أعاد القدر فرحة محمد سرور "13 سنة" بعد اختفاء خمس سنوات عن أسرتها بمركز دسوق بكفر الشيخ حيث عانت خلال هذه السنوات من العذاب والغربة بعيداً عن أحضان أسرتها التي ظلت تبحث عنها في كل مكان دون جدوي إلا أن محاولتهم باءت بالفشل طيلة السنوات الماضية وبعد أن فقدوا الأمل فوجئت الأسرة باتصال هاتفي من أحد الأشخاص يخبرهم بأن ابنتهم فرحة لديه فغمرتهم الفرحة برجوع ابنتهم ولكنهم عندما شاهدوها وجدوا آثار تعذيب وحروق بجسدها واكتشفوا ان وراء اختفائها الدكتورة الجامعية وزوجها التي كانت تعمل لديهما خادمة. تعود الحكاية إلي ما يقرب من خمس سنوات ماضية عندما قام أحد الأشخاص بالقرية ويعمل مخدماتي بمطالبة أسرة فرحة بتشغيل ابنتهم خادمة لدي أحد الأثرياء مستغلاً فقر الأسرة وحاجتها للمال بعد مرض الزوج العائل الوحيد ولم يجد والديّ فرحة أمامهما سوي الدفع بابنتهما للعمل لمساعدتهما رغم صغر سنها الذي لم يتعدي ال "8 سنوات" من عمرها وقتها وبعد شهر من عملها سافرت لها الأم لزيارتها ورؤيتها إلا أن السيدة التي تعمل لديها رفضت مقابلتها وأرسلت لها مرتب ابنتها وبعد عودة الأم إلي منزلها أصرت علي السفر مرة أخري لإعادة ابنتها معها للقرية إلا أنها لم تجد ابنتها ولا الأسرة التي تعمل لديهم ولا تعرف عنهم شيئاً سوي ان صاحبة المنزل تعمل دكتورة بالجامعة. بدأ الأب والأم يبحثان عن ابنتهما الغائبة وقاما بسؤال المخدماتي والخفير الذي كان يتولي حراسة المكان الذي كانت تعيش فيه الدكتورة وزوجها إلا أنهما أنكرا معرفتهما بهما وظلا يبحثان عنها في كل مكان إلا أنهما لم يعثرا علي شيء يدلهما علي مكانها. طالبت أسرة فرحة النائب العام بفتح باب التحقيق ومعاقبة كل من تسبب في هذه المأساة البشعة حتي يكونوا عبرة لغيرهم وقاما بتحرير محضر رقم 49 أحوال مركز دسوق. "المساء" توجهت إلي منزل "فرحة" في عزبة أبوخشبة مركز دسوق .. لتسجل أخطر قضية لانتهاك طفولة "فرحة" التي ظلت تعيش أجواء الحزن لمدة 5 سنوات كاملة. قال والدها محمد سرور "55 سنة" عال بسيط من عزبة أبوخشبة التابعة للوحدة المحلية لقرية شباس الملح مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ: بعد فقداني الأمل في عودة ابنتنا فرحة منذ 5 سنوات ذهبت إلي منطقة 6 أكتوبر حيث مقر الشقة التي كانت توجد بها ابنتي إلا أن بعض الأفراد اعترضوني وهددوني فنمت علي الرصيف حتي أشاهد ابنتي ولكني لم أتمكن من ذلك فقمت بتحرير محضر بقسم أول 6 أكتوبر وذهب معي أحد المخبرين إلي الشقة فلم يجبني أحد وتم حفظ المحضر فقمت بتحرير محاضر أخري بالإسكندريةوالقاهرة ولكن لم تهتم الشرطة وقتها بالبلاغات المقدمة لهم حتي فقدنا الأمل في عودتها. قالت فرحة بعد رحلة العذاب التي قضتها علي مدار الخمس سنوات الماضية وقلبها يعتصره الحزن الشديد: بعد أن انتهيت من امتحانات نهاية العام بالصف الثالث الابتدائي كنت سعيدة بأنني سألعب وألهو مع أصدقائي وأعيش طفولتي ولكن في يوم من الأيام جاء إلي بيتنا رجل يدعي عمي إبراهيم وطلب من أبي أن أعمل خادمة في أحد بيوت القاهرة براتب شهري 200 جنيه وذلك في فترة الإجازة الصيفية مستغلاً فقر أبي وشدة حاجته إلي المال ولكي أساعد أسرتي ولم يجد والدي أمامه سوي الموافقة واصطحبني هذا الرجل إلي إحدي السيدات وتعمل دكتورة جامعية في كلية حقوق عين شمس وزوجها مهندس الطيران ظننت أن باب السعادة قد جاء وفتح لي الأبواب وعشت ثلاثة أشهر في سعادة ولكن سرعان ما بدأ الحال يتغير حينما اتصل أبي وردت الدكتورة الجامعية عليه وقالت له إني بخير ورفضت ان أكلمه وبعد مرور فترة ظننت اني عائدة إلي قريتي ومنزلي ولكن كانت رحلة العذاب والقسوة والذل وكنت وقتها في الثامنة من عمري فقام أبي بالاتصال بها مرة أخري وطلب منها إعادتي للمنزل إلا ان الدكتورة ردت عليه بأن الرقم خطأ وعندما طلبت منها الاتصال بأسرتي قامت بإهانتي وبدأت تعاملني بقسوة وعنف شديد حتي وصل الأمر ذات يوم بتسخين "كبشة الطعام" وحرقي بها وأنا بدون ملابس وقامت بقص شعري. أضافت فرحة بدأ التعذيب يزداد يوماً بعد يوم حتي فوجئت بها تأمرني بالنوم في الحمام علي "السيراميك" وهددتني إذا طلبت منها رؤية أهلي وأخبرتني ان والديّ ماتا وشبعا موت بعد ان باعا اخوتي فانهرت في البكاء الشديد وظلت تعذبني وتضربني ولا أعرف أين أعيش حتي علمت بعد ذلك اننا نعيش في القاهرة بمنطقة العباسية وبعد فترة قررت الدكتورة الذهاب إلي الإسكندرية وعشنا في بداية الأمر بمنطقة مصطفي كامل ولكننا انتقلنا بعد ذلك إلي شقة أخري وحينما قررت الأسرة العودة إلي القاهرة وطلبت من السيدة حمل الحقائب وكانت أول مرة أنزل فيها للشارع بمفردي بعد ان كان يتم غلق باب الشقة بالمفتاح وأنا بداخلها حتي لا أتمكن من الخروج فاستغللت نزولي إلي الشارع وقمت بالجري بأقصي سرعة وأنا أبكي فرحاً أنا حرة لا تعذيب ولا حرق ولا ضرب وأخذت أبعد عن هذا المكان ونمت في الشارع أكثر من أربعة أيام إلي أن قابلت سيدة اسمها أم عمر وحكيت لها قصتي وكانت تعرف رجلاً من كفر الشيخ ومن حسن حظي انه من قرية شباس الملح مركز دسوق وحينما قلت له أنا من عزبة أبوخشبة عرفني وعرف أبي وقام بالاتصال به عن طريق أقربائه في القرية. وبعد عودتها عادت الفرحة للأب والأم بعد ان سمعا عن وجود ابنتهما وهما لا يصدقان فقد كان آخر اتصال بالدكتورة أخبرتهما ان ابنتهما سافرت لأمريكا ولم تتعرف فرحة في بداية الأمر علي والديها بعد ان تغيرت ملامحهما حزناً علي فراقها ولكنها تعرفت علي جدتها وعلي الفور ارتمت في أحضانهم جميعاً وهي تبكي من الفرحة الغامرة. طالبت والدة فرحة النائب العام بفتح باب التحقيق ومعاقبة كل من تبسبب في هذه المأساة البشعة حتي يكونوا عبرة لغيرهم وقالت والحزن يكسو وجهها ودموع الفرح تملأ عينيها الحمد لله الذي أطال في عمري حتي عادت ابنتنا فرحة إلي أحضاننا مرة أخري بعد ان فقدنا الأمل في عودتها إلينا مرة ثانية. وقالت: لن أهدأ حتي أري انتقام العدالة من هذه الأستاذة الجامعية وزوجها المهندس.