بعض رؤساء البنوك سيطر عليهم الكبر فأصبحوا لا يردون علي اسئلة واستفسارات الصحفيين.. ولا يهتمون بالرأي العام فلم تعد هناك وسيلة للتفاهم معهم أو حتي مجرد التثبت من صحة أخبار بعينها تهم الناس.. واكتفوا فقط بما يريدون هم توصيله.. وما يودون أن يقولوه بمعرفتهم حتي ذلك أصبح يحدث علي فترات متباعدة فكيف يعمل الصحفيون الاقتصاديون الذين يريدون التأكد من صحة بعض الأخبار والاستفسار عن البعض الآخر وسط هذا الجو الذي يفتقر إلي الشفافية. إنهم بذلك يساعدون علي نشر أخبار غير مؤكدة من مصادرها تتسبب في إثارة "البلبلة" وعندما يحدث ذلك يسارعون بالكلام عن أن هناك من الصحفيين من يؤلفون الأخبار رغم علمهم يقيناً بصحتها لكنهم لا يريدون للناس أن تعرف شيئاً عنها ولا عنهم ظناً منهم أنهم يمتلكون "عزباً خاصة" يحق لهم وحدهم التصرف فيها كيفما يشاءون.. أعتقد بل أجزم أن ذلك لم يعد جائزاً بعد الثورة وبعد التخلص من نظام وفر لهم البيئات غير الصحية التي يعيشون فيها. أي رئيس بنك لا يقدر علي احتواء العاملين وإقناعهم بنفسه أولاً ثم بسياساته ثانياً والاستماع إليهم وحل مشكلاتهم فهو رئيس فاشل لبنك مصيره السقوط علي يديه.. أي رئيس ضعيف لا مكان له بعد ثورة يناير.. المكاشفة والمصارحة يجب أن تكون شعار الجميع في المرحلة القادمة. نري بعض رؤساء البنوك يعيشون في عزلة عن العالم المحيط ويغلق علي نفسه الأبواب وإذا عاتبته علي ذلك ظن أنه يخترع الذرة ويفعل ما لا يقدر عليه الآخرون وإذا سألت عن نتائج الأعمال وجدتها مخيبة للآمال وتعكس خيبة أمل لا مثيل لها.. وإذا قلت لماذا؟!.. جاء بحجج واهية وألقي بالتبعة علي غيره وعلي الظروف والأحوال بينما هو في الحقيقة غير كفء ولا يستحق أن يكون رئيساً لهذا البنك أو ذاك.. والبعض الآخر يحقق نتائج إيجابية لكنها متواضعة قياساً بالبنك الذي يتربع علي عرشه وإمكاناته الهائلة التي هي في حاجة إلي قائد حقيقي فاهم. * محمد الإتربي رئيس البنك العقاري المصري العربي يعكف منذ توليه رئاسة البنك في نهاية سبتمبر الماضي علي دراسة أمور كثيرة ويعلن أنه يعتزم عمل كذا وكذا.. وللأسف لا جدوي ولا عائد.. وكنا نظن أنه سوف "يسوي الهوايل" لأنه في الأساس ابن البنك وإنسان محترم صاحب أخلاق رفيعة.. فهو يعرف كل شبر وكل موظف وكل عامل داخل البنك العقاري المصري العربي ويعرف خباياه منذ كان نائباً لفتحي السباعي الرئيس السابق للبنك لهذا نريد أن نعرف تحديداً ماذا فعل الإتربي منذ عودته كرئيس للبنك العقاري وماذا فعل من قبله في بنك الاستثمار العربي ولماذا تمت مكافأته بإسناد رئاسة العقاري إليه.. وهل عدم البنك الكفاءات التي تصلح لهذا المنصب.. ولماذا نحصر مواقع القيادة في عدد قليل من الأشخاص غير الفاعلين ونغلق دون غيرهم الأبواب.. هذا الكلام موجه إلي من اختار الإتربي لهذا المنصب. .. وإلي محمد الإتربي: نريد أن نعرف ليعرف الناس ماذَا قَدَّمْتَ منذ قَدِمْتَ؟!.. وماذا في جعبتك للنهوض بهذا البنك الهام الذي كان يرأسه قبلك رجل كفء نجح في إدارة بنكين معاً في آن واحد هما التعمير والإسكان والعقاري.. أما الآن فقد أصبحت أنت منافساً له فماذا أنت فاعل.. ولماذا النوم في العسل؟!!! * هاني سيف النصر.. "احترت واحتار دليلي معاك".. فقد كنت أميناً عاماً للصندوق الاجتماعي للتنمية الذي أناشد د. الجنزوري ضرورة فتح ملفاته الشائكة التي لا أدري ولا أعرف كيف غابت عن أعين المراقبين فقد كنت وقتها منذ سنوات رجل النظام السابق في هذا المكان وكانوا يوفرون لك الحماية.. أما الآن وبعد زوال ذاك النظام لا أعرف من الذي يوفر لك الحماية.. ولماذا؟! لم يقف الأمر عند هذا الحد فقط.. ولكن كان الصندوق جراجاً ومرتعاً لأبناء الكبار يتم إرسال الشاب إليك فور تخرجه مع الأمر بتعيينه بمرتب كذا "طبعاً أرقام كبيرة" ومن هنا كانوا يحمونك.. وغير ذلك ويكفي أن هذا الصندوق هو المضلل رقم "1" لأرقام وبيانات تشغيل العاطلين عن العمل فكل أو غالبية مشروعاته كلام * كلام. وأخيراً تمت مكافأة هاني سيف النصر بتعيينه رئيساً لمجلس الإدارة والعضو المنتدب التنفيذي لبنك الاستثمار العربي.. لماذا؟!! لا أدري.. وأريد إجابة.. ومع الإجابة أكرر السؤال مرة أخري هل نضبت مصر من الكفاءات حتي نكرر نفس الأسماء ونمررها علي جميع الجهات والهيئات والبنوك حتي تتحقق الفائدة.. والله حرام!!! * طارق قنديل رئيس بنك قناة السويس.. إنسان مهذب ومتميزة أخلاقه.. كان نائباً لمحافظ البنك المركزي قبل انتقاله لرئاسة بنك قناة السويس وتم استبداله بهشام رامز الذي لا يختلف عنه في دماثة الخلق والأدب الجم مع الفارق في الكفاءة الذي يصب بالتأكيد لصالح هشام رامز.. ولكن أدعو الجميع أن يبحثوا معي ويدققوا ويسأل كل منا الآخر: أين ذهب بنك قناة السويس؟! .. والسؤال: هل هذا البنك مازال علي قيد الحياة أم أنه في غيبوبة.. وفي حاجة إلي من ينقذه ويعيده للحياة مرة أخري؟!! * محمد الديب رئيس البنك الأهلي سوسيتيه جنرال.. أين أنت يا سيدي.. وهل تري من فائدة لوجودك علي رأس هذا البنك الكبير الذي لو سلم لغيرك لكان أسلم له وأصلح.. رتمك بطيء في بنك قوي يحتاج إلي من ينعشه ويحرك مياهه الراكدة حتي يعود لتحقيق نتائج أفضل.. ويستخدم أساليب حديثة تنتشله إلي أعلي. * هشام رامز النائب السابق لمحافظ البنك المركزي المصري.. لماذا لم يخرج بيان رسمي من البنك المركزي يتم فيه شرح الأمور بشفافية وإظهار كل الحقائق مهما كانت والملابسات والظروف التي أدت إلي ترك هشام للمنصب الرفيع أو استبعاده منه.. وحقيقة العروض التي سمعنا أنها كانت من نصيبه ولماذا اختار التجاري الدولي.. وعلي كل حال فهشام رامز علي حد علمنا كفاءة نادرة يضيف إلي أي مكان يذهب إليه. أرجوكم لا تتركونا هكذا ولا تتعاملون مع الرأي العام بهذا القدر من الاستخفاف والاستهانة حتي لا نكون كالطرشان في زفة أبطالها من العميان.. نحن نريد معرفة الحقائق كاملة والأحداث.. وأعتقد أن مثل هذه الأمور ليست من الأسرار الحربية وإلا فلا يجب أن يلام صحفي اجتهد فجاء بالحقيقة أو جزء منها ثم لا يعجبكم ما جاء به وتوصل إليه. ماذا يفعل الصحفيون.. هل يجلسون في بيوتهم أو خلف مكاتبهم ينتظرون الفتات من الأخبار والمعلومات التي تصلهم رسمياً بعد أن يكون قد أصابها العطب وعلي فترات متباعدة أو بعد فوات الأوان.. إن الغموض أصبح منطقاً مرفوضاً من الجميع خلال المرحلة القادمة ويجب أن يحل محله الشفافية الكاملة بمعناها الحقيقي. * منير الزاهد وبنك القاهرة.. إذا كان الشيء بالشيء يذكر وبمناسبة الشفافية ورفض مبدأ الغموض والتعتيم الذي كان سائداً قبل ثورة 25 يناير فإننا نتساءل عمن أجج وأشعل النيران في بنك القاهرة.. حريف خارجي ظاهري وحرائق داخلية لا يعلم أحد تفاصيلها أو أسرارها.. وتفرض علينا سؤالاً واحداً مؤداه: ماذا حدث في بنك القاهرة.. ولماذا الصمت علي مثل هذه الأمور وفي مثل هذه الأحوال. إن الرأي العام كله يريد أن يعرف بالضبط السر وراء إشعال الحرائق.. والخسائر التي ترتبت علي ذلك.. وأنا هنا لا أتكلم عن الخسائر المادية في حدود المبني التي هي بالتأكيد قليلة لأن هذا المبني الذي كان ملكاً خاصاً لشركة المقاولون العرب بناه المعلم لنفسه علي أفضل ما يكون البناء قبل أن تؤول ملكيته إلي بنك القاهرة "خلاص حق" وسداد ديون.. ولكن أرمي إلي أبعد من ذلك بكثير..!!! فرئيس البنك منير الزاهد لا ينكر أحد أنه رجل مشهود له بالكفاءة وسمو الأخلاق إلا أنه مرفه لم يتعامل مع موظفي القطاع العام من قبل.. ولكن كل هذه المؤهلات لا تكفي نظراً لحساسية موقف بنك القاهرة تحديداً خلافاً لغيره من البنوك.. فقد جاءوا به بعد ثورة بعض العاملين وليس كل العاملين علي محمد كفافي الرئيس التنفذي السابق صاحب الكفاءة وأفضل أخلاق. كان من المفترض أن يخرج علينا منير الزاهد ويعلن حتي استراتيجيته التي سوف يعتمد عليها في إدارة بنك القاهرة إلا أنه منذ أن تولي قيادة البنك في نهاية سبتمبر الماضي لم يتعامل مع الإعلام ولم يعرف أحد عنه شيئاً حتي ظهر دخان كثيف لم يعلن أحد عن مصدره أو أسبابه ولا حتي عن نتائجه وقالوا إنه بنك القاهرة يحترق.. !! في هذه الحالة هل نجتهد نحن ونذكر الحقائق أم يزعل أولو الأمر؟!!.. ننتظرالرد الشافي من رئيس البنك نفسه وليس مجرد جمل تقليدية فاقدة المعني والأهلية في صورة بيان لم يوضح شيئاً.. بيان ضئيل تزداد ضآلته أمام الحدث ولا يساوي حتي ثمن الحبر الذي كتب به. نريد من رئيس البنك أن يخرج علينا ليعلن حقيقة ما حدث بالتفصيل وماذا فعل.. وما هي خطته لضبط الأمور داخل البنك.. وهل هو قادر علي ذلك وقيادة دفة الأمور أم من الأفضل له أن ينسحب من رئاسة بنك هو ملك للدولة والشعب وليس ملكاً له ليتعالي علي الناس بهذه الصورة المرفوضة؟!! دعونا ننتظر قليلاً وقليلاً جدا.. ونصبر علي هؤلاء وغيرهم لأنه قد طفح الكيل.. !!! * طارق عامر رئيس البنك الأهلي المصري.. كان نائباً سابقاً لرئيس بنك مصر ثم نائباً لمحافظ البنك المركزي المصري قبل أن يتولي زمام الأمور بالأهلي المصري قاد ثورة التغيير في البنك.. وانتهز عدد من العاملين بالبنك فرصة تفشي ظاهرة الاحتجاجات الفئوية إبان ثورة 25 يناير فثاروا ضده معلنين رفضهم لسياساته وكان عددهم في تزايد حتي ظن الجميع أنهم سيطيحون به في ظل أيام تمت فيها الإطاحة برأس النظام الحاكم في الدولة فأعلن عامر عدم تمسكه بالمنصب وتفاقمت الأزمة. نجح عامر في قيادة الأزمة واستيعاب جميع العاملين الذين سرعان ما تحولوا إلي صفه مؤيدين له ولسياساته.. لم يكتف بذلك بل نجح أيضاً في استغلال الطاقات التي تفجرت ضده واستجمع قواه ودعاهم إلي تحويل هذه الطاقات واستخدامها لصالح العمل.. وبدأ معهم رحلة جديدة وطريقاً شاقاً للعمل والإنتاج. بدأ يجوب محافظات مصر من شرقها إلي غربها ومن شمالها إلي جنوبها في أشد الأيام صعوبة في تاريخ الثورة عارضاً قدرات البنك الأهلي وحماس العاملين به علي المستثمرين بالمناطق الصناعية بأنحاء الجمهورية ليقول لهم إن البنك الأهلي المصري بنك الدولة جاء ليساعدكم ويساندكم.. لم يوجه هذا الكلام إلي كبار المستثمرين والصناع فقط ولكنه استهدف الشباب أيضاً ممن يعملون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية في الصغر.. فتحية لهذا الرجل الناجح الذي يستحق باقتدار أن يكون رئيساً لأكبر البنوك المصرية بل أبو البنوك "البنك الأهلي المصري".