كتبت - جهان مصطفى قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن هناك فشلا استخباراتيا كبيرا, فيما يتعلق بحادث الطائرة الروسية, التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية في 31 أكتوبر الماضي. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 9 نوفمبر أن هذا الفشل يشمل أجهزة الاستخبارات في كافة الدول, التي تحارب تنظيم الدولة "داعش", ولا يقتصر على مصر وحدها, حسب تعبيرها. وتابعت الصحيفة " حادث الطائرة الروسية, لا يمكن أن يقع بسهولة, لأنه يحتاج إلى تقنيات تكنولوجية عالية, من أجل التغلب على عقبة الفحص الأمني وإيصال القنبلة إلى الطائرة". واستطردت " الأخطر أيضا أن زرع قنبلة في الطائرة كان يتطلب القيام جمع معلومات منذ فترة طويلة حول توقيت تحركها، واتجاهها، بالإضافة إلى القيام بتجنيد عملاء سواء من داخل المطار, أو من داخل الشركة الروسية المالكة للطائرة". وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال تأكد تورط "داعش" بهذا الحادث, فإن أجهزة الاستخبارات في الدول المعنية بمحاربته, ستكون ارتكبت خطأ فادحا, سواء فيما يتعلق بسوء تقدير حجم قدرات هذا التنظيم, أو تجاهل أي تحذير مسبق بشأن تطور تكتيكاته, واحتمال قيامه بتبني أساليب تنظيم القاعدة, فيما يتعلق بتفجير الطائرات. وكانت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية قالت في تقرير لها في 9 نوفمبر إن المخابرات الإسرائيلية رصدت اتصالات لتنظيم الدولة "داعش" عن الطائرة الروسية, التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء المصرية في 31 أكتوبر الماضي. وأشارت "سي إن إن" إلى أن المخابرات الإسرائيلية قدمت ما توصلت إليه إلى بريطانيا وأمريكا، لافتة إلى أن الولاياتالمتحدة تبحث مع مصر وروسيا إرسال فريق من المباحث الفيدرالية الأمريكية " أف بي آي", للمشاركة في التحقيقات. كما لفتت "سي إن إن" إلى أن المسئولين الإسرائيليين رفضوا التعليق على تقريرها, وأشارت إلى أن ثقة الولاياتالمتحدة في أن الطائرة الروسية سقطت بفعل "قنبلة إرهابية تتزايد"، حيث أكد العديد من المسئولين الأمريكيين أن هذا الاحتمال قائم بنسبة 99,9% , حسب تعبيرها. وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أقر في 9 نوفمبر باحتمال أن يكون تحطم الطائرة الروسية في سيناء ناجما عن "عمل إرهابي", وقال في مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية :"هناك احتمال وجود عمل إرهابي كسبب لما حدث". وحسب "الجزيرة", أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أيضا تقديم لندن معلومات لموسكو تتعلق بتحطم الطائرة الروسية, وأضاف أنه لا يستطيع تحديد نوعية هذه المعلومات. وبدوره, قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الاحتمالات الأكبر لسقوط الطائرة الروسية تشير إلى قيام تنظيم الدولة الإسلامية أو مجموعة قريبة منه بتهريب قنبلة إلى الطائرة وتفجيرها. وأكد هاموند أن بلاده تمتلك معلومات استخبارية ذات "طبيعة حساسة" بشأن تحطم الطائرة الروسية. وقال إن بلاده كانت من أولى دول العالم التي اتخذت قرارا بتعليق الرحلات إلى شرم الشيخ، وذلك بناء على المعلومات المتاحة، وأيضا بناء على معلومات استخبارية حساسة لم نتبادلها مع مصر لأسباب واضحة، دون أن يكشف عن الأسباب التي وصفها ب"الواضحة". ومن جانبه, قال وزير المالية البريطاني جورج أوزبون إن بلاده ستعزز دور وكالات المخابرت لديها والإجراءات الأمنية في المطارات البريطانية، سعيا لإحباط أي مؤامرات. كما كشفت المخابرات الأمريكية أن مسؤولين روسا يرجحون أن سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء سببه قنبلة, ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمريكية أن مسؤولين في روسيا يرجحون أن قنبلة أسقطت الطائرة الروسية "إير باص 321" فوق سيناء. وفي سياق ذي صلة, قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن بلاده تعتقد أن "متشددين" أسقطوا الطائرة الروسية باستخدام قنبلة على الأرجح. وكانت إسرائيل التي تتابع الوضع في سيناء عن كثب قد أحجمت فيما سبق عن التعليق علنا على سبب الحادث. ولم يؤكد يعلون أو ينكر تقريرا لشبكة (سي إن إن) جاء فيه أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قدمت لمحللين أميركيين وبريطانيين تفاصيل اتصالات اعترضت في سيناء. ولم تعلن مصر وروسيا حتى الآن رسميا عن سبب تحطم الطائرة التي أقلعت في 31 أكتوبر الماضي من شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية قبل أن تسقط بعد 23 دقيقة ويقتل 224 كانوا على متنها. وانزعجت الدولتان بسبب ما ذكرته دول غربية عن احتمال تفجير الطائرة، وهو ما أدى إلى إلغاء عدد كبير من الرحلات الجوية الأجنبية إلى منتجعات سيناء.