ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية الأمريكية أن حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء, جاء في وقت حرج جدا بالنسبة للسلطات المصرية, التي كانت تستعد لإطلاق حملة ترويجية كبيرة لجذب السياح, مع اقتراب احتفالات رأس السنة الجديدة. وأضافت الشبكة في تقرير لها في 11 نوفمبر أنه كان من المقرر إطلاق هذه الحملة في سبعة دول أوروبية, إلا أن حادث الطائرة الروسية قضى على الآمال بإنعاش قطاع السياحة في مصر. وتابعت " تداعيات الحادث لم تقتصر على توجيه ضربة شديدة للسياحة المصرية, وإنما امتدت أيضا لتؤثر سلبيا على سمعتها, خاصة بعد التقارير عن القصور الأمني في المطارات. واستطردت الصحيفة " تحطم الطائرة الروسية والذي كان كارثة بحد ذاته, أعقبه أيضا مسارعة عدد من الدول لتعليق رحلاتها الجوية إلى مصر, وترددت أيضا تقارير حول ثغرات أمنية في المطارات, وهو ما وجه أيضا ضربة لسمعة البلاد كدولة سياحية". وتوقعت الصحيفة أن يزيد مأزق الاقتصاد المصري بعد حادث تحطم الطائرة الروسية, خاصة أنه كانت هناك توقعات بوصول حوالي عشرة ملايين سائح للبلاد, خلال الفترة المقبلة. وكانت الطائرة الروسية المنكوبة -وهي من طراز إيرباص 321- تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر الماضي بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وتبنى تنظيم الدولة إسقاطها، وهو ما رجحته عواصم غربية. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 5 نوفمبر عن اعتقاده باحتمال أن يكون حادث تحطم الطائرة ناجما عن انفجار قنبلة على متنها. كما تبنى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الفرضية نفسها. وكشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية في تقرير لها في 9 نوفمبر أن المخابرات الإسرائيلية رصدت اتصالات لتنظيم الدولة "داعش" عن الطائرة الروسية, التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية في 31 أكتوبر الماضي. وأشارت "سي إن إن" إلى أن المخابرات الإسرائيلية قدمت ما توصلت إليه إلى بريطانيا وأمريكا، لافتة إلى أن الولاياتالمتحدة تبحث مع مصر وروسيا إرسال فريق من المباحث الفيدرالية الأمريكية " اف بي آي", للمشاركة في التحقيقات. كما لفتت "سي إن إن" إلى أن المسئولين الإسرائيليين رفضوا التعليق على تقريرها, وأشارت إلى أن ثقة الولاياتالمتحدة في أن الطائرة الروسية سقطت بفعل "قنبلة إرهابية تتزايد"، حيث أكد العديد من المسئولين الأمريكيين أن هذا الاحتمال قائم بنسبة 99,9% , حسب تعبيرها. وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أكد الاثنين 9 نوفمبر أن بلاده تمتلك معلومات استخباراتية ذات طبيعة حساسة بشأن تحطم الطائرة الروسية في سيناء, لم يتم تبادلها مع مصر "لأسباب واضحة". وقال هاموند :"لقد كانت بريطانيا من أولى دول العالم التي اتخذت قرارا بتعليق الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ، وذلك بناء على المعلومات المتاحة لديها، وأيضا بناء على معلومات استخباراتية". وجاءت تصريحات الوزير البريطاني للصحفيين عقب انتهاء جلسة لمجلس الأمن الدولي بمقر الأممالمتحدة بنيويورك. لكن هاموند لم يكشف عن الأسباب, التي وصفها ب"الواضحة", لعدم تبادل تلك المعلومات الاستخباراتية مع مصر، واكتفى بقوله :"إن هناك آلافا من السياح البريطانيين الراغبين في الذهاب إلى شرم الشيخ لقضاء موسم الإجازات والأعياد, ونحن نأمل أن يتم ذلك في أقرب وقت". وتابع هاموند أن الاحتمال الأكبر لتحطم الطائرة الروسية يشير إلى قيام تنظيم الدولة, أو مجموعة قريبة منه بتهريب قنبلة إلى الطائرة. وأضاف أن بلاده تتطلع لاستئناف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ بعد الاتفاق على إجراءات أمنية مع السلطات المصرية.