شهدت مناطق الاسكندرية المختلفة افراحا اختلفت حسب طبيعة كل دائرة ففي منطقة العامرية اطلق السلفيون والفائز الثالث "رزق ضيف الله" علي حد سواء الطلقات النارية بكثافة كأحد اساليب الاحتفالات القبائلية فيما اقام السلفيون مسيرات احتفالية بفوز "أحمد خليل " و"أحمد الشريف" بمقعدين نادرين بعد سقوط باقي المرشحين السلفيين فيما اقامت عائلة "ضيف الله" خيمة كبيرة لاستقبال المهنئين حيث ذبحت كميات كبيرة من الخرفان والعجول تم اعدادها للطهي كعادة معروفة بالعامرية للاحتفال برزق ضيف الله بعد ان تمكن من اقتناص مقعد بالغ الصعوبة والمعروف ان افراح القبائل البدوية تستمر لما يقرب من الأسبوع بسبب توافد أبناء القبائل من المحافظات المختلفة للتهنئة خاصة ان رزق قد سبقه في الاحتفال بأسبوع واحد شقيقه "سعداوي راغب ضيف الله" والذي فاز ضمن قائمة "في حب مصر". ولم يختلف الوضع بدائرة الدخيلة حيث الاعيرة النارية والمسيرات احتفالا بفوز "مصطفي الطلخاوي" اصغر الاعضاء سنا و"حسن خير الله" فيما اقيمت الولائم والعزومات بمنازل المرشحين احتفالا بنجاحهما. اما الاحتفالات بدائرة اللبان ومينا البصل فكانت الاقوي من حظ "محمد الكوراني" الذي توافد عليه أعضاء المجالس المحلية من زملائه السابقين وتجمع اهالي منطقة اللبان داخل مقره الانتخابي ومعهم المزمار والطبل الصعيدي في احتفالات راقصة حتي الساعات الأولي من الصباح مع ارتفاع أصوات الزغاريد والأغاني خاصة ان "الكوراني" كان قد قام بترميم العديد من المنازل بمنطقة اللبان في اعقاب تعرض الإسكندرية للنوة الكارثية الأخيرة دون انتظار إعلان النتيجة. في دائرة العطارين وسيدي جابر وباب شرقي كانت الاحتفالات أكثر هدوءاً اقتصرت علي استقبال المرشحين مؤيديهم واصدقائهم بمقارهم الانتخابية بينما توافد الصعايدة من مختلف المحافظات علي أسرة "رشاد عثمان" لتهنئته علي فوز نجله الأكبر "أشرف" بمقعد منيا البصل. لم يختلف الحال بدائرة المنتزه فالمهنئين للمرشحين من الأسر ذات الطابع الريفي شهدوا اقبالا أكثر كثافة خاصة بريف المنتزه ثاني حيث توافد المهنئين علي منزل "محمد عطا سليم" علي اعتبار انه يستكمل مسيرة والده الراحل البرلماني "عطا سليم" وايضا علي منزل "حسين خاطر" و"أبو العباس فرحات" الاعلي من حيث الأصوات بالمنتزه أول وثاني وأيضا ذبحت الذبائح واقيمت ولائم العشاء احتفالا بالفائزين. مع انتهاء اعلان النتيجة اختلفت الساحة السياسية بالاسكندرية ليصبح حزب "مستقبل وطن" له "4" مقاعد برلمانية يليه "المصريين الأحرار ب "3" مقاعد ومقعد "للوفد" وآخر" للمؤتمر" ومقعد "للشعب الجمهوري" ومقعدين "لحزب النور". لعل اللافت للنظر في نتائج الإسكندرية انه لا تحالفات ولا تربيطات فبالرغم من اعلان العديد من المرشحين التحالف مع زملائهم في دوائر مختلفة إلا أن النتائج والارقام اختلفت عن ما تم الاعلان عنه فنجد ان "علاء جاد" بدائرة باب شرقي والعطارين مرشح مستقبل وطن كان اقوي المرشحين للفوز إلا أن النتيجة جاءت فوز 3 مرشحين من دائرة سيدي جابر وكأن باب شرقي غير ممثلة في التصويت كما نجد ان "طارق السيد" مرشح المصريين الأحرار اخذ من جميع المرشحين ولكنه لم يعط لهم بنفس القدر فحصل علي 40 ألفاً و367 بينما جاء حسني حافظ مرشح الوفد في المركز الثاني ب "34 ألفاً 768" لو كانت أصواتهم موحدة لكان الفارق اقل من ذلك بكثير اما الفائز الثالث " سمير البطيخي" فقد كافح من اجل ان ينضم للفائزين دون ان يكون له دور في التحالفات ليحصل علي 24 ألف و985 بعد ان ترك كل من "طارق " و"حسني" المقعد الثالث كفرصة للتفاوض مع باقي المرشحين المستمرين للإعادة. ولم يختلف الامر في باقي الدوائر فنجد ان المفاجأة حصول "هيثم الحريري" علي أعلي الأصوات علي الاطلاق بدائرة محرم بك وبالرغم من تحالفه مع "عمروكمال" مرشح مستقبل وطن إلا أن فارق الأصوات بينهما يتخطي ال "4000 صوت". اما دائرة المنتزة فهي الاكثر وضوحا في فشل التربيطات والتحالفات التي عقدت في الساعات الأخيرة ومع نجاح المرشح يعود وينفي قيامه بأي تربيطات مع الآخرين ويتنصل من وعوده فنجد ان في دائرة المنتزه كان الاقرب إلي الفوز هو "رمضان حسين" وكان التحالف المعروف هو بين "حسين خاطر" و"سامح السايح " و"رمضان حسين" خاصة ان رمضان كان قد حصل علي المركز الثاني في المرحلة الأولي إلا أن المفاجأة كانت بصعود "محمد عطا" وسقوط "رمضان" لتبدو النتيجة كأنها تحالف بين مستقل وحزب المؤتمر ومستقبل وطن. اما المفاجاة الحقيقية في الصدمة التي تلاقاها قطاع الاقباط والصعايدة بدائرة المنتزة اول بسقوط "نشأت متري" بصورة غير متوقعة علي يد "هند قباري" حديثة العهد في العمل السياسي والوجه غير المعروف بالمنتزه حيث لم يتم طرح اسمها من قبل ليتعدي فارق التصويت بينهما ال "2500" صوت وذلك بعد ان قام مرشحو الإعادة بالتصويت لها كوجه غير معروف خوفا من صعود نجم مرشح علي آخر ونجد ان أصوات هند تكاد تكون متطابقة مع مرشح المصريين الأحرار "إبراهيم عبدالوهاب " حيث حصلت علي 32 ألفاً 656 وحصل الثاني علي 32 ألفاً 939 وهو ما يوضح التحالف الكبير بينهما حصل "أبو العباس فرحات " علي أعلي الأصوات لقيام جميع مرشحي الاعادة بمنحه أصواتهم لكونه الأكثر قبولاً بالدائرة لتصل أصواته إلي 46 ألف 830. ولعل من جملة الغرائب التي شهدتها النتيجة الأخيرة هي تقارب أصوات "أحمد خليل" مرشح "النور" مع رزق ضيف الله مرشح دائرة العامرية وبرج العرب بصورة تكاد تكون متطابقة ف أحمد خليل حصل علي 43 ألف 476 بينما حصل رزق راغب 43 ألفاً و409 والاغرب هو حصول مرشح حزب النور أحمد الشريف علي 40 ألفاً 376 وكان الاجدر ان تكون أصواته مطابقة لأصوات زميله السلفي خاصة وان المرشح السلفي الثالث الذي رسب في الإعادة لم يحصل سوي علي 36 ألف 690 وهو ما يدل علي ان السلفيين انفسهم لم يعطوا أصواتهم لمرشحيهم الثلاثة علي قدم المساواة. بدائرة مينا البصل بالرغم من اعلان التحالف رسميا بين "اشرف رشاد" و"محمد الكوراني" إلا أن أصواتهما لم تكن حتي متقاربة فأشرف حصل علي 33 ألفاً 327 والكوراني حصل علي 24 ألفاً 473 اي ان الفارق يقرب من 9000 صوت ربما لكون من اعطي أشرف لم يعط الكوراني بالرغم من ان الاثنين قد فاقت ارقامهما المرحلة الأولي ولكن ظل محمد الكوراني محتفظاً بكتلته التصويتية بمنطقة اللبان مصدر قوته وهي ما مكنته من الوقوف بثبات أمام باقي المرشحين الذين ينتمون جميعا لمنطقة مينا البصل ليظل قادراً علي المنافسة سواء بتحالف أو عدمه. بصورة عامة فان هناك دوائر قد ظلمت في التقسيم الجديد الذي سارت عليه العملية الانتخابية ف"كمال أحمد" ينتمي لمنطقة العطارين وليس له علاقة بالجمرك او المنشية وبالتالي هو يحتاج لتركيز اكبر لخدمة 3 دوائر في دائرة واحدة والفائزين الثلاثة بمقعد سيدي جابر ليس لهم اي علاقة بدائرة باب شرقي التي خرج منها العديد من النواب المعروفين مثل عادل عيد ومحمد مصيلحي وأحمد الزهري وأبوالوفا العمدة لينتهي عصر باب شرقي بعد دمجها بسيدي جابر اما باقي الدوائر فهي أكثر حظا لوجود مرشح فائز من كل منطقة مثل ما حدث في منيا البصل فالكوراني يمثل اللبان وأشرف رشاد عثمان يمثل منيا البصل.