طالب محامي عودة ترابين، البدوي الإسرائيلي المسجون في مصر منذ 11 عامًا، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمبادلة ثلاثة صبية مصريين معتقلين في إسرائيل بالجاسوس، بعد أن رفضت مصر مرارًا الإفراج عنه. ويعد هذا أول تعليق على اعتقال إسرائيل ثلاثة أطفال مصريين من بدو سيناء تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشر والثامنة عشر، أثناء تواجدهم بالمنطقة الحدودية وتقديمهم إلى المحاكمة بتهمة التسلل إلي إسرائيل بطريقة غير مشروعة، وتهريب بضائع للبلاد. وتحت عنوان: "الصبية المتسللون مقابل ترابين"، نسبت القناة السابعة الإسرائيلية إلى يتسحاق ملتسار محامي عودة ترابين، الإسرائيلي المسجون في مصر بعد إدانته بالتجسس مناشدته رئيس الحكومة الإسرائيلية عدم إطلاق سراح المصريين الثلاث حتى يتم إطلاق سراحه. وقال إنه في أعقاب اعتقال الصبية الثلاثة توجهت السفارة المصرية بتل أبيب بطلب إلى السلطات الإسرائيلية من أجل إطلاق سراحهم، ما اعتبرها خطوة نادرة واستثنائية، خاصة أن هناك سجناء مصريين كثيرين بالسجون الإسرائيلية لم تتوجه مصر حتى الآن بطلب لإطلاق سراحهم. واعتبر المحامي الإسرائيلي أن الخطوة المصرية للإفراج عن الصبية ربما تعكس تغيرا ملحوظا. وقال انه توجه لرئيس الوزراء بخطاب يذكّره فيه بالمبدأ الذي استنه خلال فترة ولايته الأولى في التسعينات: "إذا أعطوا يأخذوا إذا لم يعطوا لا يأخذوا"، حتى يقوم بتطبيق هذا المبدأ على حالة المعتقلين المصريين الثلاثة ومبادلته بترابين المسجون منذ 11 عامًا. وأضاف: "عندي أمل كبير في ألا يتجاهل نتنياهو هذا المطلب وأن يضعه في الاعتبار، مبديًا شكوكه إزاء أقوال أسر الصبية المصريين المعتقلين بأنهم خرجوا بيع السجائر للجنود، إذ يعتقد أنه تم إرسالهم للجنود الإسرائيليين لجمع المعلومات الاستخبارية. ويعد الجاسوس عودة ترابين واحدا من أبناء إحدى أشهر القبائل المصرية التي تتنقل بين سيناء وصحراء النقب، وبعد حرب 1967 جند الجيش الإسرائيلي أباه سليمان ليبلغ عن تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الاستنزاف. وفى يناير 1990 هرب الأب وعائلته إلى إسرائيل، وحصلوا على الجنسية، وأقاموا في مدينة الرهط. وأصدرت محكمة مصرية لاحقًا حكمًا بالسجن على سليمان ترابين لمدة 25 عاما مع الأشغال الشاقة المؤبدة. لكن الابن عودة ترابين عاد إلى سيناء عام 1999 بحجة زيارة أسرته وأختيه المتزوجتين في مدينة العريش، وأبلغته السلطات المصرية بأنه شخص غير مرغوب فيه، وحذرته من العودة مرة أخرى، لكنه عاد متسللاً عبر الحدود، وألقي القبض عليه، وبحوزته دولارات مزيفة وعملات إسرائيلية وجهاز اتصال، وتبين أنه حاول تجنيد زوج أخته المقيم في العريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية في سيناء، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين أجهزة المخابرات الإسرائيلية. وبعد إحالته للمحاكمة، ادعى ترابين أنه مواطن إسرائيلي، وطلب من إدارة السجن إبلاغ القنصلية الإسرائيلية في القاهرة بمكان اعتقاله.