قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن مصر ستتكبد خسائر كبيرة للغاية, في حال أثبتت التحقيقات في حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء, فرضية العمل الإرهابي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 8 نوفمبر أن احتمال انتهاء التحقيقات إلى أن تفجيرا متعمدا يقف وراء الحادث، ستكون تداعياته مكلفة بشكل غير عادي لمصر, نظرا لأن اقتصادها يعاني من أزمة طاحنة، وكانت شرم الشيخ هي النقطة الوحيدة المضيئة في قطاع السياحة المتدهور في البلاد, حسب تعبيرها. وتابعت الصحيفة " حرص السلطات المصرية على التقليل من فرضية العمل الإرهابي في حادث الطائرة الروسية, يبدو أنه لن يصمد طويلا, في ظل تزايد المؤشرات التي تدعم فرضية التفجير المتعمد, والتي شكلت ورطة جديدة للقاهرة". واستطردت " لن يكون بمقدور السلطات المصرية التحكم طويلا في مسار التحقيق في هذا الحادث ونتائجه, لأن لجنة التحقيق تضم أيضا ممثلين عن روسيا وفرنسا وإيرلندا وألمانيا". وأشارت الصحيفة إلى أن فرضية زرع قنبلة على متن الطائرة أصبح يتم تداولها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الدولي, وتحدث عنها أيضا عدد من كبار المسئولين الغربيين، بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أقر في 9 نوفمبر باحتمال أن يكون تحطم الطائرة الروسية في سيناء ناجما عن "عمل إرهابي", وقال في مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية :"هناك احتمال وجود عمل إرهابي كسبب لما حدث". وحسب "الجزيرة", أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أيضا تقديم لندن معلومات لموسكو تتعلق بتحطم الطائرة الروسية, وأضاف أنه لا يستطيع تحديد نوعية هذه المعلومات. وبدوره, قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الاحتمالات الأكبر لسقوط الطائرة الروسية تشير إلى قيام تنظيم الدولة الإسلامية أو مجموعة قريبة منه بتهريب قنبلة إلى الطائرة وتفجيرها. وأكد هاموند أن بلاده تمتلك معلومات استخبارية ذات "طبيعة حساسة" بشأن تحطم الطائرة الروسية. وقال إن بلاده كانت من أولى دول العالم التي اتخذت قرارا بتعليق الرحلات إلى شرم الشيخ، وذلك بناء على المعلومات المتاحة، وأيضا بناء على معلومات استخبارية حساسة لم نتبادلها مع مصر لأسباب واضحة، دون أن يكشف عن الأسباب التي وصفها ب"الواضحة". ومن جانبه, قال وزير المالية البريطاني جورج أوزبون إن بلاده ستعزز دور وكالات المخابرت لديها والإجراءات الأمنية في المطارات البريطانية، سعيا لإحباط أي مؤامرات. كما كشفت المخابرات الأمريكية أن مسؤولين روسا يرجحون أن سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء سببه قنبلة, ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمريكية أن مسؤولين في روسيا يرجحون أن قنبلة أسقطت الطائرة الروسية "إير باص 321" فوق سيناء. وفي سياق ذي صلة, قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن بلاده تعتقد أن "متشددين" أسقطوا الطائرة الروسية باستخدام قنبلة على الأرجح. وكانت إسرائيل التي تتابع الوضع في سيناء عن كثب قد أحجمت فيما سبق عن التعليق علنا على سبب الحادث. ولم يؤكد يعلون أو ينكر تقريرا لشبكة (سي إن إن) جاء فيه أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قدمت لمحللين أميركيين وبريطانيين تفاصيل اتصالات اعترضت في سيناء. ولم تعلن مصر وروسيا حتى الآن رسميا عن سبب تحطم الطائرة التي أقلعت في 31 أكتوبر الماضي من شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية قبل أن تسقط بعد 23 دقيقة ويقتل 224 كانوا على متنها. وانزعجت الدولتان بسبب ما ذكرته دول غربية عن احتمال تفجير الطائرة، وهو ما أدى إلى إلغاء عدد كبير من الرحلات الجوية الأجنبية إلى منتجعات سيناء.