عامر بن عبدالله بن الزبير كان علي فراش الموت يعد أنفاس الحياة وأهله حوله يبكون. فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب. ونفسه تحشرج في حلقه وقد اشتد نزعه وعظم كربه. فلما سمع النداء قال لمن حوله: خذوا بيدي. قالوا: إلي أين؟ قال: إلي المسجد. قالوا: وأنت علي هذه الحال. قال: سبحان الله أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه خذوا بيدي. فحملوه بين رجلين فصلي ركعة مع الإمام ثم مات في سجوده. نعم مات وهو ساجد. ويقول المولي عز وجل "رب أجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء" سورة إبراهيم ويقول ابن القيم: لن تجد أحن من الله عليك. فوالله لو يعلم الساجد ما يغشاه من الرحمة بسجوده لما رفع رأسه.