أنا فتاة أبلغ من العمر 36 عاما قضيتها في ظلم وعذاب وأعباء حيث إنني الأخت الكبري لعشرة من البنين والبنات في مراحل التعليم المختلفة وقام أهلي بتزوجي من أحد أبناء قريتي بعد أن انهيت شهادة الدبلوم ثم حدث الطلاق بعد عام بسبب خلافات عائلية كنت ضحيتها. وأنا أعمل موظفة ثم أكملت دراستي الجامعية وتقدم لي الكثيرون فمنهم من رفضته لعدم الاقتناع وهناك من رفضه أهلي وصرت مثل الآلة جسد بلا روح واستغلني أقرب الناس إلي فكلفني والدي بالمساعدة في الانفاق علي إخوتي ورعايتهم, ثم اقنعته والدتي بأن يأخذ شقة في المدينة بعيدا عن قريتنا لتخلي يدها تماما من خدمة إخوتي لأقوم بتربيتهم وخدمتهم, وحتي إخوني لا هم لهم إلا قضاء احتياجاتهم وتحقيق مطالبهم المنزلية والمادية, فلقد فرحوا بطلاقي لكي أكون خادمة لهم دون أن يرق لهم قلب لفتاة تعيش خمس شخصيات كل شخصية كفيلة إما بالانهيار أو الانتحار فأنا امرأة مطلقة وموظفة مطحونة وابنة مظلومة وفتاة معيلة وامرأة محرومة, وأعيش في ظلمات خمس( ظلم وعذاب ووحدة وحرمان وبأس). هل تصدق ياسيدي أن والدي ووالدتي لا يتصلون بي إلا لطلب حاجة لهم أو لإخوتي ويسألون عن إخوتي العشر فردا فردا دون أن يسألوني كيف حالك؟ فحتي هذه الكلمة حرمت منها, وإن تأخرت عن إخوتي في أي طلب يصبون غضبهم علي دون احترام أو وقار بأنني أكبرهم عمرا وأكثرهم عبئا. لقد تذكرت جملة ظللت أبكي أياما عندما سمعتها أول مرة للفنان أنور وجدي في فيلم أمير الانتقام (أخطاء الآباء يتحملها الأبناء), ولقد جاءتني هدية من زميلتي تلك أقسمت لي أنها رأت نورا وبريقا يخرج من عيني من الفرحة بدلا من نظرة الحزن فهي الوحيدة التي شعرت بي واهتمت لأمري وأول من أهدتني في حياتيبل وتتمني أن أكون بجوارها في والعمل والسكن. وعجبا يعطف علي الغريب ويضن علي القريب ولا أجد الزوج الحبيب وأنا أشعر أنني يتيمة لا أحد يشفق علي حتي أقرب الناس ووحيدة لا أجد من يحتويني بحبه وحنانه وأغرقه بمشاعري وأشواقي, ولكن من يتقدم لي إما كبيرا في السن أو متزوج أو أرمل ولديه أولاد فجميعهم يريدون جارية وليست زوجة, وأنا لي مشاعر واحتاج إلي من يقاربني في العمر والمشاعر, ولا أحفيك سرا أن بداخلي بركان من الحب والعواطف لا استطيع أن أفجره إلا لمن يرتاح له قلبي وتتحد معه روحي, أحتاج إلي شخص يشعر بي ويعوضني عن سنوات الظلم والعذاب والحرمان ويكون لي ظهرا وسندا, فأنا جميلة ومرحة وشكلي أصغر عمرا بشهادة من حولي فكل من يراني يعجب بشخصيتي وشكلي, ومحبوبة بين زميلاتي وجيراني, فهل تجد حلا لفتاة حائرة بين ماض مظلم وحاضر مؤلم ومستقبل معدم.