جاءت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية صادمة لبعض الأحزاب والمرشحين بعد تراجع عدد منهم بشكل ملفت للانتباه وعكس التوقعات، مما أدى إلى إعلان البعض انسحابه من خوض المرحلة الثانية. مع الإعلان عن نتائج دائرة الدقي والعجوزة وفوز الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي بأحد المقاعد ودخول عضو لجنة الخمسين عمرو الشوبكي جولة الإعادة، على المقعد الآخر في مواجهة أحمد مرتضى، أعلن المرشح عمرو الشوبكي أثناء اجتماعه بحملته الانتخابية الانسحاب من جولة الإعادة، وذلك نتيجة سيطرة حالة من الغضب عليه ودفعته للتفكير في الانسحاب قبل الإعادة المقررة في 27 أكتوبر، مبررًا ذلك بتدخل أجهزة سيادية في إدارة الانتخابات في الدائرة لصالح عبد الرحيم علي ومرشح آخر، في حين تم شن حرب قذرة ضده. كما أعلن الإعلامي مصطفى شردي، انسحابه من السباق الانتخابي بشكل مفاجئ، دون توضيح الأسباب بعدما كان مرشحاً بدائرة المناخ والزهور بمحافظة بورسعيد. كما سيطرت حالة غضب على شباب حزب النور بعد هزيمته في قائمة الحزب بقطاع غرب الدلتا وفوز قائمة "في حب مصر" بفارق كبير في محافظاتالبحيرة والإسكندرية ومرسى مطروح. وطالب شباب الحزب القيادات بإعلان الانسحاب من الانتخابات البرلمانية في المرحلة الثانية وجولة الإعادة كإجراء عقابي للنظام السياسي برئاسة عبد الفتاح السيسي الذي دعمه الحزب في الانتخابات الرئاسية الماضية في مواجهة المرشح حمدين صباحي. وفي آخر الأمر أعلن الحزب أنه سيكون من الصعب اختيار الانسحاب على الرغم من أن المؤشرات المتعلقة بالمناخ العام سلبية، مشيرًا إلى أن ضريبة خيار الانسحاب ستكون مرتفعة للغاية وأن الحزب وأعضاءه لن يكون بمقدورهم تحملها، وذلك في إشارةٍ إلى تعرضهم للتنكيل من جانب النظام إذا أقدموا على خطوة تهدف لإحراجه سياسيا. وأكد الحزب ضرورة المشاركة رغم ما وصفوه بالهجمة الإعلامية الشرسة ضده واستخدام المال السياسي لإسقاط مرشحي الحزب. ومن جانبه، قال الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، إن الحزب مستعد للانسحاب من الحياة السياسية إذا كان ذلك سيؤدى إلى حماية مصر من خطر الانهيار. وأضاف مخيون فى مداخلة هاتفية مع قناة الحوار، أن النتيجة التى حصل عليها الحزب فى المرحلة الأولى هى أكبر من مجموع ما حصلت عليه الأحزاب المصرية مجتمعة، معتبراً أن حزبه خاض الانتخابات فى جو غير نزيه وغير عادل. كما انتشرت الأقاويل حول عدم خوض تيار الاستقلال للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية إلا أن رئيس التيار المستشار أحمد الفضالي نفى ذلك، قائلا: "لا صحة لانسحابنا من الانتخابات، ونحن مصرون على استكمال الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق من أجل مصلحة الوطن، والنتائج فى الفردي تعكس قوتنا الحقيقية". وأضاف: "مرشحو تيار الاستقلال في جولة الإعادة من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب على المقاعد الفردية والبالغ عددهم 30 مرشحًا لهم شعبية كبيرة في دوائرهم الانتخابية وسوف يحققون الفوز"، مشيرًا إلى عقد سلسلة من المؤتمرات الجماهيرية لدعم مرشحيه في جولة الإعادة. وناشد فضالي الجماهير في الدوائر التي سوف يخوض فيها مرشحو تيار الاستقلال التصويت لهم، مؤكدا أن تيار الاستقلال لديه برنامج طموح سوف يطرحه أمام مجلس النواب من خلال نوابه يركز على إدخال تعديلات مهمة على الدستور ومحاربة الفقر والمرض والجهل ومكافحة الفساد بجميع صوره وأشكاله والحد من الارتفاع غير المبرر للعديد من السلع، إضافةً إلى رؤية وضعها تيار الاستقلال تتعلق بما حدث خلال الفترة الأخيرة من تدني قيمة الجنيه والقضاء على السوق السوداء للدولار. ومن جانبه، قال الدكتور محمد السعدني، الخبير السياسي، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن هناك عدة أسباب لإعلان بعض الأحزاب والمستقلين انسحابهم من خوض المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، أبرزها أن تلك الأحزاب أعطت صورة سلبية عنها للشعب المصري خاصة مع فشلها في الانضمام لتحالف انتخابي واحد والمشاجرات التي دارت بين عدد من تلك الأحزاب وبعضها، مما جعل الناس يعتقدون أن مشكلة تلك الأحزاب في الوصول إلى الكرسي وليس خدمة المواطنين، مما أدى إلى خسارتها الفادحة في المرحلة الأولى من الانتخابات. وأضاف السعدني، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن إعلان بعض الأحزاب انسحابها كان مجرد ورقة للضغط على النظام وكسب لتعاطف الناخبين لحصد أكبر عدد من أصواتهم، وفي الحقيقة أن تلك الأحزاب لم تنسحب. وتابع أن تلك الأحزاب لم تدرك أخطاءها السياسية الماضية ونظرت إلى المعركة الانتخابية على أنها غنيمة يجب أن يحصلوا عليها، مما قد يؤدي إلى خسارتهم مرة أخرى في المرحلة الثانية، خاصة أن الشعب المصري أصبح يحظى بوعي سياسي يؤهله لاختيار المرشح الأنسب. فيما قال كمال حبيب، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، إن تلويح النور بالانسحاب من المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية مجرد لعب بورقة الضغط على الدولة، مشيرًا إلى أن النور لن ينسحب من الانتخابات بل هو شديد الحرص على حصد مقاعد في البرلمان المقبل. وأضاف حبيب، أن الهزيمة الساحقة التي مني بها النور في الانتخابات كانت متوقعة نظرًا لعدم رغبة الناس في تواجد ما يسمى تيار الاسلام السياسي.