تحدثت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عما سمته توترا في العلاقات بين مصر وبريطانيا, على خلفية تحطم الطائرة الروسية في سيناء في 31 أكتوبر الماضي. ونقلت "بي بي سي" في تقرير لها في 9 نوفمبر عن مسئول مصري قوله إن بريطانيا وضعت بلاده في مأزق, عندما سارعت للإعلان عن فرضية العمل الإرهابي, وقامت بتعليق الرحلات الجوية إلى مصر. كما نقلت "بي بي سي" عن مصادر حكومية مصرية أخرى قولها إن بريطانيا لم تأخذ في الاعتبار التداعيات الكارثية لقرارها على الاقتصاد المصري, خاصة أن قطاع السياحة هو أحد أهم مصادر العملة الصعبة في مصر, ويوفر الملايين من فرص العمل. وأكد خبراء ل "بي بي سي" أن السياحة المصرية تضررت بالفعل من القرار البريطاني السريع بتعليق الرحلات, خاصة بعد قيام دول أخرى باتخاذ خطوات مماثلة, وحذروا في الوقت ذاته السلطات المصرية من التأخر في التعامل بجدية مع فرضية العمل الإرهابي. وحذر الخبراء - حسب "بي بي سي" - من أن عدم الاهتمام بمعالجة القصور في النواحي الأمنية خاصة بالمطارات, سيجعل مصر عرضة لحوادث أكثر خطورة في المستقبل. وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أكد الاثنين 9 نوفمبر أن بلاده تمتلك معلومات استخباراتية ذات طبيعة حساسة بشأن تحطم الطائرة الروسية في سيناء, لم يتم تبادلها مع مصر "لأسباب واضحة". وقال هاموند :"لقد كانت بريطانيا من أولى دول العالم التي اتخذت قرارا بتعليق الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ، وذلك بناء على المعلومات المتاحة لديها، وأيضا بناء على معلومات استخباراتية". وجاءت تصريحات الوزير البريطاني للصحفيين عقب انتهاء جلسة لمجلس الأمن الدولي بمقر الأممالمتحدة بنيويورك. لكن هاموند لم يكشف عن الأسباب, التي وصفها ب"الواضحة", لعدم تبادل تلك المعلومات الاستخباراتية مع مصر، واكتفى بقوله :"إن هناك آلافا من السياح البريطانيين الراغبين في الذهاب إلى شرم الشيخ لقضاء موسم الإجازات والأعياد, ونحن نأمل أن يتم ذلك في أقرب وقت". وتابع هاموند أن الاحتمال الأكبر لتحطم الطائرة الروسية يشير إلى قيام تنظيم الدولة, أو مجموعة قريبة منه بتهريب قنبلة إلى الطائرة. وأضاف أن بلاده تتطلع لاستئناف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ بعد الاتفاق على إجراءات أمنية مع السلطات المصرية. وكانت الطائرة الروسية المنكوبة -وهي من طراز إيرباص 321- تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر الماضي بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وتبنى تنظيم الدولة إسقاطها، وهو ما رجحته عواصم غربية. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 5 نوفمبر عن اعتقاده باحتمال أن يكون حادث تحطم الطائرة ناجما عن انفجار قنبلة على متنها. كما تبنى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الفرضية نفسه