المستشفيات والعيادات وكذلك المراكز الطبية الخاصة تعني "الاهتمام.. الرعاية الأفضل.. الأطباء المتخصصون" لذلك يقصدها المرضي القادرون للعلاج بها باعتبارها "خدمة فايف ستارز" أو خمس نجوم لكن في المنوفية تجد العكس. أصبحت كما يطلقون عليها "الداخل مفقود.. والخارج مولود". أو مصائد للموت لدرجة أنها قد تصل من حيث المستوي إلي أقل من المستشفيات الحكومية التعليمية والجامعية والتابعة للتأمين الصحي التي تعاني من سوء الحالة وتردي الخدمة المقدمة بها في ظل غياب الرقابة وللحقيقة هناك مستشفيات ومراكز خاصة علي العكس من ذلك. "المساء الأسبوعية" تجولت بين المرضي في عدد من المراكز الطبية الخاصة.. في البداية يقول محمد نبوي مدرس تعرضت إحدي قريباتي لجلطة بالمخ وعلي الفور توجهنا بها إلي مستشفي خاص بمدينة شبين الكوم قضت بالعناية المركزة به 7 ليال مقابل 7 آلاف جنيه مشيراً إلي أن المستشفيات الخاصة استثمارية في المقام الأول وبعيدة عن الرقابة وتكاليف العلاج باهظة بالإضافة إلي أن بعض الأطباء به من حديثي الخبرة ومن هنا تكثر الأخطاء. أوضح أن العلاج الاقتصادي ببعض المستشفيات الحكومية أفضل من المستشفيات الخاصة من حيث مستوي الخدمة والتكلفة. أكد مبروك عبدالنبي بائع مقيم بأشمون أن زوجته وفاء عبدالحميد نصر 41 عاماً ربة منزل راحت ضحية الإهمال الطبي تاركة آية "8 سنوات" وحسين "12 عاماً" تلميذين بالابتدائية بسبب عدم تمكن الأطباء من تشخيص حالتها وهو ما أدي إلي وفاتها بعد صراع دام سنتين مع المرض. أضاف أن زوجته كانت تعاني من وجود كيس دهني في البداية منذ سنتين. مشيراً إلي أنها ذهبت إلي استشاري مسالك بولية وجراحة في عيادته الخاصة بأشمون ورفض استئصال الكيس وأعطاها بعض الأدوية التي سكنت الألم. إلا أن حالتها تدهورت بعد أن وصل حجم الكيس الدهني إلي ما يشبه البرتقالة. مما دفعه إلي التوجه بزوجته إلي مستشفي جامعي بالقاهرة ليكتشف أن هذا الكيس الذهني هو ورم كان لابد من استئصاله. وبالفعل تم استئصال جزء منه والخضوع ل 6 جلسات علاج كيماوي و10 جلسات إشعاع ذري. أوضح أن حالة زوجته ساءت بعد جلسات الإشعاع وارتفعت حرارتها لمدة 3 أيام وأصيبت بحساسية أعلي عينيها. لافتاً إلي أن جلد زوجته بدأ يتساقط وعقب ذلك توجه بها إلي مستشفي شبين الكوم الجامعي وظلت بالعناية المركزة حتي توفيت. قال "حسين.ط" فلاح اضطررت لبيع قيراط من إرثي عن والدي في أرض زراعية لإجراء عملية استئصال الرحم لزوجتي لوجود بعض الالتهابات السرطانية به في أحد المستشفيات الخاصة بشبين الكوم بسبب أن الأطباء نصحوه بسرعة إجراء العملية حرصاً علي حياة وسلامة زوجته دون انتظار الدور والسرير بالمستشفيات الحكومية. مشيراً إلي أن زوجته عانت من المرض بعد إجراء العملية فطلب الأطباء إجراء عملية أخري لها لتنظيف مكان العملية الأولي. خاصة بعد تدهور حالتها الصحية. وتم إجراؤها بالفعل بمستشفي شبين الكوم التعليمي بالمجان. أوضح إسلام فؤاد محاسب أنه تم في الفترة الأخيرة غلق مركز طبي خاص لأمراض النساء والولادة بأشمون إثر عملية ولادة قيصرية لسيدة به ونسيان فوطة في بطنها مما أدي إلي إصابتها بمضاعفات ووفاتها. وبالفحص تبين أنه غير مرخص رغم استيفائه للشروط. تابع أحمد حسن موظف قائلاً: تم غلق مستشفي للجراحات الدقيقة بشبين الكوم بالشمع الأحمر. لوجود العديد من المخالفات والإهمال به منها عدم تطبيق معايير مكافحة العدوي به في الحالات الحرجة إلي جانب عدم وجود غرفة إفاقة. وكذا تشغيل معمل التحاليل والأشعة بدون ترخيص. بعد تعدد الشكاوي من سوء الخدمة الطبية به. خاصة بعد وفاة "ر.ص.ع" 20 عاماً طالب بكلية الهندسة بغيبوبة كان قد دخل المستشفي لتركيب شرائح ومسامير نتيجة كسور في الفقرتين القطنيتين الرابعة والخامسة أكد علي الميهي مدير إدارة الإعلام بجامعة المنوفية أن بعض أصحاب المستشفيات الخاصة يستغلونها في التربح السريع نتيجة المغالاة في قيمة الكشف والعمليات وأشار إلي أن المستشفيات العامة تعاني من قصور الخدمات وعدم وجود الأطباء المتخصصين بها والاعتماد علي أطباء الامتياز وتعد أقسام الاستقبال بها طاردة لطالبي الخدمة وعاملاً مساعداً علي هروبهم منها. الأمر الذي يؤدي إلي فقدان ثقة المريض فيها. مطالباً بتكثيف المتابعة والرقابة عليها علي مدار الساعة. خاصة أن المرض غير مرتبط بوقت معين. وكذا تدريب القائمين عليها علي كيفية تقديم الخدمة وأيضاً كيفية تقديم الخدمة وأيضاً كيفية التتخلص من النفايات بالإضافة إلي عدم استغلال المستشفيات العامة في استقبال المرضي المحولين من العيادات الخاصة. قالت د.هناء سرور وكيلة وزارة الصحة بالمنوفية إنه يتم تشكيل لجنة من المديرية لمعاينة المنشأة الطبية الخاصة علي الطبيعة للتأكد من استيفاء شروط ترخيصها. مؤكدة أنه يتم المرور الدوري علي كافة المستشفيات والعيادات الخاصة لمتابعة التزامها بالاشتراطات الفنية ومتابعة شكاوي المواطنين من القصور في الخدمات الطبية المقدمة بها. أشارت إلي أن معظم المخالفات التي يتم رصدها بالمستشفيات والعيادات الخاصة تتمثل في: وجود أدوية ومستلزمات منتهية الصلاحية وعدم تجهيز غرف العناية المركزة والعمليات وكذلك عدم توافر الأجهزة أو تعطلها. بالإضافة إلي تشغيل معامل ومراكز بدون ترخيص. وعدم تأهيل العاملين بها. وأيضاً عدم التخلص من النفايات والمخلفات الخطرة بطريقة آمنة. موضحة أنه تتم المعاقبة بغلق المنشأة المخالفة لمدد تتراوح بين أسبوع وشهر وأكثر. لحين تلافي الأسباب والتأكد من ذلك علي الطبيعة من خلال لجنة فنية بالمديرية برئاستها.