى على مجال النشر، لكن نفس هذه الظروف تعد عاملا محفزا جدا للكتابة لما نتعرض له من أوضاع مختلفة. وأعتقد أن هناك شريحة كبيرة من الشباب مازالت مهتمة بالقراءة وهذا يكفى لإنجاح أى عمل رغم المجازفة. على ذكر الشباب.. كيف تفسرين زيادة إقبالهم على شراء الكتب وإنتشار تلك الموجة الثقافية بينهم ؟ - أرى أن نسبة الوعى زادت عن ذى قبل عند الشباب تحديدا، و ساهم فى ذلك الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعى، فأصبح الشباب لديهم إهتمامات مشابهة وإستطاعوا التواصل عن قرب مع معظم الكُتاب تقريبا بالإضافة للنشر الإليكترونى والطبعات المحملة على النت مما شارك فى تقليل أعباء البحث و الشراء.