ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية، أن عودة ترابين الجاسوس البدوي الذي تحتجزه السلطات المصرية بسجونها منذ أكثر من عشر سنوات سيتم إطلاق سراحه وإعادته إلى إسرائيل قريبا، بحسب ما أورد موقع "نيوز وان" الإخباري الإسرائيلي، دون أن يعطي تفاصيل حول عملية الإفراج عن الجاسوس الذي أدين بتهمة نقل معلومات عسكرية لإسرائيل، ومحاولة تجنيد مصريين للعمل مع المخابرات الإسرائيلية. واعتقل ترابين واسمه بالكامل عودة سليمان ترابين وهو من سكان منطقة النقب في يناير 2000م وحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة جمع معلومات استخباراتية عن مصر لصالح تل أبيب، "لكن وبفضل الثورة الشعبية المصرية وبعد مرور 11 عاما على اعتقاله سيتم إطلاق سراحه من سجنه بمصر"، كما قال التقرير. وأضاف إنه على العكس من الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي أفرجت عنه مصر، فإن ترابين تمت محاكمته دون علمه وحتى اليوم ترفض مصر نقل ملفات التحقيق معه ولائحة الاتهامات الخاصة به إلى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة أو محاميه. وأوضح أن السلطات المصرية لم تخطر السفارة الإسرائيلية أيضا بأمر اعتقالها ترابين، أو إحالته إلى المحاكمة، فيما اعتبره التقرير مخالفا للقانون وكافة المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر. وكان داني إيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي صرح مؤخرا بالكنيست، أن تل أبيب لم تعلم باعتقال القاهرة لترابين إلا في يوليو 2004، أي بعد أربع سنوات ونصف من إلقاء القبض عليه وذلك عندما تقدمت أسرة المعتقل ببلاغ عن اختفاء قريبها لوزارة الخارجية الإسرائيلية. وأضاف إيالون: "لقد توجهنا لمصر وطلبنا اذن بمقابلة ترابين ووافقت على ذلك بعد ستة أشهر وبالتحديد في فبراير 2005، وحينها التقي به القنصل الإسرائيلي بمصر للمرة الأول داخل سجنه". وأشار إلى أنه "منذ فبراير 2005 ونحن نتوجه إلى مصر كي تعطي لنا تفاصيل عن التحقيقات مع ترابين ومحاكمته"، لافتا إلى أن المسئولين الإسرائيليين طالبوا مصر بتفاصيل عن قضية ترابين، وفي كل محفل دولي لم تتوقف تل أبيب عن طرح القضية على مصر، لكن في النهاية باءت تلك الجهود بالفشل، وحتى مع توسيط نواب من الكونجرس الأمريكي ووزراء خارجية لدول أجنبة. وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلية إن "ترابين يستحق الافراج عنه، خاصة أنه قضى أكثر من ثلاثة أرباع المدة"، موضحا أن إسرائيل تأمل في أن يؤدي تغير السلطة والنظام الحاكم بمصر إلى المساعدة في إطلاقه، مشددا على أن اسرائيل لن تتوقف وستستمر في المطالبة بتحريره في القريب العاجل. ويعد الجاسوس ترابين واحدا من أبناء إحدى أشهر القبائل المصرية التي تتنقل بين سيناء وصحراء النقب، وبعد حرب 1967 جند الجيش الإسرائيلي أباه سليمان ليبلغ عن تحركات خلايا المقاومة المصرية أثناء حرب الاستنزاف. وفى يناير 1990هرب الأب وعائلته إلى إسرائيل، وحصلوا على الجنسية، وأقاموا في مدينة الرهط. وأصدرت محكمة مصرية لاحقًا حكمًا بالسجن على سليمان ترابين لمدة 25 عاما مع الأشغال الشاقة المؤبدة. لكن الابن عودة ترابين عاد إلى سيناء عام 1999 بحجة زيارة أسرته وأختيه المتزوجتين في مدينة العريش، وأبلغته السلطات المصرية بأنه شخص غير مرغوب فيه، وحذرته من العودة مرة أخرى، لكنه عاد متسللاً عبر الحدود، وألقي القبض عليه، وبحوزته دولارات مزيفة وعملات إسرائيلية وجهاز اتصال. وتبين أنه حاول تجنيد زوج أخته المقيم في العريش للتجسس على التحركات العسكرية المصرية في سيناء، على أن يكون هو حلقة الوصل بينه وبين أجهزة المخابرات الإسرائيلية. وبعد إحالته للمحاكمة، ادعى ترابين أنه مواطن إسرائيلي، وطلب من إدارة السجن إبلاغ القنصلية الإسرائيلية في القاهرة بمكان اعتقاله.