أنا عندي 24 سنة، قصتي هي إني أحببت فتاة، تعرفت عليها بالصدفة في خطبة أحد أقربائي كان هذا منذ 15 عاما تقريبا، وصدقوني لو قلت لكم وقتها قلت لنفسي وأنا فتى لم أبلغ عامي العاشر إنها هي حبيبتك.. مرّت الأيام وتعرّفت عليها ودخلت بيتها ولعبنا معا وتعلقت بها أكثر، كل ذلك وأنا عمري لا يزيد عن 11 عاما فقط، ومرّت السنين وكبرنا قليلا وكبرت معي أحلامي، وعندما حاولت مكالمتها والتصريح لها بمشاعري، وذلك عن طريق قريبة لي -وكان هذا خطأ بالفعل- صدّتها وقالت لها: أنا آسفة أنا مش هاقدر، احترمتها كثيرا بل أكثر. كنت وقتها لا أرى سواها.. أتمنى لقياها بالطريق صدفة، أو عندنا مصادفة بالمنزل بحكم القرابة الجديدة، أحببتها حبا جما، وعشت قصة حب من طرف واحد.. كنت أراها وأتحدث معها ولا أستطيع أن أحدثها عما يدور بقلبي، لكن ربما اهتمامي بها أو بأي شيء يخصها قد تحدث عني. ولقد كنت مخلصا لها ولم أتحدث إلى أي فتيات مثل أصدقائي، وكنت أشعر أنني لو فعلت ذلك بمثابة خيانة لحبي الكبير لها، فأنا أريد أن تكون أول فتاة أتبادل معها كلام الحب المحترم، أن أعبّر لها عن عشقي وشغفي وولائي، قد تكون كلماتي متواضعة مقابل الكم الهائل من المشاعر التي أشعر بها تجاه حبيبتي. وكبرنا وتخرّجت من الجامعة، وقتها قلت لأمي إنني أحبها وأريد خطبتها.. وبالفعل تمت الخطوبة.. وبعد الخطبة كنت كالعصفور، فحبيبتي معي ماذا أحتاج الآن؟ المهم فوجئت بأنها لا تستطيع أن تكون متوافقة معي على نفس مستوى المشاعر التي أشعر بها تجاهها.. وقد كنت متوقعا ذلك، فأنا أحبها منذ سنين طويلة وهي حب عمري. بعدها اكتشفت أنها إنسانة لا تستطيع تحمل أي ضغوط حياتية لفترة طويلة، وإن تحملت قد تنهار في وقت ما، ويؤثر ذلك على حياتها اليومية وعلى مزاجها.. وإن صدرت أخطاء مني يمكن أن تنهار تماما، لو أخطأت خطأ قد ترى أنه خطأ كبير، عرفت ذلك في شخصيتها وبدأت أعاملها بشكل بعيد تماما عن أي عصبية أو انفعال، بل إنني عندما عاتبتها أول معاتبة بيننا على شيء ما بكت وذلك لأنها لا تحب أن تخطئ وهذا شيء ليس بالسيئ، ولكن لا أعرف لماذا تفوّت حقنا على نفسها عندما ينتقدها أحد، هي لا تريد بشكل بسيط أن تخطئ ولا تريد أقرب الناس إليها أن يخطئوا، والخطأ هنا يكون معياره مختلف من شخص إلى آخر وأيضا حجم هذا الخطأ. المهم أن الحلقة المفرّغة بيننا الآن والتي اتسعت بعد سفري إلى خارج الوطن، هي عدم اهتمامها بي، فلا أسمع كلمات تنسيني هموم الغربة ووحشتها، أتسوّل منها الاهتمام أحيانا، تسيطر عليها فكرة إنني يجب ألا أخطئ ويجب ألا يكون لي رؤى في الحياة، خاطئة كانت أو صحيحة.. أنا أحتاج منها كل ما يجعلني أشعر بها ويُشعرني بأن كل شيء يهون من أجل أحلامنا، ولكن لا أراها بجواري.. صارحتها في مرات عدة وقلت لها: لمَ الجفاء؟ قالت لي: أنا لا أستطيع أن أعبّر عما بداخلي، حاولت مرارا ولكن لا فائدة.. الناس من حولي يقولون لي أنت ضعيف أمامها، وهم صادقون لأنني أعاملها بما يرضي الله، فأنا أعطيها كل ما أملك من مشاعر وأحاسيس صادقة وأشياء أخرى.. وأنا أسأل نفسي أحيانا؟ ماذا تقدم هي لي؟ ماذا قدمت لي؟ أنا حزين جدا في حياتي.. حزين لأبعد درجة.. تحياتي لكم.
kelashinkov
صديقي العزيز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعترف أنني وأنا أقرأ قصتك شعرت بسعادة وكأنني أقرأ رواية رومانسية رائعة، معقول كل هذا الحب وكل هذا الإصرار؟! وكل هذه السنين لم تغيّر فيك شيئا طفولة ومراهقة وشباب وكما أنت؟! أمر لا يتكرر كثيرا.. مشاعر صادقة، وشخصية رومانسية حالمة، لكن دعنا نحلل الموقف من بدايته حتى نجد حلا للحزن الذي أنت عليه.. 1- أنت تحبها من سنين لكن هي.. هل تحبك أيضا من سنين؟ أم كنت مجرد شخص تعرفه من سنين ثم تقدم لخطبتها، ووافقت عليه لأنها تريد الزواج مثل أي بنت؟ 2- عشت كل هذه السنوات تنسج خصال محبوبتك من وحي خيالك ورومانسيتك وجاءت مرحلة المراهقة، وبالطبع أضافت الكثير والكثير من الخصال الجميلة لمحبوبتك ليزيد عشقك لها، وهو لا يعد سوى إسقاط لرغبتك في قصة حب مثالية لم ترَ فيها محبوبتك قط بعين الواقع، وهذا ليس ذنبها بالطبع. 3- بعد الارتباط الرسمي بدأت تتعرف عليها وتقترب منها.. أنت تطالبها لا شعوريا أن تكون كما عرفتها من سنين، رقيقة، حانية، عاشقة.. إلخ، أي تطلب منها ما ظننته فيها وفي الغالب كان ظنا وتخمينا وربما يخالف واقع شخصيتها وهذا لا يعيبها، فأنت من كنت تراها في مرآة الحب العمياء التي بدأت تُشفى من العمى عندما اقتربت من حبيبتك. 4- حبيبتك شخصية من الواضح أنها غير ناضجة وتحتاج إلى الكثير من التدريب على مهارات التواصل مع الآخر، كما أنها غير واثقة من نفسها لأنها لا تقبل النقد ولا تعبر عن مشاعرها بسهولة، وبالتالي سيصعب تغييرها أو تعديل شخصيتها أو ستحتاج إلى وقت طويل، فهل ستصبر على ذلك؟ عزيزي.. أنت الآن ربما تشعر أن حبك بعد كل هذه السنين كان وهما، فأنت بين خيارين، أولهما: أن تقتنع أن ما عشته كان وهما، ويكون لديك القدرة على التصرف بشجاعة، وأن تقول إن هذه الشخصية لن تتوافق مع طباعك وتتركها، لكنك ستواجه فترة من الحزن الشديد لأنك ستفارق الحلم الجميل.. وثانيهما: أن تقتنع أن ما عشته كان وهما لكنك تحب هذا الوهم وهذا الحلم ولن تقوى على هدم الحلم، وستصبر على محبوبتك وتجتهد في خلق سبل التكيف مع طباعها، والله أعلم؛ ربما تنجح بحبك لها في تغييرها لتجد ما تريد.. وفقك الله.