يصل الرئيس عبدالفتاح السيسي غدًا إلى دولة الكويت، ويلتقي بالأمير صباح الأحمد، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث إمكانية دعم الاقتصاد المصري خاصة وأن مصر على أعتاب مؤتمر اقتصادي كبير. وأكد دبلوماسي وخبير أن الكويت تمثل عنصرًا من عناصر الاتزان في مجلس التعاون الخليجي الحليف الرئيسي للسلطة الحالية في المنطقة، وشددا على أهمية زيارة السيسي في هذا التوقيت، في ظل التناحر والانقسامات التي تسود المنطقة العربية وعلى رأسها ليبيا والعراق وسوريا. وقال السفير عزمي خليفة، مساعد وزير الخارجية، إن "زيارة السيسي لدولة الكويت تأتى لبحث سبل تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدولتين وتعزيز محاربة الإرهاب الذي يهدد كافة الدول العربية". وشدد على أن "توطيد العلاقات بين كل من دولة الكويت والسعودية والإمارات، في غاية الأهمية"، واصفًا الدول الثلاث بأنهم "حلفاء مصر بعد 3يوليو". وأشار إلى أن "السعودية كانت هي الدولة التي تحاول رأب الصدع بين مصر وقطر، ولكن الكويت كانت من تتولى التنفيذ"، لافتًا إلى أن "زيارة السيسي في الوقت الراهن لتغطية الأجواء العربية وعودة وحدة الصف العربي وللاستعداد للمؤتمر الاقتصادي لزيادة فرص الاستثمارات في مصر". وقال مختار غباشي، نائب مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إن "زيارة السيسي لدولة الكويت تأتي بينما تنتظر مصر عقد مؤتمر اقتصادي دولي في منتصف مارس المقبل"، واصفًا الزيارة بأنها "رمز مهم وبحث في أفق الاستثمار الكويتي". ولفت غباشي إلى أن "الكويت تشكل عنصر من عناصر الاتزان في مجلس التعاون الخليجي كما أنها لعبت دورًا بارزًا في تقارب دول الخليج وساهمت في المصالحة بين مصر وقطر"، مشددًا على أن "مصر في حاجة إلى الدعم الكويتي". وقال إن "السيسي سيبحث مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد القضايا الثنائية بين البلدين فضلا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وكذلك الأوضاع في المنطقة، خاصة الوضع في ليبيا وما يسودها من صراعات وتناحر، بالإضافة إلى القضية اليمنية والقضية العراقية، وبحث أطر لكيفية التعامل مع الدولة العراقية وما يسودها من طائفية سياسية موجودة في العراق منذ عام 2003". وأكد، أن "العلاقات بين مصر والكويت ليست وليدة المرحلة ولكنها تمتد بعروقها إلى عام 1919م حينما زار ولى العهد في ذلك الوقت الشيخ أحمد الجابر القاهرة، والتقى بالسلطان حسين كامل ملك مصر وقتها بعد الحرب العالمية الأولي، وأجريا مباحثات ثنائية حول الأحوال الداخلية في المنطقة علاوة على الشأن الدولي". وأشار أيضًا إلى أن "أمير الكويت زار مصر في عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر ومكث في القاهرة أربعين يوما لتهدئة الوضع بينه وجماعة الإخوان المسلمين إثر حادث المنشية". وأضاف غباشى أن الكويت تمد مصر بمساعدات بترولية شهريا، كما أن الكويت بها عمالة كويتية وزيارة السيسي في هذا الوقت يوسع المجال لاستقبال عمالة جديدة، مشددا على أهمية استقبال الكويت في المؤتمر الاقتصادي.