أحمد رضا.. طالب جامعي بكلية حقوق عين شمس.. مقيم في بلدة "قلما" محافظة القليوبية.. يعشق كرة القدم ويشجع النادي الأهلي.. ولفرط حبه في النادي سافر مع مشجعيه إلي بورسعيد لحضور ومشاهدة المباراة المشئومة التي راح ضحيتها 74 شاباً من مشجعي النادي. كان من الممكن ان يكون أحمد أحد شهداء هذه المجزرة البشعة.. خاصة انه شاهد بعض أصدقائه يخرون صرعي أمام عينيه.. تملكه الرعب وفر من الاستاد هارباً إلي شوارع بورسعيد لعله يجد ملجأ يقيه من القتل.. شاهد أحمد سيارة شرطة ارتمي في أحضان راكبيها من رجال الأمن لعلهم يحمونه ويدلونه علي الطريق الذي يعيده إلي قريته في القليوبية!! لكن المفاجأة ان رجال الشرطة الذين احتمي بهم أخذوه أسيراً واعتبروه أحد الجناة في المجزرة وقدموه إلي النيابة لتأخذ العدالة مجراها معه.. استمع وكيل النيابة إلي الشاب الذي أثبت أنه هرب من القتل بأعجوبة وانه كان من الممكن ان يكون أحد الضحايا.. فقرر الإفراج عنه علي ذمة القضية. إذن.. لم يكن أحمد مقبوضاً عليه وقت محاكمة المتهمين الذين قدمتهم الشرطة علي انهم الجناة.. ومرت الأيام إلي أن أصدرت المحكمة حكمها في القضية.. وفوجئ أحمد وفوجئت أسرته بأن اسمه جاء ضمن من أحالت المحكمة أوراقهم لفضيلة المفتي.. يعني إعدام. ذهول يسيطر علي أحمد وعلي أمه وأبيه وأشقائه وجيرانه وأصدقائه وزملائه في الجامعة.. كيف يكون أحمد جانياً والشواهد كلها تنفي ذلك؟! كيف يكون أحمد جانياً وهو مشجع أهلاوي قطع المسافة من القاهرة إلي بورسعيد بالقطار ليشجع فريقه؟! كيف يكون أحمد جانياً وهو طالب جامعي يعرفه زملاؤه وأساتذته ويعرفون أخلاقه؟! يا للهول!! إعدام؟! كيف حدث ذلك.. حدث خطأ ما.. عرف أحمد ان بعض أفراد "التراس" الأهلي شهدوا ضده.. اختلط عليهم الأمر لوجود شخص من القتلة يلبس نفس ملابسه.. وعندما ذهب أحمد إليهم أي إلي هؤلاء الأشخاص الذين شهدوا ضده وشاهدوه بينهم أخذوه بالأحضان.. وأكدوا ان الأمر اختلط عليهم وان الصورة التي عرضت عليهم كانت لشخص يشبهه ويرتدي "تي شيرت" أخضر. اكتشف الأصدقاء من الألتراس الأهلاوي الخطأ الذي وقعوا فيه وأقسموا أنهم سيتدخلون لتصحيح ما حدث وإثبات براءته.. بل ان زملاءه من طلاب الجامعة تضامنوا معه.. وأعلن عميد كلية الحقوق الدكتور جميل الصغير انه سيترافع عن أحمد لأنه أحد طلابه ويعرف سلوكه جيداً. الفرصة مواتية في الاستئناف لإثبات براءة الشاب المظلوم وإعادته إلي الحياة.. وربما يكون هناك من هو مثل أحمد ممن حكم بإحالة أوراقهم إلي المفتي وهم أبرياء من التهمة. من هنا .. كنت محقاً عندما كتبت مقالاً منذ عدة أيام حول هذه المحاكمة وقلت إن براءة قاتل.. خير من إعدام بريء. وأؤكد للمرة الثانية.. براءة قاتل.. خير من إعدام بريء.