اشتعلت أسعار الدولار الأمريكي في أول أيام تطبيق الآلية الجديدة للبنك المركزي التي دشنها أمس والتي تسمح للبنك ببيع وشراء الدولار من الجهاز المصرفي وتهدف إلي الحفاظ علي احتياطي النقد الأجنبي. سجلت أسعار الدولار ارتفاعاً بلغ نحو 11 قرشاً للشراء والبيع ليصل سعر الشراء إلي 630 قرشاً والبيع 637 قرشاً ثم تراجع في نهاية اليوم قرشاً واحداً للشراء والبيع خلال تعاملات البنوك وشركات الصرافة وهي أعلي معدلات يسجلها الدولار منذ نحو 9 سنوات. أشارت مصادر مصرفية إلي قيام المركزي بضخ 75 مليون دولار في السوق لمواجهة احتياجات البنوك من العملات الأجنبية في إطار الآلية الجديدة. شهدت شركات الصرافة حالة من الارتباك الشديد بعد أن فوجئت بالأسعار الجديدة للدولار وتوقفت حالة البيع والشراء وخاصة مع عدم وصول أسعار صرف العملات الأجنبية من البنوك التي ترتبط بها الشركات. امتنعت مصادر البنك المركزي عن تفسير ما يحدث في السوق وقال صالح شعبان مدير الرقابة علي شركات الصرافة إن النظام مازال في بدايته وسوف تتحسن الأوضاع في أسرع وقت.. وأوضح علي الحريري نائب رئيس شعبة الصرافة ان الشركات فوجئت صباح أمس بالأسعار علي شاشات البنوك التي تتعامل معها دون أن يصلها أي قوائم للأسعار التي تتعامل بها مشيراً إلي أن بنك "بي ان بي باريبا" الذي تتعامل معه غالبية شركات الصرافة طلب من الشركة تحصيل عمولة قدرها 1 أو 2% من العميل ولكننا أرجأنا ذلك حتي تصل لنا تعليمات رسمية من البنك المركزي بذلك.. وتوقع الحريري أن تكون هذه الزيادة في إطار الحفاظ علي احتياطي النقد الأجنبي الذي وصل إلي مستوي منخفض..أشار الحرير إلي أن تعاملات الشركة توقفت تماماً في انتظار وضوح الصورة كما أن العملاء امتنعوا عن الشراء أو البيع وحاولنا الاتصال بالبنك المركزي لاستجلاء الأمر ولم نجد أي رد موضحاً أن أسعار العملات الأجنبية والعربية قد تأثرت بأسعار الدولار وشهدت زيادات بنفس النسبة.. وتوقع أن يشهد الدولار أعلي مستوياته في العام الجديد إذا لم يتدخل البنك المركزي. أكد أحمد نيازي عضو مجلس إدارة شعبة الصرافة أن الآلية الجديدة للبنك المركزي كان لها رد فعل سلبي علي السوق في أول أيام التطبيق. مؤكداً إصابة سوق الصرافة بالشلل بعد أن شهدت أسعار الدولار ثلاثة ارتفاعات في يوم واحد مشيراً إلي أن البنك المركزي أبلغهم أن الأسعار سوف تنخفض خلال 48 ساعة. قال إسماعيل حسن المحافظ السابق للبنك المركزي المصري إن عملية الارتباك و"اللخبطة" واردة في أي نظام جديد وتوقع ان يكون هذا الارتباك مؤقتاً لتعود السوق إلي طبيعتها أما إذا استمرت هذه الأسعار لعدة أيام فلن تشهد تراجعاً ملموساً.