المعطيات علي الأرض تؤكد أن أهالي جنوب السودان يتجهون نحو اختيار الانفصال عن الوطن الأم خلال استفتاء تقرير المصير المقرر إجراؤه في التاسع من يناير المقبل. فخيار الجنوب للانفصال عن السودان يندرج ضمن سيناريو غربي معد مسبقا ويهدف في النهاية الي تقسيم السودان الي دويلات هشة يسهل تطويعها ومن ثم السيطرة علي ثرواتها. هذا السيناريو بدأ في اتجاهين. الاول يتمثل في دعم حركات التمرد في السودان وخاصة في الجنوب بالمال والسلاح لتشجيعهم علي الانفصال عن السودان الموحد. الاتجاه الثاني الذي يتم في نفس الوقت يتمثل في إضعاف الحكومة السودانية بالضغوط والعقوبات لإجبارها علي تقديم مزيد من التنازلات لصالح حركات التمرد. ومذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في حق الرئيس السوداني عمر البشير كانت واحدة من وسائل الضغط علي حكومة الخرطوم لتقديم مزيد من التنازلات وعدم عرقلة السيناريو الغربي بشأن السودان وهو ما يتأكد من خلال قيام المحكمة الجنائية الدولية بإبلاغ مجلس الامن الدولي بعدم تنفيذ حكومة السودان مذكرات اعتقال صادرة بحق الرئيس السوداني عمر البشير ومسئولين آخرين والذي يأتي قبل أيام من الاستفتاء علي مصير الجنوب.