أشعر بالغضب.. بالحزن.. بالألم.. ولا أعلم ان كنت جانية أم مجنيا عليها.. وهل ما يحدث معي هو حصاد ما زرعته علي مدار سنوات.. أم انني فتاة سيئة الحظ.. أسئلة كثيرة تدور بداخلي ولا أجد لها إجابة. عمري 24 سنة أنهيت دراستي الجامعية العام الماضي ولا أعمل.. مشكلتي بدأت منذ 4 سنوات وكنت وقتها فتاة تعيش حياتها بلا طموح وطالبة بالفرقة الجامعية الثانية في هذه الأيام ذقت طعم الحب لأول مرة في حياتي. حدث ذلك عندما بدأ أحد الزملاء يتقرب مني ويبدي اهتماما غير عادي بي.. في البداية تجاهلت ما يفعله لكنني مع الوقت اكتشفت انني سعيدة بأفعاله بل وبدأت أدمن اهتمامه بي.. أحببته وبدأت أغير عليه وأغضب إذا رأيته يكلم أي فتاة في الجامعة. الغريب انني عندما بدأت أبادله نفس الاهتمام وأكثر فوجئت به يتجاهلني بل وعلمت انه يعيش قصة حب ساخنة مع زميلة لنا.. فحاولت أن أكتم مشاعري مرة أخري ولكن لم أستطع وسيطر حبي له علي كل كياني وتصرفاتي.. ثم مرت الأيام وانتهي العام الدراسي وأنا غارقة في حبه وهو يتجاهلني. انقطعت عني أخباره طوال أيام الأجازة الصيفية وهدأ حبي له ومع عودة الدراسة رأيته وكنت قد تمالكت نفسي وسيطرت علي قلبي.. لكنه فاجأني بأول اعتراف صريح منه بأنه يحبني فتجدد حبي له دفعة واحدة وكأنني لم أغب عنه يوما واحدا.. فسألته عن الفتاة الأخري فأكد لي انها زميلة وليس أكثر.. صدقته. عشنا أروع قصة حب واتفقنا علي أن يتقدم لي بعد التخرج وكان هو في الفرقة الدراسية الأخيرة وعلم كل زملائنا بقصة حبنا.. ثم انتهي العام الدراسي وتخرج هو وأكد لي انه ملتزم بوعده وفور عثوره علي عمل مناسب سيتقدم لي رسميا. لكن مع الأسف كان كاذبا وبعد شهور قليلة اعتذر لي عن الاستمرار معي بحجة الظروف المادية.. ثم علمت انه ارتبط من فتاة الجامعة التي أنكر لي حبه لها.. وكانت الصدمة التي لم أنجح في تجاوزها إلي الآن رغم مرور عام كامل. مازلت أحبه ولا أتخيل حياتي بدونه وتقدم لي أكثر من شخص وأنا أرفض رغم ان حبيبي تزوج بالفعل.. إلا ان حبي له لم يتوقف بل والتمس له الأعذار وأحيانا أفكر في الذهاب اليه والكلام معه.. الحياة لا طعم لها.. أقرأ رسائله لي علي المحمول يوميا وأعيش علي ذكرياتي معه.. فماذا أفعل وأين المفر؟ S_M الجيزة أتفق معك في مشاعر الغضب والحزن والألم.. غضبه منك حزنه عليك والألم لما تفعلينه بنفسك.. وبصراحة لم أكن لأنكر عليك حقك في كل ذلك بل ويجوز انني كنت سأؤيدك ان كانت هناك قصة حب فعلا! ما قرأته وما عشته مع رسالتك يدل علي انك تعرضت لعملية نصب عاطفي.. مجرد نصب ليس فيه أي أثر للحب.. ولا أدري كيف لم يصل عقلك لهذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في عز الظهر. ان ما حدث معك من هذا الشاب كفيل لأن يجعلك تكرهينه مدي الحياة بل وتكرهين كل يوم عشت فيه معه متوهمة قصة حب غير حقيقية لا أن تعيشي وسط أطلال من الذكريات المضللة.. ان تفسير ما حدث لا يحتاج إلي جهد كبير بل ويمكن شرحه في سطور قليلة. لكنك تتجاهلين الحقيقة وترفضين الاعتراف بها مفضلة أن تعيشي دور البطولة في قصة ليست قصتك وأبدا لن تكون. كفاك هزلا وعبثا.. وتأكدي ان الاعتراف بالواقع أفضل كثيرا في دفن الرأس في الرمال.. لقد تسلي بك هذا الشاب وتلاعب بعواطفك لمدة تتجاوز العام ثم رحل بكل بساطة بعد أن استنفد غرضه منك ثم ذهب لمن أحبها فعلا. أليس في ذلك ما فيه الكفاية لك لتخلعي عباءة الوهم وتعيشي الواقع.. ان ذهابك اليه أو حتي تفكيرك في ذلك يقضي علي البقية الباقية من كرامتك.. كفاك ضياعا للوقت واجهادا للقلب والعقل. ارضي بنصيبك مع شاب ممن يتقدمون اليك وابدئي حياة حقيقية وحبا صادقا من القلب منهية حصار الذكريات الكاذبة مع تمنياتي لك بالتوفيق والاستقرار.