المعطيات علي أرض الواقع تؤكد اعتزام أهالي جنوب السودان اختيار الانفصال عن الوطن الام خلال الاستفتاء المزمع اجراؤه في يناير المقبل حول مصير الاقليم. ويروج أهالي الجنوب لمزاعمهم أنهم فقدوا الحرية وحقوقهم في إطار الوحدة مع الشمال رغم حصولهم علي حقوقهم كاملة في ثروات البلاد وعوائد النفط والتي قاموا برصدها لبناء جيش قوي استعدادا للانفصال. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل الإنفصال سيعيد للجنوب حريته التي يزعم أهله انهم حرموا منها في ظل الوحدة؟.. الإجابة بالطبع "لا".. لأن الإنفصال سيسلب الجنوبيين حريتهم التي تمتعوا بها في ظل الوحدة مع الشماليين لأنهم سيضعون انفسهم تحت تصرف القوي الغربية التي تسعي الي تقسيم السودان الي دويلات منفصلة هشة يسهل السيطرة عليها وتطويعها لتنفيذ مخططاتها. فالسيناريو المعد سلفا من القوي الغربية وعلي رأسها الولاياتالمتحدة ومن ورائها اسرائيل يقضي بوجود دولي في الجنوب سواء وافق أهله أم لا.. وهذا يعني أن الجنوب في انتظار استعمار غربي جديد يسلب حريته وينهب ثرواته.